سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

هُنا كل ما يحتاجه العالم!

آراء

التسامح، والحوار، وتقبل الآخر، هو كل ما تحتاجه البشرية للعيش بسلام ووئام، وهو كل ما تحتاج أن تطبقه الشعوب بمختلف مذاهبها ودياناتها لضمان نبذ العنف والتشدد والطائفية المقيتة، فالأديان جميعها جاءت لتنظيم حياة البشر للأفضل، ولنشر المحبة والسلام، لا لتكريس العنف والقتل والاختلافات التي تجر البشر للحرب والدمار.

والإمارات هي دائماً وأبداً صوت السلام والمحبة والتقارب، ومن أجل ذلك فهي اليوم وجهة العالم من كل حدب وصوب، يقيمون فيها، ويزورونها، ويتعايش كل من تطأ قدمه أرضها مع غيره بود وخير، مهما كانت بينهم خلافات واختلافات مذهبية أو دينية أو عرقية، فالجميع هنا ينصهر تحت مسمى «إنسان»، والجميع هنا بشرٌ لهم حقوق وعليهم واجبات، والجميع هنا تحت حماية ورعاية دولة القانون التي لا تفرق بين البشر لأي سبب كان.

الإمارات وفق هذه السياسة الثابتة، والمبادئ الراسخة، تستقبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتتطلع إلى أن تسهم هذه الزيارة التاريخية في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتناغم الثقافي والحضاري بين الشعوب، فهي دائماً وأبداً أرض المحبة والسلام والخير، وهي دائماً دولة المحبة والتعايش السلمي، وفيها أروع أمثلة تقبل الآخر، وحرية العقيدة والمعتقد، واحترام ثقافة الاختلاف.

لا ملجأ للعالم اليوم لوأد الكراهية، والقضاء على الإرهاب والتشدد والتطرف، إلا نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، ولا مجال لوقف الدمار والحروب والفتن إلا بزرع مبادئ وقيم احترام الإنسان للإنسان، واحترام الاختلافات، فالعالم أحوج ما يكون فيه للتقارب والالتقاء حول قيم إنسانية مشتركة، ولذلك فإن الخطوة الحضارية التي تخطوها الإمارات بتنظيم «ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية»، ودعوة نخبة من قيادات وممثلي الأديان والعقائد في العالم، هي واحدة من أهم وأبرز وأنجح أفكار نشر التسامح والسلام والتآخي بين الشعوب، ولاشك أن نتائجها ستكون علامة بارزة في تقارب الشعوب والأديان، وتالياً نبذ الكراهية والتباعد والاختلاف، وهذا ما يحتاجه العالم بأسره، بمختلف دوله وشعوبه.

المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية يناقش الأخوة الإنسانية الداعية إلى إرساء ثقافة السلم، وترسيخ مفهوم المواطنة، ومواجهة التطرف الديني، كما يتطرق إلى إعلاء مسؤولية حكماء الشرق والغرب، في تحقيق السلام العالمي، والتركيز على دور المنظمات الدولية والإنسانية في تحمل مسؤولياتها الأخلاقية، إضافة إلى مناقشة التحديات والفرص التي تواجه الأخوة الإنسانية، ويسعى لدعم المبادرات الداعية لإرساء ثقافة التآخي في مختلف المجتمعات البشرية، فهل هناك ما يحتاج العالم فعله أهم من ذلك؟!

المصدر: الإمارات اليوم