سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

10 سنوات.. ولم ينقطع ذكر زايد

آراء

في مثل هذا الوقت، قبل 10 سنوات، غادر دنيانا الأب المؤسّس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، غادر دنيانا جسداً، لكنه طوال الفترة الماضية موجود في قلب شعبه، وموجود في زوايا ومناطق الوطن كافة، بل موجود في مختلف قارات العالم.

في مثل هذا الوقت قبل 10 سنوات، غادر زايد دنيانا، لكني، وعلى المستوى الشخصي، لم يمرّ عليّ يوم واحد من هذه السنوات جميعها، لم أسمع فيه اسم زايد، ولم يمرّ يوم لم أسمع فيه عبارة «الله يرحمه ويغفر له»، ولم يمر يوم من دون أن أقرأ أو أشاهد أو أتابع شيئاً عن سيرة الشيخ زايد العطرة، وبالتأكيد لست وحدي في هذا الأمر، فهناك أكثر من مليون إماراتي يشتركون في هذا الشيء، يذكرون زايد، ويترحّمون على زايد، ويعشقون سيرته ومواقفه، ويتذاكرونها بشكل يومي، بل لسنا وحدنا في هذا الأمر، فهناك ملايين من البشر لا نستطيع إحصاءهم، يردّدون اسم زايد بشكل يومي، في باكستان وفي مصر، في فلسطين ودول إفريقيا، في أميركا وآسيا الوسطى، وفي مختلف القارات، وبكل لغات العالم..

مئات الآلاف يتلقون علاجهم في مستشفيات أقامها زايد، وهي تحمل اسمه، وملايين الطلبة تخرجوا، أو مازالوا يدرسون في مدارس بناها زايد، وهي تحمل اسمه، وهناك مئات الآلاف من العائلات تعيش في بيوت وشقق سكنية بناها زايد، وهم يذكرون اسمه في اليوم عشرات المرات، عند التنقل بين هذه المنشآت، وهناك الملايين مازالوا يحصلون على احتياجاتهم المعيشية من أوقاف زايد، وهناك الكثير والكثير من أعمال الخير المتدفق والمستمر لا نعرف تفاصيله، قدمه زايد سرّاً وعلانية لملايين البشر، خير لا يمكن إحصاؤه ميّز هذا الرجل وخلّد ذكره بين البشر، فلا غرابة أبداً ألا ينقطع ذكره يوماً منذ رحيله قبل 10 سنوات، ولا غرابة أن نؤكد أن سيرته واسمه وذكره لن تنقطع أبداً عن الدنيا مهما طالت السنون.

ذكرى زايد، حيّة في القلوب، وما غرسه من قيم أصيلة في النفوس، هي النبراس والمنهج الذي يسير عليه قادة الإمارات وشعبها حالياً، فالإمارات هي عنوان لقيم زايد، عنوان للخير والمحبة والعطاء، والعمل الإنساني، تنشر كل ذلك في ربوع العالمين العربي والإسلامي، وفي مختلف بقاع العالم، تطلق المبادرات الإنسانية، وتساعد المنكوب والمحتاج، وتبني وتعمّر وتنشر المحبة والخير، وهذا أيضاً رافد إضافي لمنجزات زايد، فله الأجر والثواب على ما قدمه بيده، وله الأجر والثواب على ما زرع من فكر ونهج في النفوس، وله الأجر والثواب على كل عمل خيري وإنساني تنفذه الدولة وقادتها، فهو المؤسس والدال على الخير، وهو الذي غرس حبّ العطاء غير المشروط، وغير المنقطع، عطاء وخير لا يفرقان بين لون وجنس ودين، بل للإنسانية والعالم بأسره.

الإمارات بخليفة ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد والحكام كافة، تسير على نهج زايد في اتجاهين رئيسين، اتجاه العمل الإنساني والخيري، بمساراته كافة، التي كان يعشقها زايد، ومسار نقل الدولة إلى مرحلة مرموقة من التطور الحضاري والبشري، وهو ما كان يحلم به زايد، ويسعى إلى تحقيقه ليل نهار، فهو من بدأ مسيرة التطور، وفي عهده تحددت ملامح الدولة العصرية، واليوم يتابع خليفته ونائبه المسير نحو مزيد من التطوّر وتحقيق المنجزات الضخمة، نقلوا الدولة إلى منعطف التفوق والتميز، وأعلنوا في ذكرى وفاته دخول الإمارات عالم الفضاء، بعد أن نجحت في الدخول إلى عالم المفاعلات النووية، وفي ذلك إشارة واضحة إلى استمراريتهم لتحقيق أحلام زايد، والاستمرار في نهج زايد، واستكمال مسيرته.

من أقوال الوالد الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وأسكنه فسيح جناته: «إن العلم هو الطريق الوحيد للنهضة والتقدم ومواجهة تحديات العصر وخدمة التنمية في الدول النامية، ودولة الإمارات حريصة على المشاركة، قولاً وعملاً، في دعم استراتيجية التنمية ونقل التكنولوجيا إلى دول العالم الثالث».

المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2014-07-17-1.694426