وقعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، اتفاقية مع شركة فرنسية عالمية، خلال الشهر الماضي، لتكون الإمارات بذلك أول دولة في العالم تستخدم فيها تقنية جديدة، وهو جهاز مصنوع من مادة التيتانيوم في حجم «عود الثقاب»، ولا يتعدى طوله 5 سنتيمترات، ويوضع تحت الجلد ويحتوي على مضخة متناهية الصغر تقوم بضخ الجرعة اليومية اللازمة لمريض السكري من النوع الثاني بشكل منتظم ودائم حتى ستة أشهر، وأفادت الشركة بأنه بحلول منتصف العام المقبل من المتوقع أن تصل مدة فعالية الجهاز إلى 12 شهراً.
وأعلنت الوزارة، أنه سيتم تسجيل هذه التقنية في دولة الإمارات في غضون 3 أشهر من الآن، وذلك بمجرد إجازة واعتماد هذه التقنية من منظمة الأغذية والدواء الأميركية، مشيرة إلى أنه سيتم تداول هذا الجهاز في السوق الدوائي بدولة الإمارات مطلع العام المقبل، ويمكن أن تستخدمه الجهات الصحية الحكومية أو الخاصة.
وقال الدكتور أمين حسين الأميري الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص: إن هذا الدواء ينتمي إلى مجموعة GLP-1 في الجسم، والذي يقوم بدوره بحث البنكرياس على ضخ الأنسولين، ويعتبر أول دواء من هذه المجموعة لا يعطى عن طريق الحقن، مشيراً إلى أنه سيتم تدريب الأطباء والممرضين على استخدام وتركيب هذه التقنية تحت جلد المريض.
ولفت الأميري، إلى أن هذه التقنية لا تستخدم للأطفال أو من يعانون الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، حيث يحتاج هؤلاء إلى الأنسولين بشكل دائم، مؤكداً أن هذه التقنية تعالج مرضى السكري من النوع الثاني، حيث سيتمكن المريض من استخدام هذا الجهاز بمفرده، أو بالإضافة إلى بعض الأدوية القليلة، على أن يحدد ذلك الطبيب المعالج.
وأكد الأميري، أن التقنية العالمية الحديثة، ستغني المريض عن الأدوية التي تحفز البنكرياس، على إفراز الأنسولين بالكمية الكافية لمدة تتراوح بين 6 أشهر وعام، يتم بعدها استبدالها بقطعة أخرى تغني مرضى السكري عن استخدام الأدوية والحقن اليومي، منوهاً بأنه تم الاتفاق مع الشركة الفرنسية المنتجة، أن يتم إجراء بعض الدراسات الإكلينيكية والسريرية في الإمارات وعلى بعض المرضى بالدولة، إذا تطلب الأمر ذلك، وذلك بغرض تطوير هذا المنتج.
وقد أثبتت الأبحاث العلمية والدراسات العالمية خلال الفترة الماضية، فاعلية هذا الدواء في تخفيض نسبة السكر بالدم إضافة إلى إنقاص الوزن، وبالتالي سوف يسهم هذا الدواء في مساعدة مريض السكرى من النوع الثاني على الالتزام بجرعته العلاجية اليومية مما يسهم في زيادة نسبة التحكم في مستوى السكر بالدم وتجنب مضاعفات المرض.
ولفت الأميري، إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع هي الجهة الرسمية المصرح لها بتسجيل أي صنف دوائي جديد أو مستلزم طبي حديث والتصريح بذلك حسب المعطيات والحاجة الفعلية بالتنسيق ومن خلال اللجنة العليا للتسجيل والتسعيرة الدوائية بالدولة.
وأفاد الأميري، أن إدخال هذه التقنية في الإمارات لتكون أول دولة في العالم، يأتي في إطار خطة وزارة الصحة ووقاية المجتمع لمواجهة مرض السكرى وتوفير أحدث الأنظمة العلاجية العالمية، ومن منطلق ريادة دولة الإمارات وسعيها الدائم لتوفير أحدث الابتكارات لمواطنيها والمقيمين لديها، وتميّز الإمارات عالمياً في تسجيل الأدوية المبتكرة كخامس أفضل دولة بالعالم حسب إفادة الشركات العالمية المصنعة للدواء.
المصدر: الاتحاد