علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

هل تغيرت الخطوط السعودية

آراء

في حضور بضع كتاب وبعض من صناع الإعلام، قدم رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية السعودية وجه وصورة الناقل الوطني المستقبلية الجديدة. وفي اللقاء الطويل تحدث مستخدماً كلمة «التغيير» بالتقريب مع شرح كل منتج جديد من خدمات هذه الشركة. قلت له مازحاً إن أفضل «لزمة» دعائية تستطيع السعودية أن تقنع بها زبائنها بالمرحلة الجديدة ليست بأكثر من جملة قصيرة وفيها تعترف الخطوط بـ«أننا تغيرنا»، حتى نمسح الصورة النمطية السلبية. لماذا وكيف تغيرت الخطوط السعودية؟ والجواب القصير جداً: بسبب وجود المنافس. كنا فيما مضى، ولأربعة عقود من الزمن نضحك تندراً على اللزمة الشهيرة في نهاية كل رحلة حين ينطلق المذيع: شكراً لاختياركم السعودية. اليوم، وربما بسعر أدنى وجودة أعلى، أمامي أربعة خيارات لأربع شركات للسفر إلى الوجهات الثلاث الرئيسة.

أمامي، ومن مطار أبها، ما يقرب من ست شركات طيران إلى خياراتي المختلفة في السفر الخارجي. انتهى زمن الاحتكار مثلما اختفت أيضا عقدة الحصول على مقعد. السعودية الوطن بأكملها تغيرت، ومعها حتماً كان لا بد للسعودية الخطوط أن تواكب هذا التغيير. وقد لا يعلم كثر أن المسؤول الأول عن صناعة الأفكار في النقل الجوي للخطوط السعودية، وهي مجرد شركة من بين شركاتها الخمس المختلفة، ليس إلا مكسيكي عمل في ألمانيا ثم أعاد في أوروبا هيكلة بضع شركات عالمية. المهندس، صالح الجاسر، نفسه جاء إلى سدة الكرسي الأعلى تماما من خارج الشركة. ومع الاثنين استطاعت الخطوط السعودية أن تعود إلى الربحية رغم أنها، وعلناً، تشتكي من خدمة 27 مطاراً داخلياً معظمها مجرد خسارة حتمية. وأكاد أشك أنني سمعت من الاثنين حديثاً صريحاً بأن الناقل الوطني قد لا يستطيع مستقبلاً خدمة هذه المطارات ما لم، وبكل وضوح، تحصل الخطوط السعودية على تعويض مناسب من الدولة. وعودة إلى العنوان: هل تغيرت الخطوط السعودية؟ كل ما أخشاه ألا تدرك إدارتها أن الآخرين في ذات السوق يدركون طبيعة المنافسة. هم يتغيرون أيضاً بشكل لافت.

المصدر: الوطن