أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن قطر لا تستطيع أن تنفي علاقتها بالإرهاب، مؤكّداً أن ما ورد بمقال «النيويورك تايمز» ومن قبله مقال «الفايننشال تايمز» من أدلة ومعلومات متراكمة حول الفدية الأسطورية القطرية لميليشيا «حزب الله» و«الحشد الشعبي» و«جبهة النصرة» وجماعات إرهابية أخرى، يؤكد تورط قطر في دعم التطرف والإرهاب، مشيراً إلى أن ذلك محور أزمتها.
وقال معاليه في حسابه على «تويتر»: «من ٧٠٠ مليون دولار إلى مليار دولار دفعتها الحكومة القطرية إلى مجموعة معقدة من الجماعات الإرهابية تشمل حزب الله والحشد الشعبي والنصرة، لا يمكن للدوحة أن تنفي ذلك على ضوء تراكم الأدلة والقرائن. دعم التطرّف والإرهاب محور الأزمة».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أعادت فتح ملف صفقة الرهائن القطريين بعد مرور عام عليها، في تقرير موسّع حمل العديد من الأسرار والكواليس عن تلك الاتفاقيات المشبوهة، حيث تبيّن دفع تنظيم الحمدين فدية لجماعات إرهابية في العراق وسوريا مقابل تحرير مختطفين من الأسرة الحاكمة، ما يعني وجود اتصالات سرية بين الدوحة ورموز وقيادات تلك الجماعات.
مثلث الإرهاب
تقرير «نيويورك تايمز» سلط الضوء على مثلث «قطر ـ إيران ـ والجماعات الإرهابية»، موضحاً أن الدوحة تمكنت من تحرير رهائن قطريين تم اختطافهم في العراق بعدما دفعت 770 مليون دولار، وهو ما يعكس بطبيعة الحال وجود اتصالات مفتوحة بين مسؤولي الدوحة والجماعات الإرهابية في العراق.
وقالت الصحيفة، إنه في نهاية المطاف ربما تكون الأموال أقل أهمية من الأبعاد السياسية للاتفاقية التي عقدتها الدوحة مع الجماعات الإرهابية.
وأضافت أن ما بدأ عملية اختطاف وقحة، تحول في نهاية المطاف مقياساً للقوى الجيوسياسية التي تمزّق الشرق الأوسط، وبتكاليفهم البشرية وما ينتشر من الفساد والكراهية الطائفية والإرهاب.
وقالت الصحيفة إنه في السنوات الأخيرة، كان لموازنة قطر نتائج عكسية، فمن خلال أموالها أجرت رهاناً محفوفاً بالمخاطر بتمويل جماعات إرهابية في سوريا، بما في ذلك الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، على أمل أن يفوزوا في الحرب الأهلية، وأن يدينوا بالامتنان لرعاتهم. وبدلاً من ذلك، استمرت الحرب السورية، وأصبح الإرهابيون أكثر تطرفاً، وباتت أيادي قطر ملوثة بسبب ارتباطها بالجماعات الإرهابية. وفي نهاية المطاف، تمكّنت قطر من صنع أعداء على جانبي الانقسام الطائفي المتفاقم.
المصدر: البيان