رغم أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، إلا أن هناك قصصاً وحكايات تطفو على السطح هنا وهناك تظهر غياب الإنسانية عند البعض، وتعيدنا إلى ما قبل العصر الحجري، إذ عثرت السلطات التونسية على خمسيني يعيش داخل مغارة معزولة منذ أكثر من 19 عاماً يقتات على الحشرات والديدان، ولا يتجاوز وزنه 10 كيلوغرامات. وقال الكاتب العام لجمعية البناء والتقدم بولاية مدنين، مبروك الخرشوفي إنه خلال إحدى المعاينات الدورية التي ينفذها لأرياف المنطقة وبالتحديد بمنطقة «واد الخيل» من معتمدية بني خداش من ولاية مدنين، جنوب شرق تونس، فوجئ يوم الأول من مارس الحالي بحالة محمد بن عمر الذي كان يعيش داخل مغارة، في وضع غير إنساني، بعد أن رفضت أخته المتزوجة، والتي تقطن بالقرب منه، التكفل بحاجياته ومساعدته على إعاقته البدنية.
وأكد المسؤول أن عملية اكتشاف هذه الحالة كان بالمصادفة، بعد تداول الجيران لحكايته وأن السلطات الجهوية والمحلية لم تتدخل من أجل القيام بالإجراءات اللازمة ومحاولة إنقاذ حياته.
وبعد التحري تبين أن محمد بن عمر من مواليد 1965 وهو أعمى ومبتور القدمين ويعاني من مرض نفسي، وكان يقيم مع والديه، وبعد وفاتهما انتقل للسكن داخل المغارة الموجودة بمنطقة تسمى «وادي الغابة» التي تبعد خمسة كيلومترات عن منطقة الأبيار بوادي الخيل من معتمدية بني خداش.
وقد تحول معتمد بني خداش رفقة فريق طبي وممثلين عن الضمان الاجتماعي والشؤون الاجتماعية إلى المغارة التي كان يسكن فيها مصحوبين بأعوان الأمن، حيث تم نقله إلى المستشفى المحلي لتلقي العلاج.
وتم فتح بحث بخصوص منحة الإعاقة التي وفرتها له الدولة التونسية ولم ينتفع بها، ومنحة تحسين المسكن التي تقرر تمكينه منها منذ سنوات من دون أن يتسلمها. وقال وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية، مبروك كرشيد، عبر صفحته في «فيسبوك»، إنه «بعد المشهد المحزن الذي ظهر عليه محمد بن عمر، وقد عاش الحرمان والإهمال والخصاصة نتيجة قصوره البدني من جهة، وعدم البر به من القائمين عليه من جهة أخرى، فقد تقرر نقله من مستشفى بن خداش إلى معهد التغذية بتونس والسهر على إنقاذ حياته والعمل على إيوائه بمركز اجتماعي بعد ذلك».
المصدر: البيان