نسبة مشاركة المرأة في العمل 16% فقط

آراء

إحصاء من موقع وزراة التخطيط والاقتصاد الوطني وليس من عندي، يقول إن مشاركة المرأة السعودية بالقوى العاملة لدينا هو فقط 16%، وهذه أضعف نسبة في الوطن العربي ويسبقنا فقط «اليمن بنسبة 5%» وحجم سكان المملكة هو الأعلى بالمنطقة، وببلاد يتواجد على أرضها ما يقارب 10 ملايين مقيم يعملون بها، مشاركة المرأة في الإمارات 48% في الكويت 45% والبحرين تقارب 50%. المملكة هي أقل دول المنطقة الخليجية!.. والسيطرة «رجالية» تماماً، رغم أن الجامعات والكليات والمخرجات التعليمية هي نفس عدد الرجال، مع ذلك هي «معطلة» قوى بشرية معطلة لماذا؟ ثقافة عمل المرأة ببيئة «صعبة» تحارب عملها بأوجه عدة، التعليم يحصرها بمخرجات «بطالة مقدماً» فلا تمنح الفرصة لها بالطب أو التمريض أو الهندسة أو غيرها (المملكة تحتاج ما لا يقل عن 120 ألف مهندس كمثال).. صعوبة توفر التسهيلات لعمل المرأة لدينا مثال «النقل» فهي لا تملك وسيلة له إلا بوسيط آخر يمتص رواتبها كلها سواء بسائق أو خلافه، عدم توفير التعليم والنقل ووسائل وبيئة العمل الحقيقية هي أكبر العوائق الفعلية.

الواضح من الإحصاء أن مشاركة المرأة «محجمة»، نحتاج قراراً حكومياً «يجبر» على فتح كليات نحتاجها، فرص عمل تجبر على أن تكون بيئة عمل لها حقيقية، مشاركة فعالة، توعية المجتمع بأهمية عمل المرأة والمشاركة لها، ويجب أن نتوقف عن تكرار مسألة الشكوك والثقة وخلافها، فحين تعد بيئة صالحة للعمل وقوانين تحميها، ورواتب مجزية، وتخصصات عالية تعمل بها، ودعم لوجستي تام من نقل وخلافة ما المانع لكي تعمل؟ هي مشكلة قرارات وإجراءات حكومية، فنحن نشهد الآن موظفات بفنادق وسوبرماركت ومحلات تجزئة وخلافه، وسيكون هناك تسرب لا شك، الأهم يكون بنطاق مقبول وأي تجاوز يجب مراجعة العوائق والموانع لذلك لحله، يجب تهيئة البيئة المناسبة لعمل المرأة بما يكفل كل شيء لها فالعمل ليس تعليميا أو قطاعا صحيا وانتهى، فرص العمل لا حدود لها ولكن لم نعمل على بناء الظروف الصحيحة والتهيئة والبيئة المناسبة لها.

نحن ندرك والدولة أيضاً تعلم الأثر السلبي للبطالة، وما ستتركه من سلبيات وعواقب تأتي معها سواء الآن أو مستقبلاً، وهذا ما يجب العمل على حله بلا تردد أو تراجع للخلف، وهذا مهم جداً، والأهم هو أن يكون لدينا الرغبة والعمل الحقيقي للإنجاز والتغيير الحقيقي، فالدوران بحلقة مفرغة ونحن نعلم الحلول لن يضيف شيئا، التقدم والتغيير للأمام هو المطلب حقيقة وإلا سنكون أمام كرة ثلج كبرى لن ترحم أحداً مستقبلا ونحن نعطل طاقة بشرية كبيرة بأمس الحاجة لها.

المصدر: الرياض