خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

هل إيران أفضل منا؟

آراء

في أجواء الخصومة العالية تتداخل الأمور وتضطرب الحسابات، لذلك يشعر الكثير من شبابنا أن إيران كخصم قد تكون في وضع أفضل منا بسبب برنامجها النووي وكذلك بسبب نجاحها في السيطرة على بعض العواصم العربية مثل بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء، مستعينة بعدد من عملائها الذين وضعوا مصلحتها فوق مصالح أوطانهم.

ولكن هذه القوة الإيرانية الظاهرة تخفي ضعفا رهيبا يتجلى في معدلات الفقر المرعبة التي يعاني منها الشعب الإيراني؛ فالدولة التي تصنع الغواصات والصواريخ والمفاعلات النووية يتضور أبناؤها جوعا في الشوارع، هذه ليست صورة مجازية؛ ففي عام 2005 نشر البنك المركزي الإيراني إحصائية ذكر فيها أن معدل الفقر بلغ 32 بالمئة ثم توقف البنك عن إصدار مثل هذه الإحصائيات بعد تضاعف هذا المعدل بشكل مخيف خلال السنوات الـ10 الأخيرة.

ويقول الدكتور محمودي من جامعة طهران إن 60 بالمئة من الأسر الإيرانية تعيش تحت خط الفقر العالمي وأن الـ 40 بالمئة من الأسر المتبقية تعاني من فقر نسبي وبالكاد تؤمن احتياجاتها الأساسية وهذا يعني أن من يعيشيون حياة جيدة في إيران هم فئة محدودة جدا من المرجح أن تكون فئة الملالي ومن يشاركهم السلطة.

وقبل فترة اعترف ناصر صبحي أحد المسؤولين في وزارة الرياضة الإيرانية بأن طهران وحدها تضم نحو 3 ملايين نسمة ممن يسكنون العشوائيات مقدرا عدد سكان العشوائيات في عموم البلاد بـ 15 مليون نسمة.

أما عضو البرلمان محمد رضا ملكشاهي فقد قال في إحدى جلسات البرلمان: (البطالة والفقر قد أربكا الأمن النفسي في المجتمع ويعيش عديد من عوائل خرم آباد تحت خط الفقر ويقوم عدد من الشباب بالانتحار بسبب البطالة).

هذه هي إيران التي تريد اليوم السيطرة على عالمنا العربي دولة تركت شعبها جائعا فقيرا وتريد أن تنقل عدواها للجميع، ولكم أن تتخيلوا حال بغداد قبل أن يسيطر عليها الإيرانيون، إذ كانت تلك العاصمة العربية رغم الحروب والحصار الاقتصادي تؤمن الحصص التموينية والرعاية الصحية المجانية لشعبها ويعيش فيها الناس حياة معقولة، أما في الحقبة الإيرانية فلم يزدها ارتفاع أسعار النفط إلا فسادا وفقرا وشعارات طائفية مشحونة لا تطعم جائعا ولا تعالج مريضا، وكذلك الحال بالنسبة لبيروت جوهرة الشرق وعاصمة الجمال فقد تحولت بعد السيطرة الإيرانية إلى مدينة مشلولة تتكدس في طرقاتها أكداس الزبالة وتعيش في أسوأ حالاتها من الناحيتين الاقتصادية والسياسية.. وكل هذا طبيعي جدا فإيران لم ترحم شعبها ولم ترأف بحال أبنائها فكيف ترأف بحال العرب؟!.

هذه إيران على حقيقتها.. ولا يمكن أن يكون الإيرانيون في وضع أفضل منا.. فما فائدة أن يتباهى الإنسان بمفاعل نووي في بلاده بينما هو لا يستطيع تأمين وجبة العشاء لأسرته؟!

المصدر: عكاظ