أكّد خبراء أن الإقبال العالمي الكبير على المشاركة بهاكاثون الحكومات الافتراضي العالمي ضمن الدورة الخامسة لـ«جائزة تكنولوجيا الحكومات»، الذي أعلنت حكومة دولة الإمارات فتح باب المشاركات فيه حتى 30 ديسمبر 2017، دليل واضح على دخول الإمارات نادي الدول المصدرة للتكنولوجيا المتقدمة، مثل اليابان وماليزيا، ويعكس الجهود الإماراتية الحثيثة لاستشراف المستقبل والمشاركة في صنعه من خلال تحفيز العقول العالمية، وتشجع التنافس العلمي بين الشباب للدخول في مجالات التكنولوجيا المختلفة.
وأضاف الخبراء أن الهاكاثون سيكون له تأثير عميق يمتد إلى المستقبل فضلًا عن إيجاد حلول لعدد من التحديات الرئيسة التي يواجهها العالم اليوم.
وقال حمد عبيد المنصوري مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات إن هاكاثون الحكومات الافتراضي جزء لا يتجزأ من الجهود الإماراتية الحثيثة لاستشراف المستقبل والمشاركة في صنعه من خلال تحفيز العقول العالمية على تقديم رؤاهم ونتيجة جهودهم وأبحاثهم وتفانيهم للإتيان بحلول للمشكلات الراهنة والمستقبلية التي تواجه البشرية جمعاء في عصر التحولات الرقمية الكبرى.
وأضاف المنصوري أن هذا الهاكاثون يأتي منسجماً مع توجهات قيادتنا الرشيدة في العمل لتحقيق التنمية المستدامة والقائمة على المعرفة الرقمية والذكاء الاصطناعي والانخراط الفاعل في الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف: «إن فكرة الهاكاثون في حد ذاتها بمثابة تشجيع للتنافس العلمي المنفتح على أدوات العصر وعلومه. وبالنسبة لهذا الهاكاثون فهو يمتاز بأنه عابر للحدود والثقافات، وهو ينهل من أفضل التجارب العالمية وأكثرها ارتباطاً بالمستقبل. ومن يلاحظ النتائج التي خلصت إليها الدورة السابقة من الهاكاثون سيجد أن قسماً كبيراً من المشاريع يستمد حلوله من تقنيات البلوك تشين وإنترنت الأشياء والاتصال بين الآلات والبيانات الضخمة. وهذه الملامح تبدو مشتركة في المشاريع الثلاثة الفائزة، الأمر الذي يعكس اتجاه بوصلة التحول الرقمي على مستوى العالم.
إن العالم اليوم يتجه نحو التوظيف الأمثل للبيانات في سبيل استخراج الأنماط التي تساعد في اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة للتعامل مع التحديات المحلية والعالمية على السواء. وتساعد الهاكاثونات عموماً على إشاعة هذا الممارسة ونشر ثقافة تحليل البيانات.
تغيرات جذرية
من جانبه قال رضوان موصللي، نائب الرئيس الأول لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا في شركة تاتا للاتصالات: نعيش اليوم في عصر أصبح فيه العالم متصلًا ببعضه البعض بصورة غير مسبوقة لكن الأمر الأكثر أهمية أن طبيعة تلك الاتصالات تغيرت أيضًا بصورة جذرية لم نشهدها قبلًا.
لقد عجلت التقنية وتيرة التقارب العابر للحدود بين القطاعات، ويعمل التقارب التقني وتوحيد المنصات والأجهزة اليوم على رسم شكل المستقبل.
وسيمكن ذلك البشر والآلات من التفاعل بسلاسة وسهولة وبساطة أكبر. والشيء الذي لا تخطئه العين اليوم أن مستقبل العالم الرقمي أصبح متعلقًا بتريليونات من الأجهزة المتصلة وطريقة تفاعلها مع بعضها البعض.
ولا ريب أن مبادرة الحكومة الإماراتية بإطلاق هاكاثون الحكومات الافتراضي العالمي في مجال التطبيقات المبتكرة للتعهيد الجماعي خطوةٌ تلقى ترحيبًا واسعًا من مواطنيها وسيكون لها تأثير عميق يمتد إلى المستقبل يتجسد في المساعدة على خلق نظام عالمي جديد فضلًا عن إيجاد حلول لعدد من التحديات الرئيسة التي يواجهها العالم اليوم.
من جانبه قال بدر سمير طيب، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «ياهلا غلوبل تكنولوجي» الإماراتية التي ستطلق أول هاتف محمول من صنع الإمارات الأسبوع المقبل إن مبادرة «هاكاثون الحكومات الافتراضي العالمي»، التي أعلنتها حكومة الإمارات تعد مبادرة عظيمة وهي ليست امراً غريباً على حكومة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وستقدم أفضل الحلول المبتكرة لإحداث تحولات إيجابية لحياة الأفراد والمجتمعات في الإمارات والدول العربية.
وأضاف: «ستشجع المبادرة العديد من الأفراد والمستثمرين على المجيء والاستثمار في الدولة والأهم من ذلك أنه سيشجع الشباب على الدخول في مجالات التكنولوجيا المختلفة بهدف تشكيل قاعدة صلبة تسمح لنا بدخول نادي الدول المصدرة للتكنولوجيا المتقدمة ولنا في دول مثل اليابان وماليزيا مثال حي على ذلك، إن مثل هذه المبادرات الهامة تدفعنا باتجاه الطريق الصحيح للوصول إلى مراكز رائدة في الإنجازات والابتكارات التقنية عالمياً وتوجه شبابنا في هذا الاتجاه الهام.
الركيزة الرابعة
وقالت البتول الحسيني، مدير إدارة المسؤولية المجتمعية، في شركة ساب SAP الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: لقد وصلنا إلى مستوى من التداخل والترابط العالمي بين التكنولوجيا والاقتصاد والأفراد والأمم أصبح فيها العمل الجماعي والقيمة المشتركة تعتبر خياراتنا المستدامة الوحيدة.
يتجلى من خلال هاكاثون الحكومات الافتراضي العالمي اتجاه عدد متزايد من الحكومات والمنظمات غير الربحية ومؤسسات القطاعين العام والخاص إلى تضافر الجهود لمعالجة سباق المهارات الرقمية، وبالتالي ضرورة جعل القطاع العلمي (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والرياضيات) والبرمجة على وجه الخصوص الركيزة الرابعة للتعليم الأساسي لتصبح القراءة، الكتابة، الحساب والبرمجة.
وقال أحمد عودة، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى في إم وير: يعتبر هاكاثون الحكومات الافتراضي العالمي لفتة رائعة من الإمارات ويؤكد مكانة الدولة البارزة على صعيد الابتكارات الحكومية العالمية، ولا شك أن هاكاثون الحكومات الافتراضي سيلعب دوراً محورياً في تعزيز الخدمات الحكومية عبر الجمع بين القدرات التي توفرها مبادرات التحول الرقمي من جهة وبين الأفكار الجريئة لدى الشباب.
وباستخدام تطبيقات الجوال، يمكن للمؤسسات الحكومية في الشرق الأوسط وفي كافة أنحاء العالم تحقيق مستويات جديدة من الإنتاجية والعمل الجماعي وتعزيز العائدات. ويمكن للحكومات أن توفر خدمات مبتكرة عبر الجوال لتسهيل وتسريع التواصل مع المواطنين والمقيمين والتنبؤ باحتياجاتهم، فضلا عن مساعدتهم على اختصار الوقت والكلفة اللازمة للحصول على الخدمة.
المصدر: البيان