إعلامي سعودي وكاتب صحفي
السعودية بلد ستبقى مهمة في كل أحوالها عند «البعض»، ومثار فضول غير متناهٍ عند البعض الآخر، وبالطبع هي مثار اهتمام إقليمياً وعربياً وإسلامياً، والعالمي بالتأكيد، هذا يجعل لكل همز أو شاردة وواردة سواء كانت إشاعة أو حقيقة أو مفبركة أو مدفوعة، تتحصل على اهتمام أكبر من غيرها، لأنها السعودية أولاً وأخيراً!
للسعودية ثقلها ولها إعلامها في الداخل والخارج، ولها سيرة صحفية تتفوق على العالم العربي بأكمله.. لكن ذلك لا يمكن أن يمنع أو يصد شيئاً من هذا الكم الهائل من تدفق المعلومات المختلفة والمختلقة أو المشوهة أو حتى تلك التي قد يعتقد البعض أن فيها جانباً أو جوانب من الحقيقة.
وسواء كان هذا الإعلام موفقاً وغير ذلك، فإنه لا يمكن اليوم وبسهولة مواجهة كل إشاعة على شكل خبر… أو الأخبار «الزائفة» كما المصطلح الأكثر انتشاراً الآن، والذي سخرنا بداية من التسمية، وأمسك عليها الرئيس الأمريكي ترامب في مواجهته الشرسة مع الإعلام الأمريكي، لتصبح هذه الأخبار علة وخطراً تعمل المنظمات الدولية على محاربتها.
الاتحاد الأوروبي جمع أكثر من 3500 مثال على التضليل لصالح الكرملين والتضارب مع وقائع متاحة للعامة، تكررت بكثافة بلغات كثيرة. ويتهم الاتحاد الأوروبي روسيا ببث الآلاف من الأخبار المضللة ضمن «إستراتيجية منظمة» لزعزعة استقرار التكتل. وهناك عشرات المنظمات الدولية التي تشارك في مكافحة الأخبار المزيفة مع المؤسسات الإعلامية ابدوليك الدولية.
الأخبار الزائفة لن تعيش طويلاً وسط قوة ناعمة تسبقها، ومعلومات متدفقة بالاتجاه الصحيح لتغمر كذبها وتغرقه، والإكمال بالتفاعل معها وبعدها، وإبقاء الأثر الإيجابي والفعلي حياً ومستمراً. ولنتذكر دوماً أن القنوات التقليدية للتواصل مع الجمهور المستهدف تغيّرت، كما الرسالة محتوى وإخراجاً وتنفيذاً وإرسالاً..
الإيجابيات السعودية، والتغيرات الكبرى، والتحولات التي تسابق الزمن وتسبقه، ومكينة العمل الدءوبة وغيرها الكثير والمثير من التفاصيل الكبيرة والصغيرة .. الإيجابية والرسالة الغائبة إلا في إعلانات مؤسسة مسك الخيرية… لكن عساها تصبح محلية، وتنقل العدوى الإبداعية لتصل للداخل ولبعض محيطنا الغائبين عنه مما ينبغي حتى الآن!.
إنه العرض الإيجابي الغائب لرصد سرعة ومحطات وتفاصيل قطار التحولات السعودي الجديد وحرص قيادته على أن يأخذ مساره الصحيح والدقيق نحو المستقبل، والبقاء لأجيال وأجيال ممتدة فيه..
الكثير من الحكايات والتفاصيل لمستقبل البلاد هي من يجب أن يقدم أولاً، السوق المحلي وحالة الفرز المهمة فيها حيث البقاء للأصلح والقادر على العمل والتطوير والمنافسة..
لنقدم للعالم حولنا المعلومات التي تخصنا، كمصدر مؤكد وموثق، ونترك المفبركين والأخبار الزائفة في عرض الرياح..
المصدر: صحيفة الجزيرة