شارك حوالي 14 ألف شخص في مراسم تشييع جثمان أسطورة الملاكمة الراحل محمد علي، كان هو نفسه قد أعدها قبل وفاته.
وعكست أعداد المشاركين في المراسم التي أقيمت في بلدة لوزفيل، في ولاية كنتاكي، مسقط رأسه الرياضي الراحل، طيفا واسعا من المنتمين لمختلف الأجناس ومعتنقي الأديان.
وبعد تلاوة آيات من القرآن، أثنى عدد كبير من المتحدثين على إنجازات محمد على الرياضية والاجتماعية والسياسية، وكذا التزامه بالسلام وحقوق الإنسان ورفضه التنازل عن مبادئه.
ووصف بيان صادر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما علي بأنه أكبر وألمع وأكثر الشخصيات تأثيرا في عصره.
وناشدت أرملة علي الناس التمسك بتراثه المتمثل في مبادئ اللاعنف والسخاء والاحترام للجميع.
وقرأ الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون كلمات التأبين الأخيرة في مراسم تشييع علي.
واستغل الحاخام مايكل ليرنر، رئيس تحرير مجلة يهوجية تقدمية، خطابه لشن هجوم حاد على الظلم الواقع على السود والمسلمين.
وقال “أفضل طريقة لتكريم محمد علي هو أن نكون محمد علي اليوم..ارفعوا أصواتم وارفضوا اتباع طريق الخضوع”
وقضى أسطورة الملاكمة الراحل 10 سنوات وهو يخطط لمراسم التشييع كي تعكس كل الأجناس والأديان.
وهتفت الجماهير لدى مرور موكب التشييع الذي يحمل نعش الراحل وهو في طريقه الى مقبرة المدينة حيث ووري الثرى في مراسم خاصة لم يحضرها سوى اهله واصدقائه.
وكان الملاكم والناشط الحقوقي قد توفي يوم الجمعة الماضي عن عمر ناهز 74 عاما.
وكان ضمن من حملوا نعش محمد علي الممثل ويل سميث &ndash الذي ادى دور الراحل في فيلم “علي” والملاكم السابق لينوكس لويس، فيما سيلقي الرئيس السابق بيل كلينتون كلمة يؤبن فيها الراحل.
وقال لينوكس لويس إن حمل نعش محمد علي يعتبر شرفا، وإن ذكرى الملاكم الراحل لن تنطفيء. “وستظل عبارة “اسبح كفراشة، والدغ كنحلة” في ذاكرة الجميع. هو (محمد علي) رمز وأسطورة في الملاكمة”.
وأوردت تقارير عن أن البعض حاول بيع التذاكر المجانية لحضور الجنازة عبر الإنترنت. وقال المتحدث باسم عائلة محمد علي، بوب غانيل، إن “استاء بشكل شخصي” من محاولات التربح من الجنازة.
وحضر الجنازة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن. كما تحضر كبيرة مستشاري البيت الأبيض، فاليري جاريت، التي كانت على صلة بالملاكم الراحل، نيابة عن الرئيس الأمريكي.
وتغيب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن المشاركة في التشييع لحضور حفل تخرج ابنته الكبرى، ماليا. لكن أوباما قال في رسالة مسجلة: “خسرنا رمزا هذا الأسبوع. شخص، في نظري، حرر عقول الأمريكيين من أصل أفريقي ليفخروا بأنفسهم”.
وانطلق الموكب الجنائزي في الساعة العاشرة و35 دقيقة من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي للويفيل، متأخرا بساعة تقريبا عن موعده المقرر.
وطاف الموكب في شوارع المدينة التي اكتظت بالمشيعين، مارا بمنزل طفولته ومركز علي ومركز الارث الافريقي الامريكي ثم عرج على جادة محمد علي التي اطلق عليها اسم الراحل.
ولوحت الجماهير بأيديها لدى مرور الموكب، والتقطت الصور وهتفت “علي، علي”.
وقد غادر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة دون أن يشارك في الجنازة التي سافر من أجلها، بحسب ما أعلنه مسؤولون أتراك.
ولم يوضح مكتب إردوغان سبب إنهاء الزيارة قبل الموعد المحدد. لكن وكالة دوغان الخاصة نقلت عن مصادر قولها إن الرئيس التركي غضب لأن منظمي الجنازة لم يسمحوا له بأن يضع قطعة من كسوة الكعبة على نعش محمد علي.
كما قالت الوكالة إن المنظمين رفضوا أيضا طلبا بأن يرتل رئيس إدارة الشؤون الدينية التركية بعض أيات القرآن خلال مراسم الدفن.
وشملت قائمة المتحدثين الصحفي الرياضي بريانت غامبل، وابنة الناشط الحقوقي مالكولم إكس، عطا الله شباز، وكذلك زوجة علي، لوني، وابنتيه مريم وراشدة.
وبدأت مراسم التشييع يوم الخميس بصلاة جنازة للمسلمين، حضرها 14 ألف شخص. وقال إمام الصلاة، زيد شاكر، إن محمد علي أراد أن تكون جنازته “لحظة عظة”.
وكان من بين الحضور في صلاة الجنازة وكيل الملاكمين، دون كينغ، والناشط الحقوقي جيسي جاكسون، والمغني يوسف إسلام.
ويأمل الأمريكيون المسلمون الذين حضروا الجنازة وشاهدوها عبر التليفزيون أن تسهم صلاة الجنازة الجهرية في تعريف الأمريكيين بالإسلام وطقوسه.
وكان علي قد تحول إلى الإسلام عام 1964، وغير اسمه من خاسيوس كلاي، الذي اعتبره “اسم العبودية”.
وانضم في البداية إلى حركة “أمة الإسلام”، وهي حركة انفصالية للأمريكيين من أصول أفريقية، ثم انفصل عنها لاحقا.
وخاض محمد علي 61 مباراة ملاكمة احترافية، خسر خمسة منها، وفاز في 37 بالضربة القاضية.
وكثرت الشائعات عن صحة محمد علي بعد فترة قصيرة من تقاعده. وأُعلنت إصابته بالشلل الرعاش، لكنه استمر في الظهور في الأحداث العامة، وقوبل بحفاوة أينما ذهب.
وأضاء علي شعلة دورة ألعاب أطلنطا عام 1996، كما حمل العلم الأولمبي في افتتاح أولمبياد لندن عام 2012.
وأطلقت عليه مجلة “سبورتس الستريتد” لقب “رياضي القرن”.
المصدر: الإتحاد