نوير الشمري من الرياض
قدّرت جمعية البر الخيرية في حي الشفا، أن نحو 4500 طن من الأطعمة تتبقى يومياً من موائد الصائمين في رمضان، مبينة أن أغلبية الأطعمة الفائضة يتم رميها وعدم الاستفادة منها رغم أن كل أسرة يمكن أن تطعم شخصاً واحداً على الأقل طوال شهر رمضان المبارك.
وقالت لـ ”الاقتصادية” ناديا الدوجان عضو لجنة العلاقات العامة في اللجنة الاجتماعية للمرأة والطفل، إن ثقافة الإسراف لا تزال سائدة في موائد عديد من الأسر السعودية، خاصة في رمضان وفي ظل ارتفاع الأسعار وتحديداً المواد الغذائية، منوّهة أن سياسة تصريف الفائض بشكل مناسب في المجتمع السعودي ضعيفة لدى الأغلبية حتى لدى الأسر ذات الدخل المحدود، وعلى الرغم من أن الإسراف في كل شيء مذموم ومنهي عنه ، ولا سيما في الطعام والشراب، وخاصة في الشهر المبارك.
وتحرص جمعية البر على جمع الأطعمة الفائضة طيلة الشهر الفضيل عبر برنامج يهتم بتوزيع عبوات بأغطية مخصّصة لحفظ الأطعمة وتغليفها تمكن الأسر وغيرهم من حفظ الأطعمة المتنوعة ومن ثم توزيعها على العمالة والفقراء في الأحياء بدلاً من رميها، خاصة بعد الولائم الكبيرة والبوفيهات في المطاعم والفنادق التي تعقد يومياً موائد للإفطار والسحور.
وأشارت الدوجان إلى أن هناك كثيراً من النماذج الإيجابية سواء على مستوى الجمعيات الخيرية والأفراد في الاستفادة من الأطعمة الفائضة من موائد الإفطار والقيام بتغليفها ومن ثم توزيعها على العمالة في الشوارع والمحطات والأسواق، إضافة إلى الأسر المحتاجة، إلا أنها ترى من واقع عملها أن هناك سلبيات كبيرة في التعامل مع فائض الأطعمة التي قد تُرمى ولا يُستفاد منها رغم أنها جيدة وصالحة للاستخدام، واصفة رمى الفائض من الأطعمة وتحديداً في الأحياء الفقيرة بـ ”الصادمة”، وخاصة الأرز الملقى بجانب حاويات القمامة.
فيما اعتبرت جمعية إطعام الخيرية أن نحو 30 في المائة من أربعة ملايين وجبة تعد يومياً في رمضان في المنطقة الشرقية ”فائضة عن الحاجة”، لتصل القيمة المهدرة منها نحو مليون و200 ألف ريال، مبيّنة أن ستة آلاف أسرة استفادت من هذه الوجبات عبر برامج الجمعية الهادفة إلى الاستفادة من الأطعمة الفائضة في الولائم الكبرى في الفنادق والمطاعم والمناسبات المختلفة.
يُذكر أن فكرة جمعية إطعام انبثقت من مبادرات رجال أعمال المنطقة الشرقية، الذين يهدفون إلى نقل وتطوير فكرة تجربة بنوك الطعام إلى السعودية تهدف إلى توعية المجتمع بأهمية حفظ الأطعمة، وتحفيز الفئات كافة على العمل التطوعي، حيث تستهدف الجمعية شرائح المجتمع كافة من خلال جودة الوجبات المقدمة للمستفيدين، تحقيقاً لمفهوم التكافل الاجتماعي.
وتحرص الجمعية على توزيع الفائض من المطاعم وصالات الأفراح وليس المتبقي على الأسر المحتاجة وهي جمعية متخصّصة في الطعام فقط عكس الجمعيات الأخرى التي توزع الأكل والشرب والملابس والمواد الكهربائية وغيرها، كما أنها تعد مكملة لبقية الجمعيات في السعودية وليست منافسة.
المصدر: الإقتصادية