جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

نكهة السروال والفانيلة

آراء

يبدو أن الشاب أراد أن يتحرر من نمطية الثوب وسماته الرسمية فبحث في مخزونه من الأزياء فلم يجد زياً خفيفاً وظريفاً ينفع للمشاوير العابرة والطارئة سوى السروال والفانيلة فليس بعدهما سوى الفروة والبشت والجاكيت والدقلة وكلها أشد تعقيداً من الثوب وأكثر إرهاقا. محلياً لا فرق بين الزي الرسمي والبسيط إلا درجة التأنق والكي، والخروج بثوب غير مكويّ دلالة قذارة أو حاجة.

سابقاً لم يكن الخروج بالسروال والفانيلة شائعا بل إن كونهما ملابس منزلية كان ذلك مقتصراً على فئات شعبية ومجموعات من العزاب أما اليوم فهو المقابل للجينز والقميص وهو تحول لافت في درجة الذوق ومعايير المسلك الاجتماعي، فإما أن يكون تمرداً ورفضاً غير مباشر للثوب خصوصاً أن التهمة تتجه إلى الشباب عموماً، أو أنه الخيار الوحيد للخلاص من الثوب دون نبذ الانتماء إليه.

ظاهرة السروال والفانيلة مقتصرة على الرياض وضواحيها لأن ثقافتها ترى في البنطلون انسلاخاً وتغريباً بينما السروال جزء من الهوية أو امتداد لثوب النوم الذي دخل كل مكان فلم يعد ثمة مجال لثورة في الأزياء سوى اعتبار السروال والفانيلة «كاجوال» سعودياً يعمق الخصوصية ويقلص النفقات ويحافظ على وحدة اللون ويستثمر الوقت الضائع في تبديل الملابس.

السروال والفانيلة ليس مجرد زي بل هوية ثقافية سواء أكان القصد الراحة أو الإغواء أو التمرد أو حتى الكسل والاستخفاف.

أبو سروال وفانيلة يغدو أقرب إلى الماركة مهما كان فجاً منافياً للذوق وربما تطورت أشكاله حتى يغدو هجيناً بين الداخلي والخارجي فيكون صالحاً للحالين.

المصدر: صحيفة الشرق