العمل الحر

آراء

انتهاء ثقافة العيب في العمل

الإثنين ٠٧ مارس ٢٠١٦

التحول في الفكرة العملية لدى الشباب أمر يمليه اكتساب ثقافة العمل الحر والحاجة الى مصدر دخل مؤكد، والاتساع بالأفق للحصول على خبرات وتجارب لا يمكن أن تأتي من خلال انتظار الوظيفة أو البحث السلبي عنها، وإذا عانت وزارة العمل وبرنامج السعودة من تواضع ثقافة العمل، فليس بالضرورة أن يعاني الشباب من الثقافة المجتمعية التي تصنّف الأعمال بصورة لا تتفق مع مقتضيات ومتطلبات الكسب الشريف. بدأت تظهر نماذج تؤكد اتجاه شبابنا الى ثقافة بديلة عن تلك التقليدية التي تعطّل مصادر الكسب وتركها للأجانب الذين يكسبون من ورائها أموالا طائلة، ومن ذلك ما قرأته عن لاعب بأحد أندية الدرجة الثالثة في مدينة جدة يتدرب دون انقطاع ويعود ليلا الى حارته ليواصل مهنته على بسطة خاصة لبيع الأطعمة الشعبية، والسؤال الطبيعي إذا كانت هي أطعمة شعبية، أي من صميم مجتمعنا لماذا نتركها لغيرنا ليربحوا ويكسبوا ونحن ننظر اليهم ونرى ذلك عيبا علينا إن تجرأ شاب واقتحم هذا المجال؟! إننا نضيّع فرصا ثمينة للاستثمار والكسب والعمل باستسلامنا لثقافة العيب وتصنيف المهن والأعمال، فيما كثير من أثرياء العالم الذين يتصدرون "الرانكنج" الخاص بالثروات كانوا يعملون في مهن هامشية وذاقوا الأمرّين في مستهل حياتهم، ولكنهم تعاملوا مع تحدياتهم بجدية وعزيمة الى أن حصدوا أول دولار ثم صعدوا به وصعد بهم الى صدارة الثروات العالمية، ولم يعبهم…