اختفاء بايدن يؤجج نظريات المؤامرة.. ونواب يطالبون بـ«إثبات حياة»

أخبار

رغم تأكيد أطباء الرئيس الأمريكي جو بايدن تعافيه من أعراض فيروس كوفيد 19، فإنه ما زال يختفي عن الأنظار منذ أيام، تخللها إعلانه التنحي عن سباق الانتخابات الرئاسية دون الظهور في مقطع مصور مكتفياً ببيان رسمي، في الوقت الذي يترقب الرأي العام الأمريكي عودته إلى البيت الأبيض في ظل تخوفات بشأن حالته الصحية، وصلت إلى درجة مطالبة نواب في الكونغرس بـ«إثبات حياة».

وأثارت شخصيات سياسية بارزة من اليسار واليمين تخوفات من أن الرئيس بايدن ربما يعاني مرضاً خطراً، بسبب الطريقة التي أعلن بها خروجه من السباق الانتخابي لعام 2024.

مكالمة هاريس

كما أججت مكالمة بايدن مع موظفي حملته السابقين الاثنين التكهنات حول صحته، خصوصا عندما بدأ في مكالمة كامالا هاريس. إذ تحدث بصوت أجش من منزله بولاية ديلاوير وقال لها: “أنا أراقبك يا صغيرتي”. لكن الغريب عندما قالت هاريس وهي تحدثه: “جو، أعلم أنك لا تزال على المكالمة”، كما نطقت هاريس خلال الجلسة كلمة “تسجيل” قبل أن تصحح “اتصال”.

وتساءل كثيرون: “هل كشفت كامالا الحقيقة وهل كان الحديث مع بايدن تسجيلا؟”، وانخرط الكثيرون في افتراض أن تلك المكالمة كانت مرتبة بـ”الذكاء الاصطناعي”.

إثبات حياة مصور

وطالبت عضو الكونجرس لورين بويبرت على موقع إكس يوم الاثنين بـ«إثبات الحياة» من الرجل البالغ من العمر 81 عاماً، وحتى إعطاء الرئيس موعداً نهائياً للظهور.

كما قالت النائبة الجمهورية المثيرة للجدل: «أطلب إثباتاً على الحياة من جو بايدن.. يحتاج إلى الوقوف أمام الكاميرا ومناقشة ما إذا كان يعلم أنه ترك الترشح للرئاسة. الاختباء أمر غير مقبول على الإطلاق».

وشوهد بايدن آخر مرة في 17 يوليو/تموز، وهو يتعافى حالياً من عدوى خفيفة بفيروس كوفيد 19. وأعلن يوم الأحد عبر منصة إكس أنه لن يسعى بعد الآن لإعادة انتخابه.

ولا يوجد ما يشير أو دليل معروف على أن بايدن يعاني مشاكل صحية أخرى أكثر خطورة. وأي مرض من هذا القبيل يمكن أن يمثل قضية أمنية قومية كبرى ويثير تساؤلات حول ما إذا كان يحتاج بايدن إلى التنحي عن منصبه كرئيس قبل انتخابات نوفمبر.

اختفاء في ظرف تاريخي

كما قال الإعلامي جلين غرينوالد، وهو يساري مناهض لبايدن، على وسائل التواصل الاجتماعي أنه من «الغريب والخاطئ»، أن بايدن لم يصدر إعلاناً متلفزاً أو ظهر شخصياً منذ الكشف عن قراره المفاجئ. وكتب غرينوالد: «أنا لا أؤيد مؤامرات بايدن، ولكن مع ذلك من الغريب والخطأ أن بايدن لم يتحدث بالنظر إلى الحجم التاريخي لإعلانه».

وأضاف: «انسحاب رئيس عبر تغريدة ثم يختفي هو أمر غريب. إذا كان في صحة جيدة بما يكفي لاتخاذ القرار، فهو في حالة جيدة بما يكفي للتحدث».

كما وصفت نائبة الحزب الجمهوري مارجوري تايلور غرين، قرار بايدن بالانسحاب من الانتخابات بعبارات تآمرية مماثلة. ومن دون أي دليل، قالت غرين على إكس: «هناك حرب أهلية ناعمة تحدث في الدولة العميقة والنخب الموجودة في السلطة». وأضافت: «لقد كذب علينا الديمقراطيون وناشطوهم في وسائل الإعلام قائلين إنه لا يوجد شيء خاطئ في بايدن منذ سنوات.» وأضافت: «بعد ذلك، بدؤوا انقلاباً ضده وطالبوه بالانسحاب من السباق عندما لم يتمكنوا من إخفاء ذلك بعد الآن».

شقيق بايدن

ويبدو أن صحة بايدن هي التي أنهت حملته في نهاية المطاف، بعد مناظرة تلفزيونية كارثية ضد دونالد ترامب، 78 عاماً، الشهر الماضي. وتفاقمت المخاوف بشأن صحة بايدن يوم الأحد بعد أن ادعى شقيقه الأصغر أن المرض كان عاملاً في قراره بالتنحي.

وقال فرانك بايدن لشبكة سي بي إس: «أنا فخور للغاية بأخي. سأعيده للاستمتاع بأي وقت متبقٍ لدينا»، لكن مصدراً من عائلة بايدن سكب الماء الساخن على ادعاءات فرانك. وقال: «فرانك بايدن يعاني إدمان الكحول ولم يتحدث مع شقيقه منذ أسابيع، ما قاله غير صحيح تماماً».

أعراض باركنسون

وزار أحد كبار المتخصصين في مرض باركنسون البيت الأبيض عدة مرات هذا العام، على الرغم من إصرار المسؤولين على أن بايدن يتمتع بصحة جيدة.

وكان الرئيس في عزلة بسبب فيروس كورونا في منزله لقضاء العطل في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير؛ حيث قام فريقه بكتابة الرسالة.

وأصدر طبيبه يوم الاثنين خطاباً يقول فيه إن أعراض بايدن قد شفيت تماماً تقريباً. كما كتب الدكتور كيفن أوكونور في رسالته أن نبضه وضغط دمه ومعدل تنفسه ودرجة حرارته ظلت طبيعية.

ومساء السبت، استدعى بايدن إلى جانبه هناك شخصين مقربين منه، وهما المستشاران ستيف ريكيتي ومايك دونيلون. وتشير المصادر إلى أنهما جلبا معهما بيانات جديدة مدمرة من شأنها أن تساعد على اتخاذ قرار بايدن. وكشفوا عن أحدث استطلاع داخلي للحملة، تم إجراؤه منذ المناظرة، والذي أظهر أنه لم يعد قادراً على التغلب على ترامب.

وشوهد بايدن شوهد آخر مرة علناً في وقت متأخر من يوم الأربعاء، بعد وصوله إلى قاعدة جوية أمريكية في دوفر بولاية ديلاوير، بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا أثناء حملته الانتخابية في لاس فيغاس في وقت سابق من هذا اليوم، ثم توجه بسيارته إلى منزل إجازته في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير، ويقول البيت الأبيض إن بايدن يعتزم العودة إلى البيت الأبيض بعد ظهر الثلاثاء.

وقال طبيب بايدن، الدكتور كيفن أوكونور، إن بايدن أكمل جرعته العاشرة من دواء باكسلوفيد المضاد لكورونا صباح أمس الاثنين، وواصل أداء جميع واجباته الرئاسية.

وتابعت وكالة أسوشيتد برس، أن كامالا هاريس أصبحت الآن في دائرة الضوء، وهي تناضل من أجل تأمين موافقة الحزب الديمقراطي على ترشيحها للانتخابات.

المصدر: الخليج