وماذا بعد؟

آراء

لم نكد ننتهي من آثار جريمة حتى يفجر الإرهاب جريمة أخرى، ولكن في البحرين لم تعلن «داعش» كعادتها مسؤوليتها عن الجريمة، ولكن مهما حدث، فلن تقيد الجريمة ضد مجهول، لأن المجهول معلوم وواضح، وأن ما يتم التخطيط له ضد مملكة البحرين وشعبها الآمن، هو من فعل دولة، وتواطؤ من تشرنقوا في جوف طائفية بغيضة، والهدف هو إشاعة الذعر ونشر التوتر وبسط نفوذ الحقد والخوف في نفوس الناس، وللأسف الشديد أن أرباب التزمت والتعنت لم يستوعبوا درس من حولهم، ولم يستفيدوا من التجارب الفاشلة في أماكن كثيرة ومختلفة، ولا يزال هؤلاء يصرون عن نجاح مشاريعهم التفتيتية، ولا يزال هؤلاء يعتقدون أن بقتل الأبرياء يستطيعون أن يخضعوا الناس، وأن يقودوهم إلى حظائرهم المسيجة باللون الواحد، والمدهونة بمعجون سيء ورديء، لا يمكن أن تتقبله الأعين، ولا يمكن أن تتلاءم معه القلوب والعقول..

وعندما يشعر هؤلاء الطائفيون بهذا الانحطاط، فإنهم يمعنون أكثر في الحقد، ويتوغلون أكثر في تفريغ ما في جعبتهم، فينتمون أكثر للعنف، منسحبين تجاهه في غيظ وفيض.. وللأسف الشديد أنه وإلى حتى الآن، لم يولد عقل رشيد يكبح هذا الجموح المجنون، ولم يستطع الطائفيون أن يستخدموا العقل قبل اللجوء إلى أحزان التاريخ وبكائياته، لأنهم وللأسف ثبتوا على مرحلة من المراحل، بفعل التراكم، ولا تزال تتوالد أفكارهم من الوعاء الرث نفسه، وبالتالي ستظل كرة النار تتدحرج وتكوي وتحرق، وتسرق أمن الناس، إلى أن يخرج من بين هؤلاء من يقول لا للإجرام أو أن تواجه هذه الأفعال الشنيعة والمشينة، بقوة وحزم، ولا تأخذنا بهم رأفة لأنهم داء عضال، ولا بد من بتره والتخلص من أذاه وبذاءاته، على الحكومة البحرينية، وعلينا جميعاً كوننا في القارب نفسه أن نبادر بالهجوم، أن نواجه بالسلاح نفسه، لأن من مات ضميره، لا يفهم غير لغة القوة، وهؤلاء على ما اعتقد أنهم ذهبوا عميقاً في الكراهية، ولا جدوى من أي وسيلة سوى المجابهة الحاسمة وقطع الأيدي التي تحاول أن تحول الساحات الآمنة إلى مناطق مشتعلة بالنيران وجحيم الحقد، فمن يتغذى من الخارج ومن وجه وجهه باتجاه قبلة غير قبلة الوطن، وارتدى عمامة الترفع على الضمير الوطني، فهؤلاء أصبحت الطائفة وطنهم، والطائفة حبلها السري في مكان، والمشيمة في مكان آخر.

المصدر: الإتحاد