حديقة الأزهر

آراء

حديقة الأزهر.. حارسة الحياة والتاريخ

الأحد ٠٣ أبريل ٢٠١٦

بدت حديقة الأزهر وهي تتصدر غلاف العدد الأخير من مجلة «الناشيونال جيوغرافيك العربية» غاية في الروعة والجمال، لا يمكنك إلا أن تفرح لأن رئة خضراء نبتت بعد جهد جهيد في قلب القاهرة، لتخفف الضغط على مدينة مهددة بالاختناق جراء الزحام والتلوث وتكدس البشر وإهمال المرافق الخضراء التي تعد المنقذ الوحيد للمدن وللبشر خاصة في مدن الازدحام اللامعقول! تبدو «الجنينة» كما يسميها المصريون من علو شاهق كعين حقيقية حارسة، وكأحد حراس التاريخ النافذين الذين وجدوا ليشرفوا عليه من جميع جهاته، لا شيء من تاريخ القاهرة يخرج عن سيطرة الحديقة، فغرباً تطل القاهرة الفاطمية، تطل المساجد والأضرحة التي يحفها خط طويل من المآذن يشبه صوت الأذان الممتد طيلة نهارات القاهرة من تلك المساجد العتيقة، فيقف مسجد السلطان حسن وجامع محمد علي وقلعة صلاح الدين الأيوبي، فإذا التفت صوب الشمال لاحت لك مآذن الجامع الأزهر الشريف ومسجد الحسين، فيما يطوقها شرقاً شارع صلاح سالم كحد شرقي يفصلها عن منطقة السلطان أحمد الأثرية القديمة! سيتعب الذين يحاولون النيل من مصر، سيتعبون كثيراً رغم محاولاتهم المستميتة، فمصر لها قلوب تحبها بعدد قلوب أهلها وأكثر، لذلك فكر ذلك الرجل الملقب بـ(آغا خان الرابع) في العام 1984 في أن يهدي مصر التي يحبها هدية خاصة هي في أمس الحاجة إليها، بعد بحث ومؤتمرات ودراسات عمرانية ومعلومات صادمة،…