دانت دولة الإمارات العمليات البرية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة المحتل، معربة عن قلقها البالغ جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد بوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين. وشددت وزارة الخارجية على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، مؤكدة أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني، والمعاهدات الدولية التي تضمن حمايتهم وحقوق الإنسان، وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع. وأكدت الوزارة أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، الذي يدعو إلى «هدنة إنسانية»، ووقف الأعمال العدائية في غزة، باعتباره خطوة مهمة لوقف التصعيد والتهدئة وحماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم. وشددت الوزارة على أن الأولوية العاجلة هي إنهاء عمليات التصعيد العسكري، وحماية المدنيين، وتأمين فتح ممرات إنسانية، والسماح بإيصال المساعدات إلى قطاع غزة بشكلٍ آمن وعاجل ومستدام، ودون عوائق.
وكانت إسرائيل قد وسّعت، أمس، عمليتها البرية في غزة، حيث أرسلت دبابات ومشاة مدعومة بضربات جوية مكثفة من الجو والبحر، خلّفت دماراً في غزة يشبه آثار «زلزال». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن «الأرض اهتزت في غزة»، وإن الحرب ضد حركة حماس دخلت مرحلة جديدة. وفيما حذرت الأمم المتحدة من أن عملية برية إسرائيلية واسعة النطاق في القطاع، قد تؤدي إلى «مقتل آلاف المدنيين الإضافيين»، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 7703، بينهم 3500 طفل، منذ بدء القصف الإسرائيلي على القطاع قبل ثلاثة أسابيع.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس، أن الحرب مع حماس في غزة «دخلت مرحلة جديدة»، بعد ليلة من القصف الكثيف للقطاع المحاصر، والاشتباكات على الأرض مع مقاتلي الحركة. وقال غالانت في مقطع مصور نشره مكتبه «لقد دخلنا مرحلة جديدة في الحرب. اهتزت الأرض في غزة».
وأضاف «لقد هاجمنا مواقع فوق الأرض وتحت الأرض. سنبقى أقوياء ودقيقين، وسنطارد كل مهاجم».
وتشير تصريحاته إلى التصعيد التدريجي لما يتوقع أن يتطور إلى هجوم بري شامل في شمال غزة.
وأدى القصف، الذي وصفه سكان غزة بأنه الأعنف خلال الحرب، إلى انقطاع معظم الاتصالات في غزة. وأضاءت انفجارات ناجمة عن الغارات الجوية المستمرة سماء مدينة غزة لساعات بعد حلول ليل الجمعة، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه يوسّع عملياته البرية في القطاع، في إشارة إلى اقترابه من غزو شامل لغزة، يهدف إلى سحق حركة حماس.
ونشر الجيش صوراً غير واضحة السبت، تظهر طوابير من الدبابات تتحرك ببطء في مناطق مفتوحة في غزة، والعديد منها بالقرب من الحدود على ما يبدو، وقال إن الطائرات الحربية قصفت العشرات من أنفاق حماس والمخابئ تحت الأرض.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه «ضرب 150 هدفاً تحت الأرض» في شمال قطاع غزة ليل الجمعة السبت. وجاء في بيان نشر بعد ليلة من الضربات الإسرائيلية الكثيفة على قطاع غزة، «خلال الليل ضربت الطائرات المقاتلة 150 هدفاً تحت الأرض في شمال قطاع غزة، من بينها أنفاق تستخدمها حماس، ومواقع قتال تحت الأرض، ومنشآت أخرى». وقال الجيش الإٍسرائيلي من جهة أخرى، إنه قتل المسؤول في حماس عصام أبوركبة، المكلف «المظلات الشراعية الآلية، والمسيّرات، ومعدات الرصد والدفاع الجوي».
وقال مدير إعلام الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل «مئات البنايات والمنازل دمرت كلياً، وآلاف الوحدات تضررت جراء القصف»، مضيفاً أن عمليات القصف الكثيفة أدت إلى تغيير معالم غزة ومحافظة الشمال. وفي مخيم الشاطئ للاجئين قرب مدينة غزة، أحدث القصف أضراراً كبيرة. ووصف علاء مهدي من مخيم الشاطئ ما حصل في المخيم من دمار جراء القصف الإسرائيلي بأنه زلزال، وأضاف «ما حصل في الشاطئ زلزال، بل أعنف من زلزال… هذه مجزرة، إنه إعدام بشري». وتركزت أعنف عمليات القصف، بحسب الشهادات، في المناطق المحيطة بمستشفى الشفاء في مدينة غزة والمستشفى الإندونيسي في جباليا شمال القطاع.
وطالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، بغالبية كبيرة بـ«هدنة إنسانية فورية»، في اليوم الـ21 للحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إنها «تشعر بقلق بالغ» إزاء التقارير الواردة عن قصف قرب المستشفيين. وأضافت أن المشارح ممتلئة، وأكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال، داعية إلى هدنة إنسانية، وإطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين رهائن.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن الوضع يمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى.
من جانبه، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، أمس، من أن عملية برية إسرائيلية واسعة النطاق في قطاع غزة قد تؤدي إلى مقتل آلاف المدنيين الإضافيين. وقال تورك في بيان صدر في جنيف، «في ضوء الطريقة التي جرت بها العمليات العسكرية حتى الآن، وفي سياق احتلال يعود إلى 56 عاماً، أطلق تحذيراً من عواقب قد تكون كارثية لعملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة».
وقال «إضافة إلى بؤس المدنيين ومعاناتهم، فإن الضربات الإسرائيلية على منشآت الاتصالات وانقطاع الإنترنت الذي نجم عنها، تحرم سكان غزة في الواقع أي وسيلة لمعرفة ما يجري عبر القطاع، وتقطعهم عن العالم الخارجي». وتابع «لم يعد بوسع سيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني معرفة موقع المصابين أو آلاف الأشخاص الذين يعتقد أنهم مازالوا تحت الأنقاض».
ومن الجانب الفلسطيني، ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي المستمر إلى 7703 قتلى، بينهم 3500 طفل وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة أمس.
وقالت الوزارة إن «الاحتلال ارتكب 53 مجزرة في قصف عنيف يوم (الجمعة)، وارتفع عدد القتلى نتيجة العدوان الإسرائيلي إلى 7703، من بينهم أكثر من 3500 طفل». كما تم تدمير نحو 177 ألفاً و781 وحدة سكنية منذ السابع من أكتوبر.
من جهة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي أمس، إنه أحبط عملية إطلاق صاروخ أرض – جو، من لبنان على إحدى طائراته المسيّرة.
وفي بيروت، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، إجراء اتصالات ومساع وجهود دبلوماسية وسياسية عربياً ودولياً لوقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان وغزة.
المصدر : الامارات اليوم