محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

يد السعودية الممدودة للعراق

آراء

تباينت الآراء حول زيارة الجبير المفاجئة إلى العراق منذ أيام، وأخذت الزيارة أبعاداً مختلفة في الشارع العراقي بين مبتهج وغاضب، وبين عقلاني، وطائفي لم يكفّ عن تأويلاته وعباراته العنصرية، لكن كل ذلك لا يهم وكل ذلك يبدو كلاماً.. في أوهام.. وأمنيات.. وأحلام، أما المهم فهو أنه بعد ربع قرن يزور مسؤول سعودي رفيع المستوى العراق ليجتمع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير برئيس وزراء العراق حيدر العبادي.

بالنسبة للعقلاء من العرب سواء في العراق، أو في دول الخليج، أو في بقية الدول العربية يتفقون على أهمية هذه الزيارة، ولا يختلفون على أنها ستكون في مصلحة المنطقة بأسرها، ويتوقعون أنها بداية لمرحلة جديدة، أما أتباع إيران ومن باعوا العراق لنظام الملالي، فلا شك أنهم منزعجون لأبعد الحدود ويرون في هذه الزيارة أسوأ كابوس لهم مع بداية العام الجديد، وهم بلا شك مخطئون، فالسعودية ذهبت للعراق لتمد يدها للتعاون والعمل معاً من أجل عراق أفضل، والعراقيون يعرفون تماماً أن ليس للسعودية أطماع في العراق، وكل ما تريده هي وكل دول الخليج هو الاستقرار للعراق وعودته للحضن العربي والتعاون من أجل محاربة الإرهاب والقضاء عليه.

هذا ما تريده المملكة ودول الخليج، أما الطامع والمحتل فهو الجارة، التي لم تعد تستحي وهي تمتد وتتمدد في كل المدن العراقية الشيعية منها والسنية، وتستبيح الأرض بلا خجل، لدرجة أن شيعة العراق العرب -الذين تقبلوا الإيراني في بداية الأمر – لم يعودوا يتحمّلونه، ويرونه مصدر قلق وإزعاج وخطر، ولكنهم لا يستطيعون الكلام.

نعرف جميعاً كما يعرف عقلاء العراق أن اليد السعودية والخليجية الممدودة للعراق هي يد الخير والبناء والأمن والاستقرار، يد العروبة والعزة، وليست يد الطامع والغادر والوصولي، فهل يستفيد العراقيون من هذه الخطوة المهمة، أم أن صوت الطائفية والعصبية هو الذي سيكون الأعلى؟

مقابل هذه اليد السعودية الخليجية العربية التي امتدت نحو العراق والتي يجب المحافظة عليها والعمل معها، هناك يد إيرانية يجب أن تقطع ويوضع لها حد، لتمتنع عن العبث في أرض العراق ومصير شعبه، اليد التي تريد الخير للعراق تساهم في البناء ومحاربة الإرهاب، وهذا ما لم تفعله يد طهران منذ دخلت العراق.. ويبقى الشعب العراقي هو الأدرى بمصلحته، والأقدر على معرفة صديقه من عدوّه، لكن الحقيقة تقول إن الفرص الكبيرة لا تتكرر كثيراً.

المصدر: الاتحاد