حملت ممارسات قطر وتعنتها، الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لخنق الإرهاب المرعي قطرياً، وآخرها القائمة الثانية للكيانات الإرهابية، وأكدت الدول الأربع أن لا حلول وسطاً بشأن الأزمة مع قطر، فيما شددت الإمارات العربية المتحدة أن خطاب قطر مكابر وغياب الموضوعية لدى الدوحة يعقّد الأزمة ويبعد حلّها.
وأعلنت مصر أن لا تراجع عن المطالب المشروعة، داعية قطر إلى وقف تدخلاتها ووقف دعم الإرهاب.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، معالي الدكتور أنور قرقاش، في تغريدات على «تويتر»، إن «الخطاب القطري الحالي مكابر وعالي الصوت ويفتقد إلى النفس الخليجي التقليدي»، مشيراً إلى أن «الخطاب يفتقد الصراحة مع ماضيه وممارسته، بل يريد أن يفرض تسويته بشروطه».
وأضاف أن «مظلومية التصريحات القطرية مذهلة، وتحمل المسؤولية عن السلوك غائب تماماً، وكأن الدول الأربع اتخذت إجراءاتها لأن المنطقة بحاجة لمزيد من التوتر».
وأوضح أنه، «بقدرة قادر أصبحت مكافحة الإرهاب والسيادة وعدم التدخل أولويات قطرية، كم نوّد أن نصدق الطرح الإعلامي الجديد ولكن السجل ماثل أمامنا بكل مأساوية». وأكد أن «الخروج من الأزمة يعرقله عدم الإقرار بضررك على جيرانك، وغياب الموضوعية يقود لتعقيد الأزمة في دهاليز الشكاوي، طريق مظلم لن يؤدي إلى نتيجة».
حل متكامل
في الأثناء، أبلغت مصر أمس، الاتحاد الأوروبي أن الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لن تقبل بحلول وسط في الأزمة الدبلوماسية مع قطر.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري بعد مباحثات مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بروكسل، إن قطر يجب أن تقبل كل طلبات الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.
وأضاف شكري في مؤتمر صحافي أن «الأمر غير قابل للحلول الوسط، لا يمكن الوصول لحلول وسط مع أي شكل من (أشكال) الإرهاب، لا يمكننا التسوية أو الدخول في أي شكل من التفاوض».
وتابع، «فقط حين تتخذ قطر الإجراءات الضرورية التي تسير في اتجاه القبول بأن تكون شريكاً في الحرب ضد الإرهاب، سيتم حل الأزمة».
وأكد شكري أن قطر «تؤوي عناصر مرتبطة بأيديولوجيات إرهابية وأيديولوجيات متطرفة». وكررت موغيريني، التي التقت الأحد الماضي، أمير الكويت الذي يقوم بوساطة لحل الأزمة، دعوتها لعقد مباحثات لحل الأزمة الدبلوماسية.
وقالت، «نحن في أوروبا ننظر إلى هذا الأمر بوصفه حاجة ليس فقط لدولة واحدة ولكن لكل الدول»، مشددة على أن أوروبا تشاطر مصر «التزاماً واضحاً بمحاربة الإرهاب».
وأضافت أن أوروبا تعتقد أن المباحثات التي تتوسط الكويت لإجرائها «يمكن وينبغي أن تبدأ كونها أمراً عاجلاً» لتخفيف التوتر الذي يقوض جهود مكافحة الإرهاب.
وأوضحت موغيريني أن «أوروبا ستستمر في الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع كل الدول المعنية» بالأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة في الخليج.
لا تراجع
من جهته، رد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على سؤال لمواطن مصري يدعى هشام الفخراني، حول موقف مصر من قطر، وذلك خلال مؤتمر الشباب، الذي يعقد بمدينة الإسكندرية.
وقال السيسي: “مستمرون على موقفنا، ولن نتراجع لحظة، لأن مطالبنا مشروعة”.
وأضاف أن المنطقة على مدى 7 سنوات تعاني من التدخل في شؤونها وبسبب وجود دعم للجماعات المتطرفة فيها، متابعاً: “المنطقة دي بتدمر وتتخرب ومصر مش بعيدة عن ده”.
وأضاف الرئيس المصري، أن مصر أعلنت أنها لن تتدخل في شؤون الدول وأنها لا تتآمر ضد أحد، لأن التآمر بين الدول هو الذي دمر المنطقة، وجعل مستقبلها على المحك لسنين طويلة قادمة، قائلاً: “إحنا مطالبنا مشروعة، بنقول عدم التدخل، ووقف دعم الجماعات المتطرفة، مصر مستمرة، ولن تتراجع لحظة في هذا الموضوع”.
خلاف
يأتي ذلك فيما ما زالت قطر على عنادها بشأن الاستجابة لمخاوف الجيران ووقف دعم الإرهاب، إذ واصلت تهربها من حل الأزمة عبر وقف دعم الإرهاب والتطرف، مؤكدة أن خلافها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «جذري» ما يكشف عن تمسكها بدعم الإرهاب، وهو أول مطالب الدول الأربع.
وذكر سفير قطر لدى روسيا، فهد بن محمد العطية، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الروسية موسكو، أمس، أن أصل الخلاف بين قطر وبين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «خلاف جذري»، ما يشير إلى رفض وقف دعم الدوحة للإرهاب.
المصدر: البيان