حروب الجيل الرابع

آراء

حرب الجيل الرابع: كيف تكسب دون إطلاق رصاصة

الأحد ٢٢ مايو ٢٠١٦

الحرب خدعة. والمنتصر هو من يستخدم أقل قوة ممكنة لكي يربح الحرب. ولعل أفضل الحروب هي تلك التي يتربح من دون إطلاق رصاصة واحدة. وأفضل طريقة لهزيمة الخصم هي استخدام زخمه وكتلته البشرية ضده كما يحدث عندما يستخدم مصارعو شرق آسيا حركة الخصم من خلال إعادة توجيهها لهزيمته. هذه حكم يدرسونها منذ سنوات طويلة في الأكاديميات العسكرية. اليوم صارت تكتسب بعداً آخر بعد دخول التقنيات الحديث كأداة لإعادة توجيه الكتل البشرية واندفاعة الخصم لهزيمته. المغول كانوا يرعبون الخصم عن طريق الإشاعات والفتن التي تسبق تقدم جيوشهم. الجيوش الحديثة صارت تشن الهجمات عبر المحطات الفضائية التلفزيونية والإنترنت، ومؤخراً عن طريق المواجهة عبر الشبكات الاجتماعية. حروب الجيل الرابع تهدف إلى تفكيك الشعب وزعزعة الدول واستقرارها وتدمير القطاع المدني فيها وتفتيت مؤسسات الدولة أمنياً واقتصادياً وتفكيك وحدة شعبها حتى قبل استهداف الجيش فيها. الهزيمة تتم عبر تسخير إرادات الغير في تنفيذ مخططات العدو. تقنيات الجيل الرابع من الحروب تستهدف النظام الفكري للشعب عن طريق خلق أنظمة ذهنية داخلية متناحرة على جميع المستويات. تأخذ هذه الأنظمة الذهنية المتناحرة طابع حرب الجماعات الدينية أو حرب الجماعات المالية والاقتصادية، كما من الممكن أن تأخذ طابع حرب الجماعات العلمية المسوقة للتكنولوجيا، هذه الجماعات المتناحرة تخترق الفراغات الهائلة للتقنيات الحديثة وتحدث خسائر فادحة في الدول والمجتمعات. إنها البلبلة…