علي القاسمي
علي القاسمي
كاتب سعودي

١-٧-١٤٣٨هـ

آراء

يجب أن نمضي جميعاً ومن باب المواطنة الحقة للتذكير دوماً بتاريخ الأول من رجب لهذا العام الهجري، التاسع والعشرين من شهر مارس لعشاق الحياة بالطقس الميلادي، على اعتبار أنه بداية الفرصة الأخيرة لمخالفي نظام الإقامة في السعودية كي يصححوا أوضاعهم ويستثمروا مهلة التسعين يوماً المنطلقة من التاريخ المتربع في صدر العنوان. علينا أن نكتب بهذا القدر من البساطة والمباشرة، ونتفاءل بوطن قادم دون مخالف، وهو الشعار الأكثر جذباً لموطن يستحق أن يكون بهذا الطموح الشرعي، نعرف ونعي أن حملة تنظيف المساحة الوطنية من كل من له علاقة بمصطلح الإقامة غير النظامية حملة مختلفة هذه المرة، وتحمل في طياتها مرونة ابتدائية للتيسير والتسهيل، وتليها عقوبات من المتاح تلافيها إن استفاد المخالف من صراحة المهلة وسعتها. هذه المرونة ستعقبها صرامة لا متناهية، لعل كثيراً من المخاطر والقنابل الموقوتة التي باتت تتضخم على أيدي المخالفين في الفترة الماضية تذهب إلى طريق الوأد المبكر، وقبل قسوة أن نستيقظ على أوجاع وقضايا كان من الممكن تقليصها لدرجة مطمئنة أو قصها والتخلص منها. جاء إعلان المملكة لتوسيع حملتها الوطنية الشاملة في تعقب مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود عقب مراحل طويلة من التدرج والصبر والصمت، وبعد أن باتت إزاء مخاوف وتوقعات سلبية وعدد من الجرائم المستوجبة للتنظيف والتصفية والتسوية والمسح والتمشيط والقبض، ومن يرغب في التسوية فالمهلة بين يديه للمرة الثانية على التوالي، أما الممتنع فسيظل مصدر قلق وخطر وخوف، ولا بد من استئصال كل من له صلة بإشعال نار هذا الثالوث.

«وطن بلا مخالف» خطوة جوهرية ومنتظرة كي يحقق الوطن قدراً رفيعاً من الانضباط المعيشي، ومع هذا الانضباط ستقفز جوانب موجبة في المشهد الاجتماعي والاقتصادي، وربما تتعرى عوالم الجريمة ومن يمضي لها من نوافذ المجهول والتستر والمخالفات الصريحة. هذا الشعار لا بد أن يحاط بجملة من التحديات، لكنها تحديات من اليسير تجاوزها في ظل الرغبة الوطنية الجادة، وتوسيع دائرة المشاركة للجهات ذات العلاقة، حتى وصلت إلى 19 جهة. تعاون المواطن مع كل هذه الجهات يقف حجر أساس في تحقق رغبة «وطن بلا مخالف»، المواطن رجل الأمن الأول كما عرف عن المواطن السعودي، والتصحيح لموقف المخالفين في الميدان ضروري ولازم، حتى تأتي من بعد ذلك خطوة التنظيف، فالتصحيح كلمة لطيفة تعني إتاحة الفرصة بكل نقاء، ولكن الفرصة لا يجب أن تأتي مرة أخرى – قدر الإمكان – فركن الفرصة أو تجاهلها تجاهل لوطن قدم طموحاته على طبق من وضوح وعبر مهلة ممنوحة بحب وتيسير، ما نحتاجه أن يرافق حملة التسوية القادمة تفاعل إعلامي رفيع المستوى، وإيضاح متنوع اللغات والجمل، وكذلك تعاون المواطن للحد الذي يؤمن فيه أن أمن وطنه سيكون أكثر ثقلاً وثقة حين يمضي يداً بيد نحو الإرادة السياسية الوطنية الجادة «وطن بلا مخالف».

المصدر: الحياة