ميثاء الشامسي: الإمارات تنشئ جيلاً محباً للسلام

أخبار

انطلقت فعاليات المؤتمر الوزاري الأول بشأن «المرأة وتحقيق الأمن والسلم في المنطقة العربية»، الذي تنظمه جامعة الدول العربية بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ويستمر ليومين، بغرض مراجعة الخطوات التي تتخذ حيال حماية المرأة العربية في المناطق التي تشهد نزاعات أو أوضاعاً أمنية غير مستقرة، ولتنسيق خطط العمل الوطنية العربية في هذا الإطار.

وشاركت دولة الإمارات في أعمال المؤتمر بوفد رفيع المستوى برئاسة، معالي الدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، والتي أكدت في كلمتها أن الإمارات قدمت الكثير من المبادرات الهادفة الى تعزيز دور المرأة لتكون قادرة على ترسيخ مفاهيم السلام، مما يوفر بيئة اجتماعية ينشأ بها الأجيال على حب السلام والتعايش السلمي مع تعزيز قيم المواطنة الصالحة.

وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية د. أحمد أبوالغيط على أنّ انعقاد المؤتمر يمثل تأكيداً للالتزام العربي والدولي لحماية النساء والفتيات من الآثار الناتجة عن الحروب والنزاعات المسلحة في العالم العربي، وتجسيداً للتطلعات المشتركة من أجل تنفيذ أجندة المرأة والأمن والسلم وتتويجاً للجهود المشتركة والتعاون المستمر بين جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

وأكد أبوالغيط أنّ هذا المؤتمر يأتي في ظل ظروف معقدة ومتشابكة طالت المنطقة العربية على مدار السنوات الأخيرة كان أبرزها ظهور نزاعات مسلحة في عدة دول عربية والتي كان من بين آثارها الفجة ما تعرضت له النساء والفتيات في هذه الدول من أوضاع مأساوية.

وأشار الى خطورة ما تتعرض له المرأة العربية فقد أصبحت لاجئة وأرملة وأماً ثكلى فضلاً عن تعرض النساء والفتيات لكل أشكال العنف في إطار هذه النزاعات سواء النفسي أو الجسدي كسلاح من أسلحة الحرب الذي ينشر الرعب ويزعزع المجتمع ويكسر مقاومته، وشدد على انه بالرغم من كل هذه المعاناة فإن المرأة العربية تقف بقوة وحزم وثبات لتدافع عن وطنها وتحمي أبناءها.

قفزة لدعم المرأة

وألقت معالي د. ميثاء الشامسي كلمة دولة الإمارات التي ترأس لجنة المرأة العربية في دورتها الحالية، ونقلت من خلالها تحيات «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وتمنيات سموها لهذا الملتقى المهم بأن يكون قفزة حقيقية في سبيل حماية المرأة وتحقيق السلم والأمن في العالم العربي.

رؤى استراتيجية

وقالت معالي د. الشامسي إن المرأة العربية تواجه تحديات جدية تمس جوهر أدوارها الحيوية المختلفة، مشددة على أن مشاركة المرأة في تحقيق الأمن والسلام لم يعد مطلباً طارئاً وظرفياً وإنما يعد جوهرياً في الرؤى الاستراتيجية لاستقرار المجتمعات وتقدمها وتعد المرأة مرتكزها الأساسي نظراً لأهمية أدوارها ورسالتها السامية وإلا فقدت المجتمعات قدرتها على التماسك وبناء السلام الاجتماعي في السلم والحرب.

وأكدت أن إيجاد الآليات الفاعلة والمتابعة التنفيذية لمرتكزات الرؤى الاستراتيجية التي سيعتمدها المؤتمر ستكون كفيلة في ترجمة عنوان المؤتمر الى خطى وبرامج على المستوى الوطني تتضمن بلوغ الأهداف التي تحقق كل ما يتعلق بالمرأة والأمن والسلام في إطار الاستراتيجيات والخبرات العربية والإقليمية والدولية.

وقالت إنّ دولة الإمارات العربية المتحدة «قدمت الكثير من المبادرات الهادفة الى تعزيز دور المرأة الإماراتية لتكون قادرة على ترسيخ مفاهيم السلام مما يوفر بيئة اجتماعية ينشأ بها الأجيال على حب السلام والتعايش السلمي مع تعزيز قيم المواطنة الصالحة».

مواجهة الأخطار

ودعت معالي د. ميثاء الشامسي الى ضرورة اتخاذ تدابير وخطط استثنائية تتوافق وهذه الأخطار المتزايدة تنوعاً واتساعاً وهي ظاهرة غدت عالمية مما جعلها تأخذ اهتمام العديد من المؤسسات العالمية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي.

مؤكدة أهمية تبادل الخبرات بين الدول العربية والاطلاع على التجارب العالمية في مجال حماية المرأة من شتى الأخطار المحدقة بها كونه يؤسس مرتكزات صلبة توفر للمرأة الحصانة والحماية في كل الظروف والأوقات.

ودعت إلى اعطاء اولوية خاصة لدور النساء في المفاوضات وإقرار السلام وإعادة البناء والإعمار بحسب ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن لحماية الأبناء والأجيال القادمة لما للمرأة من طبيعة تجنح إلى السلم والأمن وتنأى بالأبناء والأجيال القادمة عن المكاسب الصغيرة والآنية التي تهدد مستقبل الأطفال.

وأفادت بأنّ إطلاق الاستراتيجية العربية كخطة العمل التنفيذية من قبل الجامعة العربية ومن كل الشركاء المعنيين تتطلب أن تقوم كل الدول العربية بوضع خط تنفيذية لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة على المستوى الوطني وهو الأمر الذي مازال قيد التنفيذ في عدد من الدول العربية رغم أن هناك مجموعات إقليمية ودول قد بدأت في الاستراتيجية الثانية وربما الثالثة لتنفيذ هذه القرارات.

وأضافت معالي د. الشامسي: «انه على الرغم من كل ما تمر به المرأة العربية من ظروف وما تواجهه من تحديات إلا انه لا بد وأن نشير الى جهود عدد من الدول العربية في مجال النهوض بالمرأة وتحسين أوضاعها، حيث أصبحت المرأة تتبوأ عدداً من المواقع القيادية وتشارك في صنع القرار على كل المستويات وقد زادت نسب مشاركة النساء في البرلمانات وارتفعت نسب الوزيرات في السلطة التنفيذية وفي السلطات النيابية والقضائية.

ولعل خير مثال على ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي حققت وفي فترة زمنية قياسية نسباً عالية في مؤشر تمكين المرأة في كل المجالات وهي الآن تشغل مناصب وزارية ومقاعد برلمانية وتتبوأ عدداً من سفارات الدولة في الخارج، منوهة معاليها بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «نحن لا نمكّن المرأة…نحن نمكن المجتمع بالمرأة».

دور البرلمان العربي

من ناحيته، أكد رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان على دور البرلمان العربي للنهوض بالمرأة باعتباره جهازاً من أجهزة جامعة الدول العربية وممثل كل الشعب العربي، حيث أقر بتاريخ السابع عشر من فبراير في العام 2015 وثيقة عربية لحقوق المرأة لتكون إطاراً تشريعياً عربياً ومرجعاً في سن القوانين الخاصة بالمرأة العربية وميثاقاً يحظى بالتوافق العربي ويراعي الخصوصية الثقافية والحضارية والواقعية للمرأة العربية.

المصدر: البيان