ياسر حارب

آراء

تربطني صداقة وثيقة بالكاتب الإماراتي الشاب ياسر حارب. بدأت صداقتي معه قبل أن ألتقيه. كانت هي تلك الصداقة التي تتشكل من بين ثنايا حروفه وسطوره. قبل خمس سنوات قرأت له في البيان مجموعة من مقالاته فإذا بها تأسرني بخطها التنويري وأسلوبها الممتع وأفكاره الجريئة. كان في كثير منها “مغامرة” فكرية؛ فمن يجرؤ -في مقتبل الكتابة- على تبني التنوير ونقد الخطاب السائد وكشف المستور في تناقضات الثقافة والتفكير والمجتمع؟ بادرت بالتواصل معه ثم نشأت صداقة أعمق لأكتشف أن ياسر عملة نادرة ليس فقط في وعيه وفكره، ولكن في صدقه مع نفسه. هذا الكاتب يعيش عملياً أفكاره في علاقاته ومع أصدقائه وزملائه. يصعب في مجتمعاتنا العربية أن تجد من يطبق قناعاته على نفسه أولاً. إننا في الغالب من نتاج ثقافة مملوءة بالتناقضات والمجاملات والمحاذير. من شبه المستحيل أن تعيش بأفكارك التنويرية وسط مجتمع محافظ يحاصر المفكر بأسئلة الريبة والشكوك وسوء الظنون. لكن ياسر استطاع في وقت قصير أن يكسب أغلب الأطياف الشابة، لسبب بسيط لكنه صعب: كان دائماً نفسه. لم يتصنع شيئاً آخر. في كتاباته في تويتر فلسفة وحب وفكر ورؤية إيجابية للحياة. مع ياسر أنت مع شاب إيجابي يتطلع للمستقبل بروح مبادرة. وبمعرفته وثقافته وطيب شخصيته تشعر دوماً أنك مع “أخ أكبر” في نصائحه وصدقه وحرصه. وعلى الرغم من أنني أكبره سناً إلا أنني معه أشعر أنني مع صديق أستزيد منه حكمة ومعرفة وتفاؤلاً. هكذا أصبح ياسر اليوم قدوة خلاقة لمن يبحث عن قدوة من شبابنا في الخليج وخارجه. مع ياسر لم تعد “النجومية” محتكرة على أهل الفن أو الرياضة أو السياسة!

صحيفة الشرق