أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، أن خيار الحل السياسي للأزمات الدولية هو الأمثل لتحقيق تطلعات الشعوب نحو السلام وبما يفسح المجال لتحقيق التنمية، مشيرا إلى استمرار المملكة بالأخذ بنهج التعاون مع المجتمع الدولي لتحقيق السلام العالمي وتعزيز التفاعل مع الشعوب لترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك، وأكد أنه لن يسمح بأن يجعل بلاده مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها.
وقال الملك سلمان في الخطاب الملكي السنوي الذي ألقاه، أمس، في افتتاح أعمال العام الأول من الدورة السابعة لمجلس الشورى إن «الجميع يدرك أن الدولة السعودية الأولى قامت منذ ما يقارب 300 عام وتلتها الدولة السعودية الثانية ثم قامت الدولة السعودية الثالثة منذ قرابة 100عام على يد الملك المؤسس عبدالعزيز ومرت عليها ظروف صعبة وتهديدات كثيرة تخرج منها دائماً أكثر صلابة وأقوى إرادة بتوفيق الله وعونه ثم بعزم رجالها وإرادتهم الصلبة».
وأَضاف «ولعل الظروف التي أحاطت بالمملكة وشقيقاتها دول الخليج في العقود القريبة الماضية خير مثال على ذلك فقد استمرت فيها الحياة والنمو الاقتصادي على طبيعته».
وشدد على أن هذه الظروف التي نمر بها حاليا ليست أصعب مما سبق وسنتجاوزها إلى مستقبل أفضل وغد مشرق ونحن على ثقة بأبناء هذا الوطن ولن نسمح لكائن من كان من التنظيمات الإرهابية أو من يقف وراءها أن يستغل أبناء شعبنا لتحقيق أهداف مشبوهة في بلادنا أو في العالمين العربي والإسلامي ورغم ما تمر به منطقتنا العربية من مآس وقتل وتهجير إلا أنني متفائل بغد أفضل.
وحول قضية اليمن قال خادم الحرمين.. بالنسبة لليمن الشقيق فنحن في المملكة العربية السعودية نرى أن أمن اليمن الجار العزيز من أمن المملكة ولن نقبل بأي تدخل في شؤونه الداخلية أو ما يؤثر على الشرعية فيه أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها ونأمل نجاح مساعي الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي باليمن وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني.
وتضمن خطاب الملك سلمان توضيحاً لاستراتيجية المملكة في الأوضاع السياسية والدولية الحالية وسياساتها الاقتصادية مؤكداً حفاظ المملكة على الأسس التي قامت عليها من الأمن والاستقرار وتحقيق الرفاه لشعبها مع محاربتها للغلو والتطرف والتفريط في الدين ووقوفها مع الشرعية في اليمن والتزامها بالسعي مع منظومة الأمم المتحدة في تحقيق السلام العالمي.
وأضاف خادم الحرمين «قامت دولتكم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسخرت إمكاناتها لحماية أمن الدولة والمجتمع، وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وتقديم أفضل الخدمات للمواطن واليوم تسير بلادكم بخطى راسخة نحو التكيف مع المستجدات والتعامل مع التحديات بإرادة صلبة لنحافظ على ما تحقق من إنجازات وعلى مكانة المملكة بين الأمم ودورها الفاعل إقليمياً ودولياً».
وقال «إن سياستنا الداخلية تقوم على ركائز أساسية تتمثل في حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار والرخاء في بلادنا وتنويع مصادر الداخل ورفع إنتاجية المجتمع لتحقيق التنمية بما يلبي احتياجات الحاضر ويحفظ حق الأجيال القادمة وكما تعلمون فإن العالم يمر بتقلبات اقتصادية شديدة عانت منها معظم دول العالم وأدت إلى ضعف بالنمو وانخفاض في أسعار النفط».
وأضاف العاهل السعودي «سعت الدولة إلى التعامل مع هذه المتغيرات بما لا يؤثر على ما تتطلع إلى تحقيقه من أهداف وذلك من خلال اتخاذ إجراءات متنوعة لإعادة هيكلة الاقتصاد قد يكون بعضها مؤلماً مرحلياً إلا أنها تهدف إلى حماية اقتصاد بلادكم من مشاكل أسوأ فيما لو تأخرنا في ذلك».
وقال خادم الحرمين الشريفين أنه مر على المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية ظروف مماثلة اضطرت فيها الدولة لتقليص نفقاتها ولكنها خرجت منها باقتصاد قوي ونمو متزايد ومستمر وإصلاحاتنا الاقتصادية اليوم انطلقنا فيها من استشراف المستقبل والاستعداد له في وقت مبكر قبل حدوث الأزمات وخلال السنتين الماضيتين واجهنا تلك الظروف بإجراءات اقتصادية وإصلاحات هيكلية أعدنا فيها توزيع الموارد بالشكل العادل الذي يتيح فرصة نمو الاقتصاد وتوليد الوظائف وتأتي رؤية المملكة 2030 في هذا السياق بهدف رفع أداء مؤسسات الدولة لغد أفضل ولتحقيق العيش الكريم لأبنائنا وبناتنا ونحن متفائلون بذلك.
وخاطب العاهل السعودي أعضاء المجلس بالقول إن «مجلسكم الموقر عليه مسؤوليات عظيمة تجاه الوطن والمواطنين»، وتابع «إنني أطالبكم جميعاً أن تضعوا مصالح الوطن والمواطنين نصب أعينكم دائماً، وإبداء المرئيات حيال ما تتضمنه تقارير الحكومة المعروضة على المجلس، والتشاور مع المسؤولين».
(وام) – المصدر: الخليج