عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

يا أمةً ضحكت.. !!

آراء

لا أعرف هل هي تبحث عن سبب لتشعرني بأنني لست الرجل الحديدي كامل الأوصاف، أم أنها فعلاً كانت غاضبة؟! فعندما عرض الفيلم المسيء عن سيد الخلق أعطتني كلمات عدة «في العظم»، عن وعن وعن.. وكان في جملة ما قالته إن مَن لا يغار على رسوله ودينه فلن يغار على عرضه، بعد خدمة خمسة عشر عاماً أسمع هذا الكلام، نحن نستحق هذا، ففعلاً أصابنا نوع من التدجين لكثرة تكرار الإساءات! المهم أنني خرجت بلا عشاء والدماء تغلي في عروقي، لكن هدفي لم يكن واضحاً تماماً، هل أتوجه نحو «كنتاكي» وأتعشى فيه، أم «برغر كينغ» أولى بالحصول على هذا الشرف، لأذهب لأتناقش مع «الربع» قبل اتخاذ قرار قد أندم عليه. في المقهى بدأ النقاش، أذن المؤذن للصلاة، لكن أحداً منا لم يتحرك، أقيمت الصلاة ولم يتزحزح أحد، انتهت الركعة الأولى فقام أحدهم ظنناه قد يذهب للصلاة، لكن اتضح أنه ذهب لإحضار ولعة، انزين يا شباب «صلوا كما رأيتموني أُصلي»، ينظر لك «الكبير» وهو يقول: جب ما تشوفنا نناقش كيفية الرد على الإساءه! الآخر خرج لتوه من السجن بسبب ضربه المستمر لزوجته، يا بوفلان ما يكفيك كل يوم ساير راد على المنظرة يا أخي «خيركم خيركم لأهله»، يتثاءب ويقول: خلينا ننتقم من الإساءة والله كريم بعدين! الثالث يجلس على كرسيين خشية أن يختل توازنه لكثرة ما أعطاها بالأمس من «القواطي الخضر»، يا بوفلان توب توب «ما أسكر كثيره فقليله حرام». يجيب بعين شبه مغمضه: والله بالعن أبوه السفير الأميركي لو شفته في المسجد! الرابع يتلفت باستمرار حوله، لأنه لا يعرف متى بتأتيه كبسة التحريات بعد أن سرق أموال سبعة أيتام ليتاجر بها في البورصة «أدوا الأمانة». أمانة منوي أخوي أنته مب شايف الإساءة التي نتعرض لها.. الواحد حتى مب قادر يركز في الأمانة!

متى سنفهم أن خير انتقام وحفاظ ونصرة لنبينا هو باتباع أوامره وتقليد فعله؟! متى سنفهم أن فاقد الشيء لا يعطيه؟! متى سنفهم أن «في السماء يد تأبى عدالتها.. أن يقرب الشمس زخات من الوحل»؟! صلّـوا على من بكى شـوقاً لرؤيتنـا.

المصدر: الإمارات اليوم