في إطار جهود إمارة الشارقة الرامية إلى الترويج لمناخ الأعمال والفرص والحوافز الاستثمارية في الإمارة، أتمَ أمس الأول مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي (استثمر في الشارقة) زيارته الأولى إلى إيطاليا، والتي استمرت ثلاثة أيام، واشتملت على فعاليات متعددة تمحورت حول التعريف بما تمنحه الإمارة للمستثمرين من تسهيلات لتأسيس الأعمال، وتوسيع أنشطتها، والاستفادة من مكانة الإمارة بوابة للأسواق الرئيسية في المنطقة.
بدأ وفد إمارة الشارقة، الذي ضم كلاً من أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي للعمليات في (شروق)، ومحمد جمعة المشرخ، مدير مكتب (استثمر في الشارقة)، وشمسة علي آل علي، تنفيذي ترويج الاستثمار في مكتب (استثمر في الشارقة)، وميثا الجاسم، تنفيذي التسويق في (شروق)، أنشطته يوم الأحد الماضي، بتنظيمه لـ «ملتقى أعمال الشارقة – إيطاليا»، في مدينة بادوفا بإقليم فينيتو شمالي البلاد، والتي تعد أحد أهم مراكز الصناعة والخدمات اللوجستية في إيطاليا، وذلك بمشاركة أبرز الشخصيات الاقتصادية والاستثمارية الإيطالية، تمثل جهات حكومية وخاصة، ورواد أعمال وشركات عاملة في قطاعات التعليم، والبيئة والطاقة المتجددة، والأغذية، والتقنيات، والسياحة، والنقل والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية.
طبيعة الحوافز
وقدم محمد جمعة المشرخ، مدير مكتب (استثمر في الشارقة)، عرضاً أمام الحاضرين في «ملتقى أعمال الشارقة – إيطاليا»، الذي حضره أكثر من 120 من أصحاب الشركات ورواد الأعمال وخبراء الاستثمار، شرح خلاله خصائص الاقتصاد الكلي في دولة الإمارات وإمارة الشارقة، والطريقة التي تعاملت بها الإمارة مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، وطبيعة الحوافز والمزايا المعيشية، وتلك المتعلقة ببيئة الأعمال التي تنفرد بها الشارقة بين وجهات الأعمال في المنطقة، خصوصاً في جانب عدم وجود ضرائب على الدخل، وحرية الحركة واستقدام العمالة، وتحويل الأرباح، فضلاً عن المعدلات العالية من العوائد التي تحققها المشاريع الاقتصادية في الإمارة مقارنة مع بلدان أخرى في العالم.
وتطرق مدير مكتب (استثمر في الشارقة) إلى القطاعات التي تُعدها إمارة الشارقة المحرك الرئيسي لاقتصادها خلال الفترة المقبلة، وهي السياحة والسفر، والنقل والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية، وقطاع الاستدامة البيئية، كاشفاً في هذا الصدد عما حققه قطاع السياحة والسفر من نمو، حيث قفز عدد المسافرين عبر مطار الشارقة من 6.3 مليون مسافر في العام 2010، إلى 11.6 مليون في العام 2016، مع توقعات بأن يتضاعف عدد المسافرين ليصل إلى 12.9 مليون مسافر نهاية العام الجاري.
نمو القطاعات
وأوضح المشرخ: «حققت الشارقة كذلك نقلة نوعية في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، الذي وصلت قيمته في العام 2016 إلى نحو 5.8 مليار درهم، مع وجود آفاق لنموه إلى 7 مليارات درهم في العام 2019، فيما شهد قطاع الرعاية الصحية نمواً كبيراً في قيمته من 6.5 مليار درهم في العام 2013، إلى نحو 7.6 مليار درهم في 2016، في الوقت الذي يسجل فيه قطاع البيئة والطاقة المتجددة نمواً سنوياً يصل إلى 7.5% في القطاع، لتصل قيمته في العام 2016 إلى نحو 920 مليون درهم.
قفزة كبيرة
وعبر أصحاب الشركات ورواد الأعمال وخبراء الاستثمار الإيطاليون المشاركون في «ملتقى أعمال الشارقة – إيطاليا»، عن إعجابهم بحجم وطبيعة التطورات الاقتصادية في إمارة الشارقة، وترحيبهم بحزمة الحوافز الاستثمارية التي توفرها الإمارة للمستثمرين فيها.
وحقق حجم التبادل التجاري بين إيطاليا والإمارات، التي تُعد أكبر الأسواق للمنتجات الإيطالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قفزة كبيرة من 24.6 مليار درهم في العام 2014، إلى 29 مليار درهم في العام 2015، منها 367 مليار درهم صادرات إماراتية إلى إيطاليا، وذلك في الوقت الذي تعد فيه الإمارات الوجهة 15 عالمياً للصادرات الإيطالية، بحصة تبلغ 1.5% من إجمالي مبيعات المنتجات الإيطالية حول العالم، كما تأتي إيطاليا في المرتبة الثالثة بين الشركاء التجاريين في القارة الأوروبية لدولة الإمارات، كما كانت إيطاليا أول عضو في مجموعة الدول السبع التي تؤكد مشاركتها في معرض «إكسبو دبي 2020»، في الوقت الذي شاركت فيه 187 شركة إيطالية في معرض الخليج للأغذية «جلفوود» الذي عقد في دبي مؤخراً.
تعزيز التعاون
وأعرب أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي للعمليات في (شروق) عن ارتياحه للنتائج التي حققتها زيارة وفد إمارة الشارقة إلى إيطاليا. وأضاف: «جاءت الزيارة لتعكس رغبة كل من إمارة الشارقة وقطاع الأعمال الإيطالي في تعزيز التعاون بين الجانبين، ومنح الفرص للشركات ورواد الأعمال الإيطاليين لتوسيع عملياتهم في منطقة الشرق الأوسط من خلال إمارة الشارقة، التي تتوفر على كافة المقومات الضامنة لنمو الأعمال وتحقيق العوائد والتوسع، وحرصنا خلال الزيارة على الاستماع لمجتمع الأعمال والمستثمرين الإيطاليين للتعرف الى تطلعاتهم وتوقعاتهم».
اجتماع موسع
عقد وفد الشارقة اجتماعاً في ميلانو مع أعضاء اتحاد التجارة الإيطالي، أجـــاب خـــــلاله عن استــفـــسارات الحـــاضـــرين حــول واقـــع التجـــارة والاستثمار فـي الشارقة، وطبيعة الفرص الاقتصادية المتاحة للاستثمار، والحوافز الاستثمارية التي يحصل عليها المستثمرون، وفـــرص نمو الأعمال. وجاء الاجتماع على هامش «معرض الاستثمار الإيطالي 2017»، الذي عقد في ميلانو، في 11 و12 إبريل الجاري، بمشاركة 100 من كبريات الشركات الإيطالية، و60 من الشركات متعددة الجنسيات، ويُعد المعرض منصة مخصصة لالتقاء نخبة مختارة من الشركات الإيطالية والمستثمرين والشركاء المحتملين، في قطاعات الطيران والبيئة والطاقة النظيفة وتقنية المعلومات.
مشاريع ودراسات جدوى
عقد مكتب (استثمر في الشارقة) اجتماعات منفردة مع نخبة من الشركات والمستثمرين الإيطاليين، حيث أطلعهم المكتب على مجموعة من دراسات الجدوى لعدد من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية المقترح إقامتها سواء من جانب الشركات والمستثمرين الإيطاليين منفردين، أو بالشراكة مع كيانات ومستثمرين في الإمارة».
وفي 2015، حققت 66 شركة تعمل في إيطاليا برأسمال إماراتي، وتوظف 17 ألف موظف وعامل، عوائد بلغ مجموعها 13.8 مليار درهم، فيما استقطبت إيطاليا في ذات العام استثمارات إماراتية بلغت قيمتها 1.3 مليار درهم في قطاعات الطاقة، والخدمات اللوجستية والمهنية وتجارة التجزئة.
المصدر: الخليج