المغرب يحذر من «تداعيات» سلبية لموقف بان كي مون من الصحراء

أخبار

اتهم المغرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالسعي وراء» إشعال نار الفتنة في المنطقة»، محذراً من أن تصريحاته حول «احتلال» مغربي للصحراء ستكون له «تداعيات» في الأسابيع المقبلة.
وقال وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار خلال اجتماع طارئ للجنتي الخارجية والدفاع في البرلمان بغرفتيه، إن بان «ارتكب تجاوزات أبعد ما تكون عن تحقيق الهدف الذي كان أعلن عنه والمتمثل بإحياء المفاوضات» من خلال الجولة التي قادته إلى كل من موريتانيا والجزائر ومخيمات تندوف. وأضاف أنه «تحول إلى «مشعل لفتيل النار في المنطقة»، وأنه من خلال تصريحاته «المنحازة لمزاعم أطروحة الانفصاليين، أظهر تعاطفاً كبيراً مع الأطراف الأخرى وأضفى المصداقية على مزاعم دولة وهمية».
ووصف مزوار تصريحات بان كي مون بأنها «مس بجوهر حياد الأمم المتحدة وبالقانون الدولي ستكون له تبعات»، مضيفاً أن «المغرب لن يقبل مثل هذه التجاوزات التي ستكون لها تداعيات في الأسابيع القادمة».
وندد باستخدام الأمين العام «مصطلحات ذات معاني خطرة لا تنطوي على أي سند قانوني أو سياسي، على غرار وصفه استرجاع المغرب للصحراء بأنه احتلال». وشدد مزوار على ضرورة التزام الأمين العام «بالثوابت المتفق حولها والدور الحيادي للأمم المتحدة، مع مراعاة المقترح المغربي كسقف للتعاطي مع هذه القضية».
وأشار إلى أن انحياز بان كي مون كان واضحاً منذ اختيار توقيت الزيارة، شارحاً خلفيات عدم استقباله في المغرب. وقال إن الرباط اقترحت أن تتم الزيارة خلال شهر تشرين ثاني (نوفمبر) الماضي، «وهو ما قبلته الأمم المتحدة قبل التراجع بذريعة أن أجندة الأمين العام لا تساعد، ثم اقترحنا كانون الثاني/ يناير الماضي كموعد جديد قبلت به الأمم المتحدة ثم تراجعت للأسباب ذاتها، المرتبطة بأجندة بان كي مون». وأضاف مزوار أن بلاده رفضت اقتراح الأمم المتحدة بأن تتم الزيارة خلال آذار (مارس) الجاري «بسبب الأجندة الملكية»، لكن الأمين العام «أصر على القيام بزيارته وتقسيمها إلى مرحلتين رغم اعتراض المغرب المبرَر».
ويُتوقَع أن يقدم بان كي مون في نيسان (أبريل) المقبل، تقريراً إلى مجلس الأمن حول الصحراء، سيكون «جزئياً» وفق المغرب.
وعبر مزوار عن استغرابه من تجاهل الأمين العام عرض أوضاع حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، «بخاصة على خلفية عمليات الخطف التي طاولت عدداً كبيراً من النساء، وعدم تطرقه إلى قضية إحصاء سكان المخيمات وعمليات الاختلاس التي تطاول منذ 4 عقود المساعدات الإنسانية الموجهة إلى المحتجزين هناك». ورأى في «انحناء بان كي مون لراية الخصوم، ورفع شارة النصر، وحضور قادة بوليساريو إلى جانبه، تعبيراً صريحاً عن تصرف مدان، يحمل إشارات رمزية خطيرة ويتعارض مع الالتزامات التي كان تعهد فيها بأنه سيزور بعثة المينورسو فقط» في منطقة بئر لحو شرق الجدار الأمني.
ونفض مزوار يده من مباحثات السلام بين المغرب وجبهة «بوليساريو»، قائلاً إن» كريستوفر روس نظم في الفترة ما بين 2008 و2013، تسع لقاءات غير رسمية بين أطراف النزاع لم تفض إلى أي نتيجة».
المصدر: جريدة الحياة