اتهم الجيش النظامي السوري، أمس، قوات التحالف الدولي بقتل أعداد كبيرة من المدنيين في قرية حطلة شرقي مدينة دير الزور، فيما نفى التحالف الدولي بقيادة أمريكية تقرير الجيش النظامي، وأكدت موسكو أنه لا معلومات لديها عن غارة للتحالف في تلك المنطقة، في وقت أقر التحالف الدولي بمقتل 18 من قوات سوريا الديمقراطية في غارة شنت عن طريق الخطأ جنوبي مدينة الطبقة.
ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية أمس، أكدت القيادة العامة للجيش النظامي أن طيران «التحالف الدولي» أقدم الأربعاء بين الساعة 30ر17 والساعة 50ر17 على تنفيذ ضربة جوية استهدفت مقراً لتنظيم «داعش» الإرهابي يضم عدداً كبيراً من المرتزقة الأجانب في قرية حطلة شرق دير الزور تشكلت بنتيجتها سحابة بيضاء تحولت إلى صفراء تبين أنها ناجمة عن انفجار مستودع ضخم يحتوي على كمية كبيرة من المواد السامة. وقالت القيادة إن الضربة الجوية ل«التحالف الدولي» في منطقة حطلة بدير الزور «تسببت بسقوط مئات القتلى بينهم أعداد كبيرة من المدنيين نتيجة الاختناقات الناجمة عن استنشاق المواد السامة».
وأضافت القيادة أن «الحادثة تؤكد امتلاك التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» للأسلحة الكيماوية وقدرتها في الحصول عليها ونقلها وتخزينها واستخدامها بمساعدة دول معروفة في المنطقة.
ونفى الجيش الأمريكي تقرير القوات النظامية، وقال متحدث باسم التحالف عبر «تويتر»، إن التقارير التي نشرها الجيش السوري غير
صحيحة. وكتب المتحدث جون دوريان «المتحدث باسم قوة المهام المشتركة، أنه شاهد تقارير وكالة الأنباء السورية التي زعمت أن قوة المهام المشتركة نفذت ضربة الأربعاء قرب دير الزور – وهذا ليس صحيحاً! إنه تضليل متعمد.. مرة أخرى!».
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، ايغور كوناشينكوف، قال أمس، إن الوزارة لا تملك معلومات عن غارة جوية شنها التحالف الدولي مؤخرا على مواطنين في محافظة دير الزور. وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الحكومية قال كوناشينكوف، إنه تم إرسال طائرات بدون طيار لمسح المنطقة.
من جهة أخرى، جاء في بيان للتحالف أن «الضربة تمت بناء على طلب من القوات الشريكة التي حددت موقعا مستهدفا قالت إنه موقع قتالي لتنظيم داعش»، مضيفا أن «الهدف كان في الحقيقة موقعا قتاليا متقدما لقوات سوريا الديموقراطية». ووصفت قوات سوريا الديمقراطية ما جرى بأنه «حادث أليم.. خسرنا خلاله كوكبة من الشهداء والجرحى». وقالت في بيان إن «التنسيق جار مع التحالف الدولي للتحقيق في الحادثة ومعرفة الأسباب والظروف التي أدت إليها لمنع تكرارها في المستقبل».
وقدم التحالف «التعازي الحارة» لعناصر قوات سوريا الديمقراطية وعائلات الضحايا. وقال البيان إن «التحالف على اتصال وثيق مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية الذين أعربوا عن رغبتهم القوية في الاستمرار في التركيز على القتال ضد داعش رغم هذا الحادث المأساوي». وكانت قوات سوريا الديمقراطية ذكرت في بيان أمس، أنها بدأت مرحلة جديدة في قتال داعش، لكنها لم تبدأ بعد في مهاجمة مدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا في تأخر على ما يبدو في سير العملية. وقال البيان إن المرحلة الرابعة من الحملة تهدف إلى «تطهير ما تبقى من الريف» شمالي المدينة من مقاتلي داعش. ولم يذكر البيان موعد الهجوم على الرقة ذاتها. (وكالات)
المصدر: الخليج