تسبب استمرار تساقط الثلوج طوال اليومين الماضيين في تعطيل حركة الحياة اليومية في مجالات مختلفة، ليس فقط في بلجيكا وإنما في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي ومنها هولندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، حيث تأثرت المطارات وحركة السير على الطرق السريعة وقطارات اليوروستار التي تربط بريطانيا مع فرنسا وبلجيكا إلى جانب حركة القطارات الداخلية بين عدد من المدن الأوروبية. وصاحب تساقط الثلوج، ارتفاع في درجة البرودة والتي أدت إلى قلة حركة السير للمواطنين في الشوارع والأماكن العامة.
ففي العاصمة البلجيكية أعلنت السكك الحديدية عن توقف حركة القطارات من وإلى بروكسل في الحادية عشرة صباحا وحتى إشعار آخر، كما تعطلت حركة القطارات في مناطق أخرى ووصل الأمر إلى توقف تام نتيجة ارتفاع نسبة الثلوج وتجمد الأجهزة.
وبالنسبة لحركة الطائرات، فقد جرى الإعلان عن إغلاق مطار لياج، القريب من الحدود مع ألمانيا وهولندا وتأخرت حركة إقلاع وهبوط الطائرات في مطار شارلوا، القريب من العاصمة. وفي مطار زافنتم ببروكسل ارتبكت رحلات الطيران ووجهت إدارة المطار النصيحة للمسافرين بالخروج مبكرا من منازلهم لتفادي القدوم متأخرا إلى المطار. وأوضحت إدارة الطرق أن كل الجهود التي بذلت خلال الليل وفجر الثلاثاء لإعادة فتح الطرقات لم تفلح في التخفيف من الاختناقات المرورية في مختلف أنحاء البلاد، وامتدت طوابير السيارات والمركبات لمسافات طويلة.
وأشارت إدارة الطرق والمركبات إلى أن الكثير من الأنفاق والطرق الفرعية والأساسية في مدينة بروكسل مغلقة تماما بسبب تراكم الثلوج، مما تسبب في اضطراب كبير في حركة المواصلات العامة في العاصمة، بينما تعطلت شبكة المواصلات بشكل شبه كامل في شمال البلاد. وتوقع المعهد الملكي للأرصاد الجوية أن تبدأ موجة الثلوج بالانحسار اعتبارا من بعد ظهر الثلاثاء، مع ظهور بسيط لأشعة الشمس، مشيرا إلى أن درجات الحرارة ستميل إلى الارتفاع بشكل طفيف خلال الأيام القليلة المقبلة. وجاءت الثلوج وبرودة الطقس بعد أيام من شروق الشمس واعتدال الطقس وشهدت بلجيكا خلال الأسبوع الماضي ارتفاعا «حادا» في درجات الحرارة قياسا بهذه الفترة من السنة، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 19 درجة مئوية في بعض المناطق.
وفي ألمانيا أغلق مطار فرانكفورت الدولي أبوابه أمام حركة الطيران قبل ظهر أمس (الثلاثاء) بسبب الفوضى التي تسبب فيها الهطول الكثيف للثلوج. وقال شتيفان شولته، رئيس مجلس إدارة الشركة المشغلة للمطار (فرابورت) في فرانكفورت، إنه من المحتمل استئناف حركة الطيران نحو الساعة الواحدة والنصف ظهر أمس، حيث من المتوقع توقف تساقط الثلوج. وأوضح شولته أن حركة الطيران توقفت بسبب كثافة طبقة الثلوج على مدارج الهبوط، مشيرا إلى أن كاسحات الثلوج لم تنته بعد من إزالتها. وأضاف شولته أن أطقم العاملين بشركات الطيران واجهت مشكلات في الوصول إلى المطار في الموعد المحدد للعمل بسبب سوء الأحوال الجوية. وكان شولته أعلن من قبل إلغاء ما يتراوح بين 200 و300 رحلة بسبب فوضى الثلوج.
وفي فرنسا خرجت طائرة تابعة لشرطة الخطوط التونسية، ظهر أمس، عن مدرج مطار «أورلي» وذلك أثناء هبوطها في باريس وهي تنقل 140 مسافرا. ولم يتسبب الحادث الناجم عن موجة الصقيع التي ضربت فرنسا، في إصابات لأي من ركابها.
وقال متحدث باسم المطار إن الطائرة الآتية من جزيرة جربة التونسية، أكملت سيرها بهدوء إلى جانب المدرج، لحين توقفها تماما. وأضاف أن هناك لجنة استجواب بصدد الاستماع إلى الطيار لمعرفة السبب الدقيق لجنوح الطائرة. وبعد ساعة من الهبوط، تم إخلاء الركاب ونقلهم إلى محطة الوصول في المبنى الجنوبي من «أورلي» والمخصص للرحلات الخارجية.
وشلت الثلوج التي هطلت على مناطق شمال فرنسا، طوال يوم أمس، حركة المرور، لا سيما في مقاطعة «النورماندي» والعاصمة وضواحيها، وحرمت مئات الآلاف من التوجه إلى مدارسهم وأعمالهم بسبب تحول الطرقات إلى سطوح متجمدة تساعد على انزلاق السيارات وتزحلق المارة. كما اصطفت المئات من شاحنات النقل الضخمة على جوانب الطرق الخارجية بعد تعذر مواصلتها رحلاتها. وتولت فرق الطوارئ نقل الركاب إلى صالات المدارس والبلديات التي تمت تهيئتها كملاجئ لقضاء الليل.
وكان من أبرز تداعيات موجة الصقيع تعليق حركة النقل بقطارات «يوروستار» ما بين فرنسا وبريطانيا، حتى إشعار آخر. وكانت بلجيكا ومنطقة شمال فرنسا قد عاشت ليلة من الرياح وتساقط كميات كبيرة من الثلوج ومن طقس سيئ ورياح وضباب لا يسمح بالرؤية.
وعلى صعيد حركة النقل العام الداخلية، وجهت دائرة السكك الحديد في فرنسا، بعد ظهر أمس، نداءات عبر وسائل الإعلام دعت فيها مستخدمي القطارات إلى تفادي الخروج وتأجيل مواعيدهم. كما دعت سكان العاصمة إلى مغادرة أعمالهم في وقت مبكر تحسبا للمزيد من موجات الثلوج وتراكمها على الأرصفة.
المصدر: الشرق الأوسط