أكدت وزارة الداخلية الفلسطينية في حكومة حماس بقطاع غزة امس قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار عبر الحدود في انتهاك للهدنة.
وقالت وزارة الداخلية إن القوات الإسرائيلية تطلق الرصاص على منازل شرقي بلدة خان يونس.
لكن متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي قالت «ليس لدينا علم بمثل هذا الحادث».
واستبعد مصدر سياسي إسرائيلي امس إنجاز اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة قريبا.
جاءت تصريحات المصدر، الذي لم يذكر اسمه، في ختام جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية التي عقدت امس لتقييم مفاوضات القاهرة غير المباشرة بين إسرائيل وحماس حول وقف إطلاق النار في غزة.
وأوضح أن الطاقم الإسرائيلي المفاوض تلقى تعليمات من المستوى السياسي تقضي بوجوب الحفاظ على المصالح الأمنية الإسرائيلية شرطا للتوصل إلى تفاهمات.
وتعقيبا على الانتقادات التي وجهت إلى أداء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون، قال المصدر السياسي إن رئيس الوزراء متأكد من انه يفعل ما هو ضروري حفاظا على أمن الدولة وسط ضغوط دولية جمة تمارس عليه.
من جهة اخرى، دعا رئيس حزب البيت اليهودي وزير الاقتصاد نفتالي بينت خلال الجلسة بإنهاء العدوان على غزة بصورة أحادية الجانب وتخفيف الحصار على قطاع غزة وفتح المعابر بين القطاع وإسرائيل من أجل نقل البضائع أو توسيع مجال الصيد، مع منح جيش الاحتلال الإسرائيلي حرية في تنفيذ عمليات في القطاع.
واعتبر بينيت أن خطوات كهذه من شأنها أن تمنح إسرائيل شرعية دولية بينما لن تحقق إسرائيل في حال الاتفاق مع حماس أية مكاسب عسكرية وسياسية.
ونقل موقع «واللا» الإلكتروني عن بينيت قوله إنه إذا فهمت حماس أنه يوجد لدينا طول نفس فإن الأمور ستنتهي خلال أيام.
وهاجم عضو الكنيست أحمد الطيبي الوزراء الإسرائيليين الذين يحرضون ضد العرب وقال: بان إسرائيل تعودت على تحقيق الانتصارات خلال حروبها أمام العرب، أما في هذه المعركة فقد خسرت إسرائيل سياسيا وعسكريا.
وأضاف: «الغزيون أذلوا كبرياء وغرور إسرائيل».
وقال الطيبي: إن اليهود يطالبون من عرب الداخل «عرب48» أن يكونوا معهم ويقفوا إلى جانبهم في المعركة وإن لم يفعلوا ذلك يعتبرونهم أعداء وقال: «لا أخاف من القتل وإسرائيل خسرت المعركة في غزة».
وغادر القاهرة امس موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» متوجها على رأس وفد إلى الدوحة في زيارة لقطر تستغرق يومين.
وصرحت مصادر مطلعة كانت في وداع الوفد: سيلتقي الوفد خلال زيارته لقطر مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس للتشاور وعرض نتائج المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل والتي تتولى إدارتها مصر للتوصل إلى اتفاق تهدئة دائم بين الطرفين في قطاع غزة، على أن يعود الوفد إلى مصر مساء اليوم السبت لبدء جولات أخرى من المباحثات بين الطرفين».
وفي بروكسل قال وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي امس عقب محادثات طارئة إن التكتل يمكن أن يعيد تنشيط مهمة المساعدة الحدودية التابعة له عند معبر رفح في غزة ويمددها.
وقال الوزراء في بيان إن «الاتحاد الأوروبي يؤكد مجددا استعداده للمساهمة في التوصل لحل شامل ومستدام يعزز أمن ورفاهية ورخاء الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء».
وتعهد التكتل بتطوير خيارات في مجالات «التنقل والوصول (للاماكن) وبناء القدرات وعمليات التحقق والرصد والإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار وإعادة التأهيل في مرحلة ما بعد الصراع».
كما عرض التكتل أيضا تنظيم مؤتمر للمانحين.
وأضاف الوزراء انه يمكن أن تشمل مهمة الحدود برنامجا تدريبيا لموظفي الجمارك والشرطة الذين سيتم إعادة نشرهم في غزة.
بدوره، أعلن الدكتور اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة امس ارتفاع حصيلة شهداء العدوان على القطاع إلى 1980 والمصابين إلى 10181.
وقال القدرة في حديث لوكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية إن سبب الارتفاع المتواصل في أعداد القتلى هو نتيجة استشهاد مواطنين متأثرين بجراحهم بالإضافة إلى تسجيل أسماء شهداء لم تكن مسجلة من قبل، مشيرا إلى انه في أيام العدوان كثير من الأسر كانت تشيع قتلاها دون تسجيلهم لصعوبة الوصول إلى المستشفيات.
وتوقع القدرة أن يرتفع العدد بأي وقت بسبب وجود جرحى بحال الخطر وعدد من المواطنين مفقودين أو تحت الركام، مؤكدا أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تعمل على مدار الساعة للبحث عن المفقودين.
المصدر: علاء مشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله) – الاتحاد