منطق القوة

آراء

لا يبدو أن الحوثيين، يؤمنون بشيء اسمه السلام، ووئام الوطن، هؤلاء الذين جاؤوا من كهوف جبال الحقد والكراهية، هؤلاء الذين خرجوا من عباءة قم، ليضعوا اليمن في أحضان التعاسة، وسوق النخاسة، ويتاجروا بالأرض ومصير الناس، تحت ذرائع واهية، وحجج متداعية، ومبررات متعالية على الحقيقة، والحقيقة تقول إن الذين حاصروا، وشردوا، واستولوا بقوة السلام، على مفاصل الدولة وشرعيتها، لا يعرفون غير منطق القوة، لأن من يدفع هؤلاء إلى نيران المعارك، ما هو إلا أرنب جبان، اعتاد أن يجوب الخلجان عنوة، وخلف أستار الظلام، ليضرم الحريق، ويضرب طبول الوغى بغية إبقاء هذه الأمة تعيش أزماتها الداخلية ولا تلتفت إلى مستقبل ولا إلى مصير شعب، فاليوم أصبحت الشمس واضحة بعد أن انسحبت الغيوم إلى غير رجعة، وبعد أن كشف البحر عن مكنونه الخفي، فبات كل شيء يسفر عن عدوانية بغيضة لا تطفئها مشاورات ولا مداولات، ولا حوارات ولا اجتماعات، لأن الذي احتل العاصمة عصماء كان يريد الإقصاء، كان يريد الإلغاء، كان يريد رأس كل مواطن يمني، ليضعه حصى لقدور الهيمنة والسطو والسيطرة.

فلا شرعية لشرعية مشبوهة، ومحاصصة مكروهة، وفرض الأمر الواقع لمسوغات مأسوفة.. اليمن لليمنيين، وليس إلى المقايضات، لإشباع غريزة الاستيلاء بالقوة، على حقوق الغير.. فلن يتجرأ الحوثيون لو لمسوا الحزم، من قوى دولية فاعلة، وكذلك من رأس الأمم المتحدة وإنما التجاهل، والتساهل، والترهل، الذي ألمّ بهذه الهيئة الدولية.

هو الذي أشاع المماطلة، والمخاتلة، والمجايلة، لأهداف خفية، لأسباب نورانية، وصفت أسسها، دولة تقوم سياستها على عرقلة أي جهد مخلص، ووضع العقبات أمام الحلول العادلة، لأنها دولة لا تملك أسباب القوة إلا من خلال إضعاف الآخرين وضعضعة أوضاعهم، وخلخلة علاقاتهم، وإشاعة الفوضى، والعصبيات المريضة، كل هذه الأسباب دفعت بالحوثيين إلى ساحات القتال معززين بوعود كاذبة، وعهود ممن عاش على نقضها، وبتر أوصالها، وحشوها بقنابل الغدر، فاليوم تكتشف قوى التحالف الدولية، سفن تهريب الأسلحة، محملة بعتاد إيراني متجه إلى خنادق الحوثيين، وهذا يعني أن إيران ماضية في عدائها لكل ما هو عربي، مستمرة في إشعالها للحروب، مستمرة في حرق البلاد والعباد، ولا مبرر غير الحقد، ولا سبب غير إلهاء الشعب الإيراني بقضايا خارجية، وإلهائه عن قضاياه المصيرية، قضاء الفقر والجهل، وموت كل ما يحيي النفوس، من عذابات الفقدان، والحوثيون إذ قبلوا أن يكونوا تابعين لهذا الحمل الكاذب فإنهم سيخسرون في النهاية، ولابد من أن تعود صنعاء لأهلها، ويعود خيط الحياكة من جديد، كي تكون صنعاء قماشتها بلون المزاج اليمني، ورائحة قهوته العريقة.. الحوثيون سيخسرون، لأن الفقاعات لابد أن تنفجر، وتذهب إلى التلاشي، ثم تختفي إلى الأبد، فلا تبقى غير الحقيقة، وكل ما عدا ذلك، فهو زبد لابد أن يذهب جفاء ومن غير رجعة، ولا مأسوف عليه.

اليمن سيكون لليمنيين، ومن غرد خارج السرب سيتلقفه العراء ولا محالة.

المصدر: الإتحاد