سيطرت جماعات مسلحة تابعة للحكومة غير المعترف بها على مقار حكومية في طرابلس في خطوة يمكن أن تربك الخطوط أمام حكومة الوفاق الوطني التي أجرى رئيسها فائز السراج محادثات في القاهرة ركزت على الدعم المصري السياسي والعسكري، لإنهاء الأزمة وتعزيز الاستقرار في بلاده، وذلك في وقت أثارت تقارير عن نزول قوات أمريكية وإيطالية على الأرض الليبية احتجاجات واسعة.
وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية نقلاً عن المصدر أن من بين المقار التي تمت السيطرة عليها وزارة الدفاع، ووزارة العمل، ووزارة الجرحى، ووزارة العدل.
واكد الغويل سيطرة قواته على المقار الحكومية في طرابلس وحذر مما اسماه مؤامرة للقضاء على الجيش الليبي موضحًا أنه يقوم بحوار مع المؤتمر الوطنى العام ومجلس النواب والحكومة المؤقتة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
في غضون ذلك، أصدرت الحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، بياناً شديد اللهجة استنكرت فيه نزول وحدات من القوات الإيطالية في العاصمة طرابلس وتمركز أكثر من ألف جندي أمريكي دخلوا خلسة في إحدى ضواحي العاصمة.
وطالبت الحكومة الليبية المؤقتة في بيانها، الحكومة الإيطالية باحترام المعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية وسيادة ليبيا، وحمّلتها المسؤولية الكاملة لتواجد هذه القوات.
كما اعتبرت الحكومة أن هذا التصرف يمكن أن يسهم في تأجيج التوترات ودفع الليبيين إلى حروب وصراعات من أجل الدفاع ويعكس عدم رغبة المجتمع الدولي في إيجاد تسوية للأزمة الليبية.
وفي القاهرة أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لرئيس الحكومة الليبية فايز السراج موقف مصر الثابت من دعم وحدة واستقرار ليبيا واحترام إرادة شعبها، كما أكد «سعى مصر لدعم الوفاق بين مختلف مكونات الشعب الليبي وايجاد حل ليبي خالص يرسخ دعائم المؤسسات الوطنية الليبية وبدون أي تدخل خارجي».
وأجرى السراج في القاهرة أيضاً محادثات مع رئيس الأركان المصري الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ركزت على الجهود المبذولة للتوصل إلى حلول توافقية تستند إلى الاتفاق السياسي، وترتكز على القضايا الجوهرية للخروج من حالة الانسداد السياسي الراهن.
من جانبه، أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أهمية تجنب أي تصعيد عسكري في ليبيا، من شأنه التأثير في الأمن والاستقرار، داعيا الى العمل في ذات الوقت على لم الشمل الليبي، وذلك خلال لقائه فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي، كما أعرب أبو الغيط عن تقديره لترحيب رئيس المجلس الرئاسي بالتعاون مع الممثل الخاص للأمين العام للجامعة العربية، الذي يستعد للقيام بأول زيارة إلى ليبيا في وقت قريب.
وأفاد بيان عن الأمانة العامة للجامعة أن المحادثات تناولت أيضاً اتصالات المجلس الرئاسي مع مجلس النواب في طبرق ورئيسه وكافة الأطراف السياسية الفاعلة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.
المصدر: الخليج