كاتب سعودي
صبورون هم السعوديون إلى حد أن يصفهم من لا يعرفهم بالخوف.. ومتسامحون إلى حد يعتقد أعداؤهم أنهم سذج.. ومؤدبون لا يردون الإساءات ولا ينزلون إلى المهاترات.. عادة سياسييهم أنهم كلما سئلوا عن شأن دولة قالوا: هذا شأن داخلي.. ولا يمكن أن يحشروا اسم دولة في أي إجابة ليست مخصصة لها.
الأيام الماضية يبحث نجاد عن حليف بديل للأسد، وهذا حقه ليكمل به نفوذه في العراق. حاول نجاد أن يستغل زيارته للقاهرة ليقدم نفسه للنسيج الاجتماعي المصري فرفضه وأحرجه علماء الأزهر.. روح الفسطاط وسنام علمها. كرر نجاد كلمة الخليج الفارسي ليستفز أهل الخليج.. إنه يقولها من القاهرة.. وانضم لاجتماع يريد من خلاله تصوير دولته أنها الأهم، وأيضا هذا حقه، ولكن الغريب أن نجاد صرح أنه مستعد لحماية مصر والسعودية من أي اعتداء، وفرق كبير بين أن تقول نساعد أو أن تقول نحمي.. وهو تصريح مقصود، يرمز فيه إلى أن إيران هي حامية الإسلام.
مصر لها أهلها، يقبلون أو يرفضون التصريح، لكننا في بلد التوحيد لم تفطمنا أمهاتنا ويؤذن في يمنانا ويقام في يسرانا لتدافع أنت عن وطننا.. لا يغرنك رفاهية النعم وتمدن المظهر، فما زال في داخل السعوديين المثنى بن حارثة وسعد بن أبي وقاص.. ولا يخدعنك ما يرصد لك، فوالله إن السعوديين “طلابة” موت.. لا يخشون إلا الله.. وشكل الشيء يعود إلى أصله عندما يصقل، فاحذر أن تصقل السعوديين، فآباؤهم من وضعوا لكم خط فهد، وأجدادهم قبل أكثر من1400 سنة هم من أطلقوا تلك الصرخة الشهيرة: “يا محمد يا منصور”.
الرئيس نجاد.. حليفك في دمشق يترنح فاحمه.. أما السعودية فـ “تخسى”.. “ولا عاد في لحانا خير إن حمانا نجاد”.
المصدر: الوطن أون لاين