غرناطة

آراء

لمحات من تاريخ غرناطة

الأحد ١٤ فبراير ٢٠١٦

فُتن المؤرخون دائماً بآخر مملكة إسلامية في أوروبا الغربية، وهي مملكة بني نصر في غرناطة، وألهمت الاهتمام الأوروبي بالشرق، منذ الفترة الرومانتيكية. وقد اتسمت المملكة دوماً بموقفها الدفاعي واضطرارها للنضال من أجل استمرار وجودها، وتماسكت، بنجاح، لمدة 250 سنة، فأصبحت آخر معقل للثقافة الأندلسية العربية المتطورة، رغم عمليات الاقتتال الداخلي، والهجمات المختلفة من العالم الخارجي. لقد استفادت عائلة بني نصر، التي لم يحظ أمراؤها بأهمية تذكر حتى هذا الوقت، من سقوط الموحدين في إسبانيا بعد عام 1229م، وذلك حينما شرعت سلسلة من الحكام والولاة المحليين، مجدداً، في تأسيس ممالك صغيرة، عاشت فترات قصير للغاية. وكان من بين أولئك الحكام السلطان محمد بن نصر، من أرجونة بمقاطعة جيان. ففي 18 أبريل عام 1232م، أعلن نفسه سلطاناً لأرجونة، ليعمد بذلك لتوسيع نطاق حكمه، بصورة سريعة، ليشمل جيان، ووادي آش، وباثا. وفي شهر مايو من عام 1237م، حكم غرناطة وجعلها عاصمة لمملكته. وعبر سياسة تحالفات بارعة من الناحية التكتيكية، مع المملكة المسيحية والمرينيين في المغرب، مدد محمد الأول مملكتهن مجبراً بعض المدن على الاستسلام له، ومخضعاً مدناً أخرى بالقوة. وقَبِل بسيادة الملك فرناندو الثالث، ملك قشتالة، وقدم له فروض الطاعة، كما عاونه كتابع له، في الاستيلاء على إشبيلية عام 1248م. وبينما كان لا يزال على عرشه، عين السلطان محمد الأول أبناءه خلفاء له،…