راجح الخوري
راجح الخوري
كاتب لبناني

لبنان أيقونة عربية أم نسخة حوثية؟

السبت ٢٩ يناير ٢٠٢٢

ماذا سيحمل وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، اليوم (السبت)، إلى الكويت، ليسلمه إلى نظيره الدكتور ناصر المحمد الصباح، على هامش المجلس الوزاري العربي التشاوري، رداً على الرسالة الكويتية العربية الخليجية الدولية، التي حملها الصباح في 23 الشهر الحالي وسلمها إلى رؤساء الجمهورية والنواب والحكومة، والتي تضمنت إجراءات وأفكاراً مقترحة، في سبيل إعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج والدول العربية واستطراداً مع دول العالم؟ يمكنني الجزم أنه لن يحمل شيئاً مفيداً، يرد على بنودها التي تستند في جوهرها إلى اتفاق الطائف وهو دستور لبنان، وقرارات الشرعية الدولية 1559 – 1701 – 1680، وقرارات جامعة الدول العربية وقرار لبنان «النأي بالنفس»، وألا يكون منصة لأي عدوان لفظي أو فعلي باتجاه الدول العربية والخليجية.. سيحمل بوحبيب مجرد ديباجة إنشائية مملة وفارغة من أي معنى أو التزام فعلي، وهي ما دأبت الدولة اللبنانية على تكرارها في الأعوام الخمسة الأخيرة، بعدما نامت الدولة اللبنانية في كنف دولة «حزب الله»، الذي أوصل الرئيس ميشال عون إلى بعبدا، بعدما تباهى طويلاً بأنه هو من ساهم في استصدار القرار 1559! كان كلام الوزير الكويتي غاية في الود والنبل في محاولته تذكير المسؤولين بمدى توق الدول العربية الشقيقة، إلى أن يستعيد لبنان المخطوف دوره وصورته، عندما حرص على القول «نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، لكننا…

حدود السعودية الجديدة

السبت ٢٩ أبريل ٢٠١٧

عندما تتجاوز نسبة الشباب في المملكة العربية السعودية سبعين في المائة، من الطبيعي والضروري أن يكون المستقبل متطوراً وزاهراً، خصوصاً مع برنامج شبابي متنور للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، يهدف إلى تطوير قدرات الشعب، على مستوى الأسر والأفراد، ليكونوا فاعلين في مجتمع مستقر وسعيد. ليست المرة الأولى التي يسهب فيها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في شرح برنامجه التغييري والحداثي، الذي يشكّل في جوهره رداً على طموحات الشعب السعودي وشبابه، لكنه عندما يقول، في لقائه الأخير مع صحيفة «واشنطن بوست»، إن المملكة تؤسس لحقبة جديدة يقودها شباب السعودية، وإن هدفها العميق هو تحقيق أقصى الطموحات، ومواجهة كل المخاوف، فإنه يرسم حدود المستقبل غير المحدود الذي يطمح إلى تأمينه، على قاعدة ما شرح لديفيد إغناتيوس، بقوله: «إن عنان السماء هو الحد الأقصى لطموحاتنا». الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود بديناميكية ومثابرة خطته التي طرحها عبر «رؤية 2030»، يشرح أبعاد برنامجه الذي يعبر عن طموحات السعوديين، خصوصاً الشريحة الشابة فيهم، على قاعدة لها عمقها الهادف عبر السعي إلى هندسة تحوّل هادئ وضروري في النمط والأداء. ولفهم الأهداف البعيدة المدى لهذه الرؤية، من الضروري التأمل ملياً فيما يعنيه عندما يقول: «نحن لن نستمر في العيش في حقبة ما بعد عام 1979... فلقد ولّى زمن تلك الحقبة». ولي ولي العهد يقدّم توصيفاً عميقاً لآثار…

دستور كيري لافروف لسوريا الفيدرالية

السبت ١١ يونيو ٢٠١٦

كان من الطبيعي أن يسارع النظام السوري إلى نفي ما تسّرب عن أن روسيا وأميركا عرضتا عليه نسخة أولية تشّكل الخطوط العريضة٬ التي يمكن أن يوضع على أساسها الدستور الجديد الذي سيحكم البلاد٬ والتي تنص على إعطاء المجلس الانتقالي صلاحيات الرئيس٬ لكن السؤال يبقى: ماذا يستطيع النظام أن يفعل عندما يتفق الأميركيون والروس٬ على صيغة دستور جديد٬ يبدو أنها تدغدغ أيًضا حسابات إيران الإقليمية٬ عندما تكتفي بتحديد هوية الجمهورية على أنها سورية من دون ذكر «العربية»٬ وهل في وسع بشار الأسد فعلاً «تحرير كل شبر من سوريا» وإعادة سلطته٬ كما قال يوم الثلاثاء الماضي٬ مما أثار سخرية الأميركيين وامتعاًضا روسًيا مكنوًنا؟! ليس صحيًحا ما نشرته وكالة «سبوتنيك» التي سّربت النسخة الأولية من الدستور المقترح٬ عن أن مركز كارتر في الولايات المتحدة هو الذي وضع بنود هذه النسخة بالتعاون مع المعارضة السورية٬ لأن التقارير الدبلوماسية تجمع على أن السوريين٬ سيكونون فعلًيا أمام «دستور كيري لافروف»٬ الذي قد تدخل عليه بعض التعديلات لكنه سيشّكل الصيغة التي ينطلق منها النص النهائي٬ وخصوًصا لجهة تذويب حصرية سلطة الدولة في صيغة هي أوسع من اللامركزية٬ وتفكيك الإطار القومي مرحلًيا أمام الفيدرالية٬ التي سبق أن اقترحها فلاديمير بوتين صراحة وُسّر لها قلب باراك أوباما وبنيامين نتنياهو بالتأكيد! وإذا كانت الفيدرالية قضت بإسقاط الصفة «العربية» عن اسم…

لبنان.. بين زبالة المنازل ونفايات السياسة!

السبت ٢٩ أغسطس ٢٠١٥

يقف لبنان على عتبة الانهيار، وقد ينزلق إلى فوضى شاملة. لن يكون في وسع أحد أن يعرف إلى أين تصل وما إذا كانت ستعيده إلى أعوام الجنون والحرب الأهلية العبثية التي سبق أن انخرطت فيها «القبائل اللبنانية» مدة 17 عامًا. سلطات الدولة معطّلة بالكامل، وهيبة القانون تتلاشى، وهوة الانقسامات السياسية والحزبية تتعمّق، الفراغ في رئاسة الجهورية يتراكم، ولقد انقضى 462 يومًا على البلد من دون رئيس، والسلطة التشريعية معطلة، لأنها باتت بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان هيئة انتخابية وظيفتها انتخاب رئيس، لكن لا يمكن انتخاب رئيس في ظل إصرار قوى 8 آذار على تعطيل نصاب جلسات مجلس النواب، ما لم يتم فرض النائب ميشال عون رئيسًا سلفًا قبل الذهاب إلى الجلسة، والمرشح التوافقي مرفوض، لأن على قوى 14 آذار أن تتلقى القصف العوني وتعتبره وفاقيًا! وماذا يبقى؟ تبقى حكومة الرئيس تمام سلام التي جاءت أصلاً لمهمة محددة، وهي انتخاب رئيس جديد، مما يجعلها مستقيلة بحكم الدستور، ولكنها باتت أشبه بطوق النجاة الوحيد الذي تتعلق به الدولة والشرعية، لأن سقوطها سيفتح باب الفوضى العارمة، ويدخل البلاد في أتون من الصراعات المعطوفة طبعًا على الحروب الإقليمية. منذ تشكيل هذه الحكومة واجهت مهمة مستحيلة جعلتها أشبه برجل كُتّفت يداه وأُلقي في بحر هائج، وليس عليه أن يغرق، بمعنى أنها مُنعت من العمل…

الأسد أعلن التقسيم.. إردوغان أعلن الحرب!

السبت ٠١ أغسطس ٢٠١٥

لم يكن في وسع بشار الأسد أن يقف في قصر الشعب ليعلن أخيرًا عن قيام «دولة الساحل»، أي دولة العلويين التي بدأ التخطيط لها منذ عام 1970، بعد وصول والده حافظ الأسد إلى السلطة، لكنه لم يتردد في إعلان وعده الخادع بالنصر مرة جديدة، ليمهّد ضمنًا للاعتراف بقيام الدولة العلوية، بما يدخل سوريا المرحلة الأخيرة من عملية التقسيم! قبل الدخول في خلفيات كلام الأسد ومدلولاته، من الضروري أن نتوقف أمام الانقلاب المفاجئ في موقف رجب طيب إردوغان من تنظيم داعش وإعلانه الحرب عليه، بعدما كان يحظى منه بنوع من الرعاية غير المباشرة، عبر التغاضي عن تسلل مقاتليه عبر الحدود التركية، وحتى عبر شراء النفط منه، حيث كان جسر من الشاحنات ينقله إلى الداخل التركي. ومن الضروري قراءة خطاب الأسد في ضوء نيران القذائف التي بدأت المقاتلات التركية تلقيها على مواقع «داعش»، وعلى مواقع «حزب العمال الكردستاني» أيضًا، فالحسابات التركية تتخوف أولاً من أن يشكّل قيام «دولة الساحل» مقدمة لترجمة الطموحات الكردية في الحصول على دولتهم، وخصوصًا بعد البسالة التي أظهروها في قتالهم «داعش» في كوباني وغيرها، وثانيًا من أن يثبّت «داعش» سيطرته على مناطق حساسة محاذية للحدود التركية التي تمتد مع سوريا مسافة 900 كيلومتر، وخصوصًا أن هناك أكثر من 300 تركي يقاتلون في صفوفه، وأن له خلايا نائمة داخل…

الخليج بالنووي وبغيره!

السبت ٢٥ يوليو ٢٠١٥

قبل التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، غالبًا ما بدا باراك أوباما وكأنه يستميت للتوصل إلى هذا الاتفاق، سواء عبر مطاردته الهاتفية لحسن روحاني عندما كان في الأمم المتحدة، أو عبر التنازلات التي قدمها المفاوضون الأميركيون في الأيام الـ17 الأخيرة من المفاوضات.  في مؤتمر عقدته اللجنة البرلمانية البريطانية في مجلس العموم بعنوان «من أجل إيران حرة» (bpcif) أكد المشاركون قلقهم من تجاهل الاتفاق ستة قرارات لمجلس الأمن تطالب طهران بتفكيك برنامجها النووي ووقف تخصيب اليورانيوم، وحذّر السير روجر غيل واللورد كلارك مثلاً من أن النظام الإيراني لا يُمكن الوثوق به، وبالتالي فإن المساومة على الشروط المنصوص عنها في هذه القرارات ليس من شأنها أبدًا عرقلة مسار طهران لامتلاك القنبلة النووية. وخلافًا للنظرية التي تعتمدها الإدارة الأميركية في دفاعها المستميت عن الاتفاق الذي تقول إنه ضمن عدم حصول إيران على القنبلة النووية خلال السنوات العشر المقبلة، أكد المشاركون في مؤتمر مجلس العموم أنه لو كانت دول مجموعة «5+1» أكثر حزمًا في المفاوضات، لما كان أمام طهران من خيار سوى الامتثال لقرارات مجلس الأمن ولتخلّت عن برنامجها النووي وجهودها لامتلاك الأسلحة النووية وتعليق تخصيب اليورانيوم بشكل كامل. ليس هناك الآن من يلتفت إلى هذا الكلام، بعد انطلاق السباق الغربي للحصول على حصة من الجبنة الإيرانية، ديفيد كاميرون ليس الوحيد الذي ينخرط في…

المستثمرون في «داعش»!

السبت ٣٠ مايو ٢٠١٥

هل كان من الضروري أن يدلي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بتصريحات على غير الحقيقة ليرضي الحكومة العراقية التي أغاظتها تصريحات وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر عن تقصير الجيش العراقي، عندما تحدث عن «استبسال وبطولات الجيش العراقي» يوم الثلاثاء الماضي؟ لم يكن هذا الكلام إشادة بهذا الجيش بمقدار ما كان نوعًا من السخرية الضمنية التي لم تتناول حيدر العبادي فحسب، بل تناولت بايدن نفسه الذي يعرف جيدًا أنه كان يسوق الأكاذيب! الغريب أن العبادي اعترض غاضبًا على تصريحات آشتون، الذي قال إن الجيش العراقي لم يبدِ أي إرادة بالقتال في مدينة الرمادي، التي بدا وكأنها سُلّمت تسليمًا إلى تنظيم داعش، مضيفًا: «لدينا مشكلة مع إرادة العراقيين في قتال تنظيم (داعش) وفي الدفاع عن أنفسهم»، والواقع أن الجنود العراقيين الذين فرّوا من المدينة، لم يكن لديهم أي نقص لا في العديد ولا في العتاد، إلا أنهم انسحبوا من مواقعهم تاركين عددًا من الدبابات والأسلحة الثقيلة، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخيرة! العبادي نفسه كان قد أعلن قبل ساعات من تصريح آشتون أن قواته انسحبت من الرمادي من دون صدور أوامر عسكرية، وأنه فتح تحقيقًا لمحاسبة المقصرين، وهو ما يذكرنا بالتحقيق الذي قيل إنه فتح بعد سقوط الموصل في يونيو (حزيران) من العام الماضي، ومن المثير أن سقوط الرمادي اعتبر كارثيًا في…

عاصفة غيّرت واقعًا وتكتب تاريخًا!

السبت ١١ أبريل ٢٠١٥

عندما يتحدث باراك أوباما عن الاتفاق النووي مع إيران، واصفًا إيّاه بأنه «فرصة العمر»، فإنه يلحس كل ما قاله منذ بداية ولايته الأولى، عن أن حل أزمة الشرق الأوسط عبر إقامة الدولة الفلسطينية هو فرصته التاريخية لترجمة شعار «التغيير» الذي حمله إلى البيت الأبيض. صحيح، الاتفاق هو «فرصة العمر»، لكن للإيرانيين لا لأوباما ولا للمنطقة ودول الإقليم، التي تتمادى إيران في التلاعب بشؤونها الداخلية، وقد وصل بها الأمر إلى حدّ المباهاة بأنها باتت تسيطر على أربع عواصم اختارت منها بغداد لتكون عاصمة إمبراطوريتها! ومع رفع العقوبات ستحصل إيران على 150 مليارًا من الدولارات التي احتجزتها العقوبات، ومع تهافت الشركات النفطية وانفتاح السوق ستتعرض إلى غزو كثيف من الاستثمارات ورجال الأعمال، وكل هذا سيخلق بيئة مستجدة تفرض التنفس في بلد مخنوق، ولهذا كان الملالي يستشيطون غضبًا وهم يتابعون المظاهرات الحاشدة التي خرجت لاستقبال محمد جواد ظريف ورفاقه العائدين من لوزان، والتي لا تعكس حماسة لظريف، بل تعكس أملاً في تغيير جدي يفتح الأبواب المغلقة على هواء جديد وعلى الحرية. الحشود الشبابية الصاخبة التي خرجت إلى الشوارع في طهران ذكّرتني بما حدث في شهر أغسطس (آب) من عام 1969، عندما قام الرئيس ريتشارد نيكسون بزيارة الرئيس الروماني تشاوشيسكو، يومها خرج أكثر من 300 ألف روماني لاستقباله، وعندها سأل نيكسون: إلى هذا الحدّ…

رسائل أوباما وخامنئي.. و«تدعيش» المنطقة!

السبت ٢١ فبراير ٢٠١٥

طلب التفويض الذي أرسله باراك أوباما إلى الكونغرس في 12 من الشهر الحالي، لإجازة استخدام القوة العسكرية ضد «داعش»، لن يغيّر شيئا من الأسلوب الاستعراضي الذي غلب حتى الآن على الأداء الأميركي ضد الإرهابيين منذ 8 أشهر، وتحديدا في العراق. المشهد بدا مثيرا للتساؤل، عندما وقف أوباما متوسطا نائبه جو بايدن ووزيري الخارجية والدفاع، ليقول إن طلب التفويض لا يعني أن أميركا سترسل قوات برية إلى العراق أو سوريا، وإنها لن تنجرّ إلى التورط في حرب برية طويلة، وإن طلب إرسال قوات خاصة قد يقتصر على إرسال خبراء ومستشارين لدعم الجيش العراقي في الميدان! عظيم، ولكن ما الجديد في طلب التفويض، إذا كان المعروف أن المستشارين العسكريين الأميركيين يعملون مع العراقيين منذ أشهر، ويحاولون إعادة لملمة شتات الجيش العراقي، الذي تبيّن أن نوري المالكي لم يجعل منه جيشا وهميا على الورق فحسب، بل جعله فئويا عمّق المشاعر المذهبية بين الشيعة والسنة، وهو الأمر الذي لم يتم التخلص منه حتى الآن؟! وإذا كان أوباما قد شدد تكرارا على أنه لا ينبغي لأميركا أن تتورط في حرب برية طويلة في الشرق الأوسط، فإنه اعترف مرة أخرى أن القتال ضد تنظيم داعش مهمة شاقة وستستغرق وقتا طويلا، ولهذا من المفيد الحصول على دعم الكونغرس «لأن هذا سيبعث برسالة قوية مفادها أن الولايات المتحدة…

لبنان: الإطفائيات تتقدم على الرئاسيات

السبت ٠٧ فبراير ٢٠١٥

قبل أن يصل الدبلوماسي الفرنسي جان فرنسوا جيرو إلى بيروت يوم الثلاثاء الماضي، في سياق المساعي الإقليمية التي تبذلها فرنسا لحل عقدة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كانت قد وصلت تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري الذي قال إن رد حزب الله على إسرائيل في مزارع شبعا لن يكون الأخير، وإن الرد الجديد «سيكون ساحقا وأكثر قوة ولن يكون عند الحدود بل في أي مكان يوجد فيه الصهاينة وأتباعهم». هكذا كان من الطبيعي أن تتبدل أولويات زيارة جيرو، بحيث تتقدم المساعي المبذولة لتوفير «إطفائية» تمنع حصول انفجار كبير مع إسرائيل، بعد عمليتها في القنيطرة ورد حزب الله عليها، على السعي العقيم حتى الآن لإيجاد كوّة تفاهم إقليمي ينعكس على الأفرقاء اللبنانيين ويساعد على انتخاب رئيس جديد. المحادثات التي أجراها جيرو في بيروت شكّلت ملحقا دبلوماسيا لنوعين من المحادثات الجارية بين اللبنانيين، فمن جهة هناك الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله الذي يحاول تنفيس الاحتقان الداخلي، وخصوصا بعد التصعيد الميداني الأخير على الحدود وانعكاسه على الداخل مزيدا من القلق والمخاوف، ومن جهة ثانية هناك المحادثات بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر الذي يهدف أيضا إلى تجاوز الاحتقان بين الطرفين ومحاولة تجاوز المستحيل، أي التفاهم على اسم لرئاسة الجمهورية يقبل به الجنرال ميشال عون الذي يرابط عند موقفه «أنا أو…

لماذا يفر المسؤولون من إدارة أوباما؟!

السبت ٠٣ يناير ٢٠١٥

لم يتمكن توماس فريدمان من الحصول على أي معلومة جديدة من باراك أوباما، خلال المقابلة التي أجراها معه ونشرتها «واشنطن بوست» قبل أسبوعين، لكنه وقع على جملة مهمة وذات دلالة توحي بما يشبه الانقلاب الكامل في سياسة الإدارة الأميركية حيال الشرق الأوسط، وهو ما يساعد في فهم التناقض الصارخ والمتزايد في مواقف واشنطن من التطورات التي تجتاح بعض دول المنطقة. يعترف أوباما ضمنا بأنه يتعامل مع الشرق الأوسط من منطلق اقتناعه بأن المعادلة الجيوستراتيجية التي رسمتها نهاية الحرب العالمية الأولى للمنطقة قد انتهت، وهذا لا يعني أن المعادلات التي أرساها اتفاق سايكس - بيكو على النحو المعروف قد سقطت بالنسبة إلى إدارته، بل يعني أن هذه الإدارة تعمل وفق استراتيجية جديدة غير معلنة. على هذا الأساس يمكن من خلال ما تتخذه واشنطن من المواقف في الأعوام الـ4 الأخيرة، حيال علاقاتها التفاعلية مع النظام الإيراني وحيال التطورات العاصفة التي شهدتها بعض الدول كمصر وسوريا والعراق، أن نفهم ازدواجية المعايير والتناقض المتزايد، بين ما يحصل عليه خصومها المفترضون وما يفاجئ حلفاءها التقليديين، وخصوصا دول «مجلس التعاون الخليجي»! ما يزيد الأمور إثارة أن إدارة أوباما تبدو وكأنها تطبق نمطين متناقضين في علاقاتها الدبلوماسية، ربما على سبيل التعمية كما يرى بعض المسؤولين الذين فروا من إدارة أوباما بسبب سياسته حيال الأزمة السورية مثل ليون…

دي ميستورا.. يا حصرمًا رأيته في حلب!

السبت ١٣ ديسمبر ٢٠١٤

عندما أعلنت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية أن وزراء خارجية الاتحاد سيلتقون غدا الأحد مع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا في بروكسل، للبحث في استئناف عملية السلام في سوريا في موازاة تنسيق المعركة ضد تنظيم داعش، طرح الكثيرون سؤالا واحدا: ولكن متى قبل النظام السوري وحلفاؤه عملية السلام لكي يتم الحديث الآن عن استئنافها؟ لا يملك ستيفان دي ميستورا حتى الآن سوى تلك الخريطة المرسومة باللونين الأحمر والأخضر التي «يشهرها» في وجوه الصحافيين، وتمثّل خطوط القتال في مدينة حلب المنكوبة بالبراميل المتفجرة، ويحاول من خلالها القول إن لديه خطة اسمها «تجميد القتال في حلب»، كمدخل للعودة إلى التسوية السلمية. التسوية السلمية؟ بعد 5 أشهر من بدء الأزمة السورية إثر تكسير أصابع الأطفال في درعا، دعت الجامعة العربية إلى تسوية سلمية للأزمة. كان هناك متظاهرون يهتفون «سلمية سلمية»، وكان هناك نظام يمطرهم بالرصاص، ومنذ 4 أعوام تقريبا ليس هناك ما يوازي القصف والتدمير والقتل أكثر من الحديث عن الوسطاء والمبعوثين.. والتسوية السلمية! ليس في «خطة» دي ميستورا التي يبدو أن الروس دسّوها في رأسه، أي شيء جديد، فبعد 3 أيام من الاجتماعات التي عقدها مع المعارضة في غازي عنتاب في تركيا، قال قيس الشيخ رئيس مجلس قيادة الثورة، وهو تحالف جديد يضم عشرات الفصائل المقاتلة بينها العلمانية والإسلامية «إن…