عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد
كاتب بصحيفة الحياة

موقعة البعارين

آراء

أثارت تصريحات وزير الصحة المكلف، التي نصح فيها بعدم أكل لحوم الإبل وشرب حليبها «حذراً من الإصابة بكورونا»، ردود فعل وتفاعلاً كبيراً، والوزير عادل فقيه ينصح ولا بد من أنه وفريق عمله يحاولون جاهدين البحث عن الحلقات المفقودة في انتقال الفايروس من الحيوان إلى الإنسان وكيف يتم ذلك حتى أصبح ينتقل من الإنسان إلى آخر، وعلى رغم تناقض التصريح المنسوب إليه، أي الحذر عند مخالطة الإبل المريضة من جهة والنصح بالابتعاد عن أكل لحوم الإبل عموماً «لم يذكر المريضة» وشرب حليبها، مع ذلك أنظر إلى التصريح من جانب رغبة الصحة في الوقاية قدر الإمكان وهي مقدمة على غيرها، والنصيحة للوزير أن ينشر تصريحاته وبيانات الوزارة أولاً بأول على موقع وزارة الصحة الرسمي منعاً لأي «اجتهاد» أو «خطأ» في النقل من وسائل الإعلام، خصوصاً أن بعضاً منها لا يعنيه من الأخبار سوى عنوان مثير.

مسكينة هي البعارين إما يزفها البعض لمنصات المزاين ببذخ وإسراف، أو «يكرفسها» آخر إلى دائرة اشتباه نقل فايروس استعصى على العلاج، وليست للبعارين جهة حماية حقوق، مع عطل متعود في جهاز وزارة الزراعة، أليست مسؤولة عن «الثروة» الحيوانية، ولديها فرق طب بيطرية!؟ فأين صوت البياطرة؟

كم جهازاً لدينا هو خارج نطاق التغطية لحدود واجباته؟ أعتقد أن ما نعاني منه بين فترة وأخرى من أزمات حادة هي نتاج عقود من الجمود، والسؤال الذي يبحث الناس عن إجابة له، ما الجديد الذي جعل الإبل تنقل فايروساً مثل كورونا؟ وهم يعرفونها منذ زمن بعيد، لم تكن هكذا، هذا سؤال في غاية الأهمية، فهل أصبحت الإبل مصنعاً للفايروسات هكذا من دون «محفّز» ما؟ وحتى لا نصبح تحت تهديد مستمر من أي فايروس، لنتذكر أن نفوق الإبل في تلك الأعوام لم يأتِ عن طريق فايروس بل عن طريق خلل إداري بشري. والقصد أن البحث عن السبب المستجد الذي جعل الإبل تنقل الفايروس في غاية الأهمية تتضافر معه سبل الوقاية على خط مواجهة واحد.

مع هذا لم أفهم سبب النصح من فريق الوزارة الاستشاري بعدم استخدام الكمامات في الأماكن العامة، على رغم أن البعض يستخدمها منذ زمن تجنباً لتلوث الهواء بأشكال عدة من ملوثات، فما المانع يا ترى؟ أليست من طرق الوقاية ومنع انتقال الأمراض المعتادة؟ والوقاية مقدمة على غيرها سواء أكنت تخالط البشر أم الإبل.

المصدر: الحياة