تستعد المنطقة لمواجهة منخفض جوي قوي يحمل بعض أجنحته عواصف ثلجية تجتاح بعض دول المنطقة التي تستعد لاستقباله بمسميات مختلفة، فقد منحه الفلسطينيون والأردنيون اسم «هدى» وحمّله اللبنانيون اسم «زينة».
في المملكة العربية السعودية، أعلنت الرئاسة العامة للأرصاد في السعودية أن موجة قوية من البرد ستضرب مناطق شمال البلاد على مناطق الحدود الشمالية، الجوف، تبوك، حائل والأجزاء الساحلية الغربية، فيما توقع خبراء الطقس تساقط الثلوج على جبل اللوز المحاذية للحدود الأردنية بمنطقة تبوك شمال غربي السعودية نهاية الأسبوع الحالي، حيث يشير موقع طقس العرب إلى اندفاع كُتل هوائية باردة إلى شديدة البرودة من مناطق شمال المُحيط الأطلسي عبر شرق البحر المتوسط، ومن ثم شمال المملكة.
ويُتوقع أن تنخفض بسببها درجات الحرارة الصُغرى إلى حول أو ما دون الصفر المئوي في أجزاء واسعة من تبوك والجوف والحدود الشمالية وحتّى أجزاء من حائل. وقد تنتهي هذه الأجواء الباردة بشكل لافت بتساقُط الثلوج على المرتفعات الجبلية العالية في شمال المملكة مثل جبل اللوز والجبال الشاهقة في منطقة تبوك.
تحذيرات
وحذر العميد محمد النجار مدير إدارة المرور بمنطقة تبوك المتنزهين من خطورة الطريق، والتقيد بأساليب السلامة المرورية، كما حذّر من ذوبان الثلوج والانهيارات الثلجية. كما يشهد الطريق وجود مكثف لآليات الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي.
ومن جهته توقع خبير الطقس والمناخ وعضو هيئة التدريس بجامعة القصيم د. عبدالله المسند أن تضرب المملكة موجة من البرد قُبيل نهاية الأسبوع – ربما مساء الأربعاء- المقبل وتمتد بُعيد منتصف يناير، وذروتها ستكون مع مطلع الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن الجبهة الهوائية الباردة قد تبدأ على شمال المملكة بدءاً من الأربعاء المقبل برياح شمالية نشطة وباردة قد تثير الغبار وتصل إلى الرياض فجر الخميس.
استعدادات أردنية
ومن المتوقّع أن تضرب العاصفة التي اطلق عليها اسم «هدى» بلاد الشام ومنها الأردن مساء غد الثلاثاء، وفقاً لدائرة الارصاد الجوية الأردنية، فيما أكّدت مصادر رسمية أن الأردنيين بدأوا التحضير لاستقبال «هدى» بالخبز والنار.
ووصفت العاصفة بالتاريخية، حيث قال مختصون إن منظومة جوية في شرق البحر الأبيض المُتوسط تتقدم نحو بلاد الشام في شكل عاصفة شتوية. واتفق «طقس الأردن» مع إحدى الفضائيات المحلية أن يطلق على العاصفة اسم «هدى»، في خطة انتهجت منذ عام على تعريب أسماء عواصف المنطقة.
ووفق موقع طقس الأردن فإن «هدى هو الطريق إلى الخير والرشاد، وقد وقع الاختيار على هذا الاسم أملاً وتضرعاً إلى الله بأن تكون هذا العاصفة عاصفة خير».
وبدأت «هدى» منذ مساء أمس بإبراز بعض مما يمكن أن تكون عليه على شكل هواء شديد البرودة اجتاح معظم مناطق المملكة. ووفق التوقعات فإنه سيكون على الأردنيين استضافة هدى أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، لتبدأ بعد ذلك معاناتهم من فراقها، على شكل تعطّل في الشوارع، وغيرها مما اعتادوا عليه.
تجهيزات فلسطينية
ويستعد الفلسطينيون وبخاصة أبناء مدينة نابلس والجهات المعنية في المدينة منذ أيام عدة ومع بدء التوقعات بوصول المنخفض القطبي غداً الثلاثاء، بتجهيز ما يلزم من تحضيرات خاصة باستقبال العاصفة الجوية التي سماها الفلسطينيون أيضاً «هدى». وتوجه الأهالي منذ ساعات الصباح لشراء ما يحتاجون وما ينقص منازلهم من تجهيزات، بعد ترجيح من مواقع الطقس بسقوط الثلوج يومي الأربعاء والخميس، مع تخوفات كبيرة ممن يقطنون على المرتفعات والمناطق البعيدة عن المدينة من أن يتكرر ما حصل خلال أحد المنخفضات القطبية في الشتاء الماضي، وانقطاعهم عن العالم الخارجي، مع غياب الكهرباء والماء وإغلاق الطرقات.
وتعمل الجهات المعنية من بلدية ومحافظة ودفاع مدني وغيرها لمتابعة كل ما يلزم للحد قدر الإمكان من التداعيات التي يمكن أن تضرب البنية التحتية.
لبنان يترقّب
وكان لبنان على موعد مع الثلوج والأمطار التي بدأت بالتساقط الخميس الماضي واستمرّت يوم الجمعة، وتمتدّ حتى الخميس المقبل. فكيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟ في اتصال لـ«النهار» مع مصلحة الأرصاد الجويّة في مطار بيروت الدولي، فإن العاصفة التي أطق عليها اللبنانيون اسم زينة، ستأتي على مرحلتين، الأولى بدأت الخميس وتستمرّ حتى مساء الأحد، حيث تشتدّ الأمطار السبت وتترافق مع عواصف رعديّة، وتتساقط الثلوج على ارتفاع 1400 متر، وتنخفض إلى 1300 متر في الشمال، أمّا يوم الأحد فسيشهد أمطارًا متفرّقة ومتقطّعة خلال الصباح والمساء مع تساقط ثلوج على ارتفاع 1600 متر.
وستنخفض درجات الحرارة يوم السبت مع رياح جنوبيّة غربيّة قويّة، ثمّ ترتفع درجات الحرارة الأحد مع رياح جنوبيّة غربيّة قويّة أيضاً.
خبراء لـ « البيان»: العاصفة دافئة على دول الخليج
أكد العالم والمفكر المصري ورئيس بحوث البيئة الفضائية ببرنامج الفضاء المصري ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الدكتور مسلم شلتوت، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن المؤشرات الأولية تؤكد أن هذه العاصفة من المحتمل أن تحدث بنسبة كبيرة والتي ستصيب كلاً من فلسطين وسوريا ولبنان والأردن (ومناطق في السعودية)، وتصل درجة حرارة هذه البلاد إلى 5 درجات عظمى، في حين قد تصل الصغرى إلى 5 تحت الصفر، وستؤدي إلى تكون الثلوج في بعض المناطق، والتي من المفترض أن تكون آتيه من تركيا واليونان وشرق أوروبا إلى بلاد شرق البحر المتوسط.
وأضاف أنه من المفترض أن تصيب أيضاً شمال منطقة شمال الجزيرة العربية وشمال السعودية، فهناك مناطق معرضة للعواصف الثلجية في الحدود مع الأردن وسوريا، أما بخصوص منطقة الخليج، فأشار شلتوت أنها ربما ستكون دافئة بعض الشيء مقارنة بالمناطق الأخرى.
أما عن مدة هذه العاصفة، فأكد شلتوت أنه حتى الآن لم يتوصل خبراء الأرصاد عن المدة الزمنية التي ستستغرقها هذه العاصفة، فربما خلال الأيام المقبلة سيتحدد نهاية هذه الموجة الباردة، أما في مصر فربما ستعاني أيضاً موجة شديدة البرودة يومي الثلاثاء والأربعاء، ولكنها أدفأ قليلاً من بلاد شرق البحر المتوسط، فقد تصل درجة الحرارة العظمى نحو 9 أو 10 درجات في حين قد تصل الصغرى نحو صفر أو تحت الصفر.
المصدر: الرياض – عبدالنبي شاهين عمان ـ لقمان اسكندر رام الله ـ عبدالله ريان بيروت – البيان