جاءت حملة «القائمة السوداء» التي أطلقها المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني، معززة لدور الشعوب العربية في مكافحة الإرهاب، والكشف عن العناصر والكيانات المتورطة في دعم وتأييد الإرهاب، جنبًا إلى جنب والخطوات والقوائم الرسمية الأخرى التي يتم الإعلان عنها وتتضمن الكشف عن العناصر الإرهابية.
وتأتي تلك المبادرة داعمة للحراك الشعبي ضد الإرهاب، كما تخلق زخمًا على الساحة العربية وعبر ساحات مواقع التوصل الاجتماعي يتاح فيه للمواطن أن يضيء بنفسه على أسماء بعينها يعتقد بكونها داعمة ومؤيدة للإرهاب، في حالة تشاركية مع الأجهزة المعنية في الدول العربية، تعظيمًا لدور المواطن في مكافحة الإرهاب، واستخدامًا من قبل دول مكافحة الإرهاب لكل أدواتها المتاحة في مواجهة قطر.
مواجهة الأبواق
ووصف أمين لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني طارق الخولي، تلك الحملة بكونها «خطوة رائعة في إطار المواجهة القائمة الآن مع قطر» لا سيما وأن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في تلك المواجهة بحاجة إلى أن تستخدم كل الطرق وكل الأدوات لمواجهة الدول الداعمة للإرهاب وعلى رأسها الدوحة، وكذا مواجهة الأبواق الإعلامية والمفكرين وأي شخصيات أخرى يثبت دعمها وتأييدها للإرهاب.
واعتبر في تصريح لـ «البيان» أن المواجهة من خلال مواقع التواصل هي مواجهة شعبية تضيء على كل الأشخاص الداعمين للإرهاب فكريًا أو ماليًا أو حتى يؤيدونه. ورأى أن تلك الحملة هي جزء من الحراك الشعبي في مواجهة الإرهاب، وخطوة جيدة على طريق تلك المواجهة، خاصة أن الطرف الآخر يستخدم كل أدواته من أجل إحباط الرباعي العربي، وبالتالي تأتي تلك النوعية من المبادرات كنوع من استخدام كل الوسائل والأدوات المتاحة لكشف داعمي الإرهاب.
حملات سابقة
وانطلقت حملات مشابهة في دول عربية في وقت سابق، من بينها مصر، التي أفرز التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية فيها في الكشف عن العديد من العناصر الإرهابية، خاصة في سيناء، وكان من بين مصادر المعلومات التي تستقي منها قوات إنفاذ القانون في شمال سيناء معلوماتها هم الأهالي الذين كان لتعاونهم مع أجهزة الأمن نتائج إيجابية واسعة ومحل إشادة. ومن بين الخطوات المشابهة والتي تأتي تعظيمًا لدور المواطن في استراتيجيات مكافحة الإرهاب كذلك الخط الساخن الذي كان قد تم إطلاقه في وقت سابق في مصر لتلقي بلاغات المواطنين حول المنظمات والعناصر والعمليات الإرهابية.
إشراك في المكافحة
ورأى الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء طلعت مسلم، أن تلك الخطوة المتعلقة بنشر المواطنين العاديين في الدول العربية لأسماء كل من يعتقدون بتورطه في دعم ومساندة الإرهاب أيًا كان هي تجربة مُهمة في إطار إشراك المواطنين في استراتيجية مكافحة الإرهاب، مشددًا على أن هنالك تجارب شبيهة في مصر حققت بعض النجاح، من بينها تجربة سابقة لتخصيص خط تليفون ساخن للإبلاغ عن أية عناصر إرهابية أو متطرفة.
وقال إن الحملة تحقق فكرة التعاون بين الشعب والجيش والشرطة، بين المواطنين والدولة، في مكافحة الإرهاب، وتعزز من دور المواطن في الدول العربية في مكافحة الإرهاب، وهو جهد مطلوب ينتظر أن يحقق بعض النجاح. مشددًا على أن الأجهزة المعنية في مثل تلك الحالات تقوم بأخذ المعلومات والأسماء وتقوم بفحصها واختبارها وتنقية قوائم الأسماء التي تصلها لتحديد الشخصيات المثبت تورطها في دعم الإرهاب.
وتأتي تلك القوائم السوداء التي يشارك النشطاء والمواطنون في وضعها عبر الحملة التي أطلقها القحطاني في خط متواز مع قوائم رسمية تعدها دول عربية، ومن بينها القوائم التي يعلن عنها الرباعي العربي وتتضمن عناصر وكيانات إرهابية.
الكشف عن الداعمين
بدوره، أشاد المحلل السياسي الليبي ناصر الهواري (رئيس المرصد الليبي لحقوق الإنسان) بحملة «القائمة السوداء» على اعتبارها خطوة مهمة في إطار الكشف عن داعمي ومؤيدي الإرهاب في المنطقة، كما اعتبرها خطوة لوضع هؤلاء تحت الأنظار ومراقبتهم سواء أفراد أو جماعات ومؤسسات، بما يسهم في وضع استراتيجية عامة للمواجهة، على أن تتم محاسبة هؤلاء الذين ترد أسماؤهم في القائمة عقب تتبعهم والتأكد من وجود أفعال ارتكبوها يمكن محاسبتهم من خلالها في ظل وجود أسانيد ودلائل تؤكد ذلك.
ولفت في تصريح لـ «البيان» إلى أنه بالنسبة لليبيا، فهنالك قائمة كانت قد أعلنتها لجنة الدفاع بمجلس النواب الليبي تضم حوالي 75 شخصًا من داعمي ومؤيدي الإرهاب. وشدد على أن داعمي الإرهابي ومؤيديه في ليبيا من بينهم أعضاء سابقين بمجلس الشعب وقيادات ليبية سابقة، داعمين ومساندين لجماعة الإخوان وقطر التي تعتبر الداعم الأول لكل الجماعات والعناصر المتطرفة هناك.
المصدر: البيان