من الممكن أن يكون الراحل ياسر عرفات قضى مسموما بمادة مشعة. ففد قال فرانسوا بوشو مدير “رادييشين فيزيكس” في لوزان إن التحاليل التي استغرقت تسعة أشهر، وتركز على عينات بيولوجية أخذت من الأغراض الشخصية لياسر عرفات سلمها المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس، حيث توفي، إلى أرملته سهى الطويل كشفت عن “وجود (معدلات) مهمة من مادة البولونيوم”. جاء هذا في تقرير وثائقي على قناة الجزيرة.
بثت قناة الجزيرة القطرية الفضائية الثلاثاء برنامجا وثائقيا يثير احتمال ان يكون الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قضى مسموما بمادة مشعة بحسب نتائج تحاليل اجراها مختبر سويسري.
وقال فرانسوا بوشو مدير “رادييشين فيزيكس” في لوزان ان التحاليل تركز على عينات بيولوجية اخذت من الاغراض الشخصية لعرفات سلمها المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس، حيث توفي، الى ارملته سهى الطويل.
واضاف خلال التحقيق الذي استغرق تسعة اشهر، بحسب القناة، “في النهاية، عثرنا على (معدلات) مهمة من مادة البولونيوم في هذه العينات”.
والعينات تتألف من خصل شعر وفرشاة اسنان واثار بول اخذت من ملابس داخلية وبقعة دم على غطاء طبي للراس.
وتابع بوشو “وجدنا ان نسبة البولونيوم اعلى من المتوقع”.
وقال ايضا “النسبة كانت مكثفة (…) ما يظهر ان هناك كمية غير عادية من البولونيوم”.
يذكر ان الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليفتنكو الذي توفي في لندن العام 2006 قضى نتيجة تسميمه بهذه المادة.
وتوفي عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في بيرسي بعد اصابته بالمرض بينما كان الجيش الاسرائيلي يحاصره في مقره في المقاطعة في رام الله.
لكن وفاته لا تزال لغزا اذ لم يتمكن حوالى 50 طبيبا اشرفوا عليه من معرفة السبب الحقيقي لتدهور صحته بشكل سريع.
وطالما اتهم العديد من الفلسطينيين اسرائيل بتسميمه.
لكن تحقيق قناة الجزيرة لا يخلص الى هذا الاتهام.
وقال طبيب اخر هو البروفسور باتريس مانغان “اذا جمعنا كل المعلومات التي لدينا، نتائج التحاليل المخبرية والمواصفات العيادية وظروف وفاة عرفات، سيكون صعبا الخروج بخلاصة”.
واعتبر مانغان الذي يدير المركز الجامعي للطب الشرعي في لوزان انه “سيكون بالتاكيد الزاميا الذهاب ابعد من ذلك واجراء تحقيق اكثر عمقا اذا كان ذلك ممكنا”.
وبغية تاكيد فرضية الموت بواسطة البولونيوم، يجب نبش رفات عرفات واخضاعها للتحاليل، وفقا لبوشو.
وقال مخاطبا ارملة عرفات “اذا ارادت ان تعرف ما الذي حدث فعلا لزوجها يجب العثور على عينات (…) نبش الرفات يزودنا بعينات قد تحتوي تركيزا مكثفا من البولونيوم اذا كان توفي مسموما”.
واعلنت سهى عرفات ارملة الزعيم الفلسطيني الراحل انها ستطلب من السلطة الفلسطينية نبش جثة عرفات الذي ووري في رام الله بالضفة الغربية لكشف الحقيقة كاملة حول وفاته.
وقالت عرفات “ساطلب نبش جثة زوجي (…) فورا لان الاطباء يقولون ان ليس امامنا وقت طويل” كون “دليل وجود البولونيوم” يزول بمرور الاسابيع.
واضافت “انها رسالتي للسلطة الفلسطينية التي من واجبها التعاون”، مشددة على وجوب “ان نمضي قدما وننبش جثة ياسر عرفات لكشف حقيقة” وفاته.
المصدر: أ ف ب