تمكن الجيش الوطني الليبي من صد هجوم على منطقة الهلال النفطي شنته ميليشيات موالية لحكومة الوفاق الوطني، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، أمس الأحد، في وقت كانت ليبيا تستعد لاستئناف التصدير من هذه الموانئ.
وفي موازاة الهجوم، استأنفت القوات الموالية لحكومة الوفاق معركتها مع تنظيم «داعش» الإرهابي في سرت بعد نحو أسبوعين من الهدوء على جبهات القتال في المدينة الساحلية، حيث خاضت اشتباكات عنيفة قتل فيها ثلاثة من عناصرها.
وقال رضا عيسى المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص» إن استئناف المعركة أمس جاء «بعد عدة اجتماعات عقدها القادة الميدانيون».
وأكد الناطق باسم عملية البنيان المرصوص العميد محمد الغصري، أمس، نبأ مقتل القياديين في التنظيم حسن الكرامي ووليد الفرجاني، وهما ليبيّا الجنسية، في معارك الحي رقم ثلاثة بسرت.
وقالت مصادر إن عناصر التنظيم الإرهابي الذين يتحصنون في حي الجيزة البحرية وعمارات ال600 لا يتعدون ال50 مقاتلاً.
في الأثناء حاولت قوات جهاز حرس المنشآت النفطية التابعة لحكومة الوفاق أمس استعادة السيطرة على المنطقة، حيث هاجمت ميناءي رأس لانوف والسدرة.
وتحالفت الميليشيات التابعة لإبراهيم الجضران مع ميليشيات «سرايا الدفاع عن بنغازي» التابعة لتنظيم القاعدة، وشنت هجوماً على المنطقة بهدف استعادة موانئ نفطية حررها الجيش الليبي قبل أيام.
إلا أن المتحدث باسم جهاز حرس المنشآت والموانئ النفطية أحمد الصادق قال ل«سكاي نيوز عربية» إن الجيش الليبي كبد الميليشيات خسائر فادحة، ولا يزال يطارد بقاياها خارج راس لانوف.
وأضاف أن الميليشيات «لم تدخل الميناءين النفطيين بالسدرة وراس لانوف»، وأن الاشتباكات كانت فقط بالمنطقة السكنية ببلدة راس لانوف التي تقع قربهما.
وقتل 10 مسلحين وأسر 9 مسلحين خلال المواجهات التي أدت أيضا إلى اشتعال النيران في خزان نفط بميناء السدرة، وغنم الجيش عدداً من الآليات والسيارات المسلحة والذخائر، دون سقوط قتيل أو جريح في صفوفه.
وقال المتحدث باسم الجيش العقيد محمد المسماري إن مقاتلين من الجيش رأوا الجضران خلال الاشتباكات وقالوا إنه كان مصاباً في الكتف.
وشن سلاح الجو سلسلة غارات على مسلحي هذه الميليشيات على أطراف بلدات راس لانوف والسدرة والنوفلية.
وسيطرت الكتيبة «101» التابعة للجيش، الملازم محمد اسيط ف على بلدة بن جواد .
وأحكم الجيش سيطرته على منطقة الهلال النفطي وأمّنها بالكامل، قبل أن يتقدم باتجاه بلدتي النوفلية، مما أجبر الميليشيات على التقهقر باتجاه بلدة هراوة.
وأدت الاشتباكات إلى تأجيل عملية تصدير لشحنة من النفط إلى إيطاليا من ميناء راس لانوف، والتي كانت ستكون الأولى منذ فرض حالة القوة القاهرة على الميناء في يناير 2014، بحسب ما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان نشرته على موقعها.
وقالت المؤسسة إن سفينة تحمل علم مالطا كان من المفترض أن تقوم بتحميل شحنة من النفط في الميناء تحركت نحو «منطقة آمنة قبالة الساحل» بعد اندلاع الاشتباكات، مضيفة أن «هذا إجراء احتياطي».
ودعا رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله «المتقاتلين إلى تجنب القيام بتحركات تضر البنية التحتية» في الموانئ ، مشدداً على أن الإصلاحات في ليبيا «تعتمد على فتح هذه الموانئ وعلى تصدير النفط منها».
واعتبر السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت في تغريدة على تويتر عقب اندلاع الاشتباكات أن «القتال المستمر حول منشآت الهلال النفطي مضر بمستقبل ليبيا الاقتصادي. الحوار أفضل طريقة لحل الخلافات».
على صعيد آخر بحث مارتن كوبلر، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلال لقائه أمس في القاهرة، مع طارق القوني مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، التحديات التي قد تواجه ليبيا في الفترة المقبلة، على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية، وكذلك الرؤى المطروحة من أجل تنسيق الجهود الدولية لمساعدة الشعب الليبي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية إن كوبلر والقوني، اتفقا على حتمية الحل السياسي، وبذل الجهود لإعادة الوحدة بين أبناء الشعب الليبي.
المصدر: الخليج