
أكد سيف الفلاسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة إينوك، أن هذه المرحلة الهامة في تاريخ دبي ودولة الإمارات، تتطلب إمدادات أكبر من مصادر الطاقة المختلفة، ومشاريع إضافية لتطوير البنية التحتية، مشيراً إلى مساعي الدولة حالياً إلى زيادة نسبة الطاقة منخفضة الكربون. ونوه باستمرار جهود “إينوك” لضمان تلبية احتياجات دبي للطاقة.
في ظل التوقعات بحدوث تغيرات كبيرة، كازدياد استهلاك الطاقة عالمياً بمعدل 48%بين عام 2012 وعام 2040، والتشريعات البيئية التي تزداد صرامة، وانخفاض أسعار النفط منذ أواسط عام 2014. وأشار إلى قدرة الإمارات على تحقيق وفورات بقيمة 7 مليارات درهم سنوياً بحلول عام 2030، عند رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 10%من مزيج الطاقة الكلي.
وتطرق إلى توسيع شبكة الغاز الطبيعي المضغوط، من خلال إنشاء 3 محطات فرعية، والتوجه لاستخدام أنواع وقود بديلة، ضمن خطط الإمارات، لتصبح بلداً أكثر استدامة، وتوقع زيادة عدد السيارات التي تستخدم الغاز الطبيعي المضغوط إلى 5000 سيارة بالسنوات الخمس المقبلة.
وتحدث للبيان الاقتصادي، عن نقل تجربتهم في قطاع التجزئة من الإمارات إلى المملكة العربية السعودية، ضمن إطار التعاون المشترك لدول الخليج الشقيقة، بهدف تعزيز قدرة المنطقة على مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، وبين إمكانية توسيع عمليات «هورايزون للتخزين» التابعة لـ «إينوك» في وسط أوروبا والشرق الأقصى وجنوب آسيا، مع تعزيز عملياتها في جيبوتي والمغرب وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
وأضاف أن برنامج توسعة شبكة محطات الخدمة، يمثل أحد محاور الاستراتيجية التنموية الشاملة للمجموعة خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث سيتم إنشاء 54 محطة خلال السنوات الأربع المقبلة، كما أن العمل مستمر على رفع القدرة الإنتاجية لمصفاة شركة «إينوك للتصنيع» في جبل علي بنسبة 50%. ومن المتوقع لهذا المشروع أن يصبح جاهزاً للإنتاج بحلول الربع الأخير من عام 2019.
نتائج متحققة
ما أبرز الخطوات التي قامت بها إينوك بمجال الاستدامة البيئية؟، هناك فكرة عامة عن جهود الاستدامة بأنها مكلفة على الشركات، بالنسبة لـ «إينوك»، هل استطعتم عكس الصورة، وتوفير نفقات من خلال جهود المحافظة على البيئة، وهل يمكن أن تشرحوا ذلك بالتفصيل؟
نجحت المجموعة على مر السنوات في تحقيق نتائج لافتة، من خلال مبادراتها المستدامة، مسجلة إجمالي وفورات تراكمية بلغت 26 مليون درهم، وذلك منذ أن بدأت المجموعة في تطبيق برنامج إدارة الطاقة والموارد في 2012، عبر مختلف قطاعات أعمالها.
كما خططت المجموعة لاستثمار 55 مليون درهم (15 مليون دولار) من عام 2014 إلى 2018 في مبادرات كفاءة الطاقة، والتي من المتوقع أن تحقق وفورات بقيمة 25 مليون درهم (6.9 ملايين دولار) سنوياً.
وقدمت «إينوك» مجموعة واسعة من المبادرات المستدامة على امتداد شبكتها للبيع بالتجزئة، والمكونة من 113 محطة خدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، و5 محطات أخرى في المملكة العربية السعودية، ما ساهم في تحسين كفاءة استخدام الطاقة. وتشمل هذه المبادرات «نظام استرجاع بخار الوقود»، الذي يتيح استرجاع 99%من بخار البنزين الصادر عن عملية التزود بالوقود.
وتشمل التقنيات الأخرى أيضاً، تقنية «نظام التدفق المتغير للمبردات» (Variable Refrigerant Flow)، وهو نظام لتكييف الهواء، يتحكم بتدفق غاز التبريد في وحدات داخلية متعددة، والذي ساعد على تحقيق وفورات سنوية في الكهرباء بمقدار 48,506 كيلوواط ساعة، ووفورات مالية بقيمة 21,828 درهماً في فواتير الكهرباء لكل وحدة عمل.
وتشير تقارير صادرة إلى قدرة الإمارات على تحقيق وفورات مالية تصل إلى 1.9 مليار دولار (7 مليارات درهم) سنوياً بحلول عام 2030، وذلك في حال نجاحها في رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 10%من مزيج الطاقة الكلي في البلاد. وتسعى الدولة حالياً إلى زيادة نسبة الطاقة منخفضة الكربون، لتشكل 24%من مزيج الطاقة بحلول عام 2021.
ثقافة الابتكار
كيف تقومون بترجمة استراتيجية دبي للتنقل الذكي، وهل تشكل مثلاً محطات تعبئة السيارات بالغاز، جزءاً من هذا التوجه؟
نعمل في «إينوك» على تشجيع ثقافة الابتكار داخل المجموعة، بما يعكس التزامنا المستمر لاكتشاف الوسائل الكفيلة بدعم الأهداف الاستراتيجية لحكومة دبي.
وانطلاقاً من التزامنا بتحقيق التنمية المستدامة والنمو، بغية مواكبة الطلب المتنامي على الطاقة في دبي، بدأنا فعلياً مسيرتنا منذ عامين، من خلال توفير حلول الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للمركبات، إذ وسعنا شبكة الغاز الطبيعي المضغوط، من خلال إنشاء 3 محطات فرعية في مراكز «الأهلي لتعليم قيادة السيارات».
و«معهد الإمارات للسياقة»، ومؤسسة «مواصلات الإمارات»، إضافة إلى محطتها الرئيسة التي تواكب الطلب الحالي على الغاز الطبيعي المضغوط. إذ تسهم المركبات العاملة بالغاز الطبيعي في خفض انبعاث غازات الدفيئة بنسبة 80%، ما جعل التوجه لاستخدام أنواع الوقود البديلة، مثل الغاز الطبيعي المضغوط، عنصراً أساسياً في خطط دولة الإمارات في أن تصبح بلداً أكثر استدامة.
وتتيح تلك المحطات حالياً، خدماتها إلى حوالي 500 مركبة يومياً، مع استهداف إنشاء 7 محطات أخرى في منشآت العملاء أصحاب الأساطيل، مثل المؤسسات الحكومية ومعاهد تعليم القيادة وشركات تأجير السيارات. وتتوقع مجموعة «إينوك» زيادة عدد السيارات التي تستخدم الغاز الطبيعي المضغوط، تصل إلى 5000 سيارة خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك بالتعاون مع الهيئات المعنية في الدولة.
قدرة إنتاجية
أين وصلتم في رفع القدرة الإنتاجية لمصفاة «إينوك» للتصنيع بجبل علي؟
أعلنا في سبتمبر من العام الماضي، عن المقاول الرئيس للمشروع، وهو شركة «تكنيب» الإيطالية، التي فازت بعقد الأعمال الهندسية والمشتريات والإنشاء لتصميم وإنشاء وحدات معالجة جديدة وإضافية. ويعد مشروع توسعة مصفاة جبل علي جزءاً من استراتيجية «إينوك» لتطوير الصناعات النفطية، وتلبية المتطلبات المستقبلية لهذه الصناعة.
والعمل مستمر على رفع القدرة الإنتاجية لمصفاة شركة «إينوك للتصنيع» في جبل علي بنسبة 50%. ومن المتوقع لهذا المشروع أن يصبح جاهزاً للإنتاج بحلول الربع الأخير من عام 2019. ويمثل هذا المشروع حجر الأساس في التزام «إينوك» بتزويد 60%من احتياجات مطارات دبي من وقود الطائرات بحلول عام 2050.
حيث يتضمن مشروع الصقر «فالكون»، خط أنابيب لإمداد مطارات دبي بالوقود بطول 58 كيلومتراً، ويربط بين منشآت التخزين في جبل علي ومطار دبي الدولي في مرحلته الأولى، على أن يتفرع إلى مطار آل مكتوم الدولي خلال فترات مستقبلية في المرحلة الثانية، وهذه فرصة كبيرة لنا لمواصلة دعم طموحات إمارة دبي، خاصة بعد أن أصبح مطار دبي الدولي أكثر المطارات إشغالاً في العالم، من حيث عدد المسافرين.
توسّع
تخططون للتوسع بنسبة 40%حتى 2020، ما حصة عام 2017 من هذه الخطة، وما أماكن المحطات الجديدة؟
تهدف «إينوك» إلى توسعة شبكة محطاتها عبر إنشاء 54 محطة خلال السنوات الأربع المقبلة، بما ينسجم مع مضمون وأهداف التوجهات الاستراتيجية للمجموعة، الرامية إلى توسعة نطاق عملياتها والاستثمار في البنى التحتية التي تشكل رافداً قوياً للمساعي التنموية في الدولة، والمساهمة بدور فعال في تلبية الطلب المتنامي على موارد الطاقة.
فبرنامج توسعة شبكة محطات الخدمة، يمثل أحد محاور الاستراتيجية التنموية الشاملة للمجموعة خلال السنوات القليلة المقبلة، بهدف تغطية الاحتياجات المتنامية لعملائنا، ونحن ماضون قدماً في التركيز على الابتكار كمنطلق لتطبيق التقنيات الحديثة التي تروّج للاستدامة، وتثري تجربة العملاء، وتضمن في الوقت ذاته أعلى معايير الصحة والسلامة.
وكنا قد أعلنّا في وقت سابق من العام الماضي، عن خططنا الهادفة إلى توسعة نطاق عمليات المجموعة في قطاع تجزئة الوقود، في إطار أهدافنا الاستراتيجية طويلة المدى والمنسجمة مع خطة دبي 2021.
وافتتحنا في أواخر 2016 محطة جديدة في منطقة «مدينة دبي الأكاديمية العالمية»، وفي هذا العام نخطط لافتتاح 13 محطة في مناطق مختلفة من إمارة دبي، أبرز هذه المواقع، طريق دبي حتا بالقرب من مؤسسة دبي للإسعاف، ومدينة دبي للإعلام على شارع الشيخ زايد، وأيضاً هناك موقع طريق دبي العين بالقرب من الآوتلت مول.
توقعات
ما توقعاتكم لزيادة استهلاك الطاقة في الإمارات ودبي خصوصاً خلال السنوات القادمة؟
دبي مقبلة على مرحلة جديدة من النمو على جميع الأصعدة، وتستهدف جَذب 20 مليون زائر سنوياً حتى قبل استضافتها لمعرض «إكسبو 2020»، في حين أنه من المُتَوَقَّع استضافة الإمارة لـ 25 مليون زائر خلال هذا الحدث الهام من مختلف الشرائح والاهتمامات وقطاعات الأعمال.
بلا شك، تستدعي هذه المرحلة الهامة في تاريخ دبي والإمارات، إمدادات أكبر من مصادر الطاقة المختلفة ومشاريع إضافية لتطوير البنية التحتية، وقد رَصَدَت الحكومة في ميزانيتها المُعلَنَة لعام 2016، مبلغاً قدره 16.6 مليار درهم لتطوير البنية التحتية، وتحسين شبكة النقل، ودعم التنمية الاقتصادية، استعداداً لمعرض إكسبو 2020.
وتتعمق أهمية النهج الريادي وروح المبادرة، اللذين تتمتع بهما «إينوك»، أكثر من أي وقت مضى، بضمان تلبية احتياجات دبي للطاقة، في ظل التوقعات بحدوث تغيرات كبيرة، كازدياد استهلاك الطاقة بمعدل 48%بين عام 2012 وعام 2040، والتشريعات البيئية التي تزداد صرامة، وانخفاض أسعار النفط منذ أواسط عام 2014.
يشكل التوسع عالمياً أحد محاور استراتيجيتكم، ما أبرز ملامحه، وما البلدان التي توجدون فيها؟
على الصعيد الإقليمي والعالمي، نعمل على نقل تجربتنا الغنية والناجحة في قطاع التجزئة من الإمارات إلى المملكة العربية السعودية. ويمثل هذا التعاون المشترك ضمن دول الخليج الشقيقة، عاملاً مهماً في تعزيز قدرة المنطقة على الصمود في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، ونحن ملتزمون بدعم هذا الاتجاه والاستمرار في تبادل أفضل الممارسات.
وعلى نطاق أبعد، ندرس حالياً إمكانية توسيع عمليات شركة «هورايزون للتخزين» التابعة لـ «إينوك» في وسط أوروبا والشرق الأقصى وجنوب آسيا، مع تعزيز عملياتها القائمة حالياً في جيبوتي والمغرب وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
تطوير العقول
ذكر سيف الفلاسي، أن «إينوك» تستلهم من مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «تطوير العقول البشرية هو العملة العالمية لاقتصادات القرن الواحد والعشرين، والسبيل الوحيد لتحقيق تنمية مستدامة، نقود من خلالها دولتنا نحو المزيد من التقدم والرخاء».
ومن هنا، تعمل المجموعة على الاستثمار في الموارد البشرية، وجذب الأيدي العاملة الوطنية، بهدف تعزيز نموها، ودعم عجلة التنمية الاقتصادية في الدولة. وتفخر بتحقيقها 35 % توطيناً بالوظائف. ونعمل على توظيف المزيد من الكفاءات والمواهب، ولدينا خطة خمسية للوصول إلى نسبة 50 % في توطين الوظائف بحلول 2021.
وتعمل الشركة على تطوير استراتيجيات توظيفية تضمن تمكين الكفاءات الوطنية، وتعزيز قدراتها، ووضع خطط منهجية شاملة لتنمية الموارد البشرية.
والتطّوير الوظيفي لجميع الموظفين في جميع الأقسام والإدارات، عبر البرامج التي ترفع كفاءة موظفيها وإنتاجيتهم، كبرنامج «تطوير» للعاملين في مستوى خريجي المدارس الثانوية، الذين ليس لديهم خبرة عملية، عبر توفير برامج التدريب الفني وبناء المهارات الضرورية لوظائف عمليات التشغيل.
«إينوك باي» لبيع الوقود بالتجزئة ضمن الخدمات الذكية
قال سيف الفلاسي، إن تطبيق «إينوك باي» يجمع بين نظام «إينوك» الحالي المتطور لبيع الوقود بالتجزئة، القائم على تحديد هوية المركبات (ViP)، عبر تقنية التعرف باستخدام ترددات الراديو (RFID) للعملاء من الشركات والمؤسسات، وتقنيات الهواتف الذكية الجديدة، لتعزيز تجربة العملاء في محطات الخدمة، التي تعمل على توحيد جميع التقنيات الحالية والمستقبلية، للسماح للعملاء بسهولة الدفع إلكترونياً دون استخدام النقود أو البطاقات مقابل التزود بالوقود أو المنتجات الأخرى في محطات خدمة «إينوك»/«إيبكو».
ويأتي هذا التطبيق انطلاقاً من دعم «إينوك» لمبادرة «المدينة الذكية»، التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. ويعمل فريق العمل لدينا بلا تعب أو كلل لدعم رؤية قيادتنا الرشيدة، بأن نكون في طليعة الابتكار وتوفير أحدث التقنيات لعملائنا.
وبلغ إجمالي التعاملات السنوية لنظام (ViP)، نحو 85 مليون على مستوى الشركات والأفراد، حيث تجاوزت عدد الشركات المشتركة بهذا النظام الـ 3,000 شركة، فيما عدد المركبات المسجلة لحساب الشركات نحو 65,000 مركبة.
وبالتعاون مع وزارة المالية، أطلقنا أحدث خدمات الدّفع الذكي، التي تمكّن الجمهور من استخدام تطبيق الدرهم الإلكتروني للهواتف المحمولة والمحفظة الرقميّة في دفع قيمة الوقود والمشتريات الأخرى من متاجر زووم في محطّات خدمة إينوك/إيبكو. ويمكن للمتعامل أيضاً، أن يستخدم تطبيق Beam Wallet لإتمام معاملاته المالية في محطات الخدمة ومتاجر «زووم» المنتشرة في الدولة.
6.9 ملايين متر مكعب سعة «هورايزون» التخزينية
أفاد الرئيس التنفيذي لمجموعة إينوك، بأن السعات التخزينية لمنشآت هورايزون التابعة للمجموعة، بلغت 6,901,334 متراً مكعباً، منها 4,198,196 متراً مكعباً داخل الإمارات، وذلك عبر منشآت «هورايزون» في جبل علي، ومنشآت المشروع المشترك بين هورايزون وشيفرون وإيبكو العالمية المحدودة في جبل علي، و«مشروع فالكون».
و«فوباك هورايزون الفجيرة» و«هورايزون الإمارات الفجيرة للتجارة»، و«هورايزون الإمارات الفجيرة للتوزيع». أما سعات تخزين محطات «هورايزون» خارج الإمارات، فبلغت 2,703,138 متراً مكعباً في السعودية وكوريا الجنوبية وجيبوتي والمغرب وسنغافورة.
المصدر: البيان