يتوقع أن تشهد سوق التجارة الإلكترونية في السعودية نموا مطردا خلال السنتين القادمتين، ليصل حجمه إلى 50 مليار ريال سعودي (13 مليار دولار أميركي)، في وقت تستحوذ فيه السعودية على ما يقارب 45 في المائة من حجم سوق التجارة الإلكترونية بمنطقة الشرق الأوسط.
وتعتبر التجارة الإلكترونية صناعة ناشئة في البلاد مقارنة بغيرها من دول الجوار، وساعد على نموها السريع ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت وعدد الأجهزة المتصلة به، واعتبارات قانونية؛ فالتشريعات التجارية تخدم بيئة الأعمال الناشئة، لعدم توافر اشتراطات معقدة لاستخراج سجل تجاري، مقارنة بدول الخليج العربي، وتتم عبر المتاجر المتاحة على الإنترنت من خلال التسوق الإلكتروني من المواقع والدفع وإيصال المنتج من خلال شركات الشحن والتوصيل.
وببادرة من إحدى سيدات الأعمال الشابات، شهدت العاصمة السعودية الرياض، مساء الثلاثاء الماضي، أول تجمع لسيدات الأعمال العاملات بمجال التجارة الإلكترونية، والذي بدأ من ملاحظة دنى السياري، صاحبة متجر «قرطاسية» الإلكتروني، بأن سيدات الأعمال في هذا المجال بعيدات عن التجمعات واللقاءات الواقعية. وارتكز لقاء «وصلة» على دعوة العاملات في المجال لمناقشة كافة جوانب العمل والعقبات ومحاولة حلها، وكذلك مشاركة التجربة مع الراغبات في بدء أعمالهن التجارية إلكترونيا، وبحث سبل الدعم لهن في هذه الصناعة الناشئة، وزيادة الوعي كلقاء ربع سنوي يتم بشكل متتابع.
وتحدثت نور العبد الكريم، المدير التنفيذي لمركز دعم وتطوير الأعمال في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، حول بيئة الأعمال في التجارة الإلكترونية، بأن التركيز على الجانب الفني وتغييب جانب الأعمال من أكثر المشكلات التي يعيشها أصحاب المشاريع الناشئة، مشيرة إلى أن حجم النمو في سوق التجارة الإلكترونية بالسعودية سيرتفع في عام 2015 إلى 50 مليار ريال سعودي. وبينت نور العبد الكريم بالأرقام أن الإناث يشكلن نسبة تفوق 60 في المائة من عملاء المتاجر الإلكترونية المحلية، وبالمقابل فمنصة واحدة للتجارة الإلكترونية كـ«عالم حواء» تخدم 250 تاجرة عبر الإنترنت.
وشددت مديرة مركز دعم وتطوير الأعمال، نور العبد الكريم، على أن من أهم المشكلات التي يجب التركيز على حلها هي إيجاد نظام أو آلية دفع معتمدة للمتاجر الإلكترونية في السعودية تعمل جنبا إلى جنب مع وسائل أخرى؛ كالتحويل المصرفي والدفع عند الاستلام.
وأشارت صاحبة المبادرة دنى السياري إلى أن رواد الأعمال الجدد يحتاجون إلى الوعي في إدارة مشاريعهم، فأبرز التحديات التي واجهت فريقها كانت في قلة الخبرة في التعامل مع المستثمرين. تقول السياري: «نحتاج إلى توعية أصحاب المشاريع لنقل مشاريعهم الإلكترونية إلى مستوى مؤسسي، وكمشروع ناشئ أعتقد أنه من الأفضل له في المرحلة الأولية أن ينشأ في حاضنة أعمال وبعدها يمكن أن يطرح للمستثمرين».
وترى شروق العوفي، إحدى سيدات الأعمال، أن أكبر تحد واجهته هو تقبل الناس للشراء من الموقع الإلكتروني مباشرة دون الحاجة للتواصل المباشر هاتفيا أو عبر البريد الإلكتروني. وتختلف جواهر المدبل، مؤسسة أحد متاجر التجزئة الإلكترونية المتخصصة في الأزياء، في أنهم يشجعون على فتح قنوات أكثر مع العملاء، سواء في الدفع مثل الدفع عند الاستلام أو التواصل عبر الشبكات الاجتماعية والشخصية كبرنامج «واتساب». ومن وجهة نظر المدبل فإن إدارة المخزون والإمداد من أبرز التحديات التي تواجهها المتاجر حاليا، وكحل لمشكلات شركات الشحن والتوصيل خلق المتجر شراكة تكاملية مع شركة شحن لخدمة جوانب النقص لدى المشروع، وتقول: «أجزم بأن وجود شركاء احترافيين من أبرز دوافع الاستمرارية والاحترافية للمشاريع، ويساعد الفرد على معرفة مكامن قوتك وتقديرك لجهود فريقك».
وتعد اجتماعات «وصلة» جزءا من مبادرات مجموعة «اتجار» غير الربحية التي تضم نخبة من المهتمين والمتخصصين في مجال التجارة الإلكترونية في السعودية، للإسهام في بناء المجال في السعودية والعالم العربي عن طريق الائتلاف تحت مظلة واحدة مشتركة لتوحيد الجهود وتطويرها، وهي تعد أحد المشاريع المتبناة من حاضنات «بادر» التقنية، أحد برامج مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، لخدمة المشروع والدعم اللوجيستي له.
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط