احتفلت القيادة العامة للقوات المسلحة أمس، بتخريج الدفعة السادسة من منتسبي الخدمة الوطنية، بعد انتهاء فترة التدريب الأساسي التي استمرت أربعة أشهر في مختلف مراكز التدريب.
وسينتقل المجندون بعد ذلك إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة التدريب التخصصي التي يوزّع فيها المجندون على الوحدات المختلفة.
وخضع المجندون لبرنامج تدريبي متكامل لأربعة أشهر، في المراكز الأربعة في الدولة، وهي مراكز تدريب العين وسيح اللحمة ومعسكر ليوا في المنطقة الغربية ومعسكر المنامة في عجمان الذي تم تطويره وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، ما يؤكد حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على الارتقاء بالمنظومة التدريبية للبرنامج وتطويرها وتعزيزها بمناهج عالية المستوى، لضمان تحقيق الأهداف الاستراتيجية المنشودة منه.
وقدم الخريجون عروضاً عسكرية أبرزت جاهزيتهم للدفاع عن تراب الوطن والذود عن حياضه، بروح وطنية عالية، حيث قدم خريجو الدفعة السادسة استعراضات عسكرية لما تلقوه في ميادين التدريب عكست مهاراتهم ومستوى تأهيلهم في كل التخصصات.
وأبرزت تلك العروض ما تحلّوا به من روح معنوية عالية، جسدت مقدار من يحملونه من ولاء وانتماء وحب لخدمة وطننا الغالي والذود عنه والتضحية من أجله.
مركز تدريب ليوا
وشهد اللواء الركن محمد سلطان المسايبة، قائد سلاح الإشارة، حفل تخريج الدفعة السادسة في مركز تدريب ليوا بالمنطقة الغربية الذين يمثلون كوكبة من أبناء الوطن الذين لبوا نداء الوطن للتدريب الأساسي من دورات الخدمة الوطنية.
بدأ الاحتفال، بوصول راعي الحفل إلى المنصة الرئيسية، ثم تليت آيات من الذكر الحكيم، بعدها مرّ الخريجون أمام المنصة الرئيسية على هيئة استعراض عسكري عكس مهاراتهم العسكرية والتدريبية.
وألقى قائد مركز تدريب المستجدين في معسكر ليوا، كلمة قال فيها إن التحاق أبنائنا بالخدمة الوطنية والاحتياطية، يدل على حسهم الوطني وحماسهم الجلي، وهو دليل قاطع على المكانة التي تحظى بها قواتنا المسلحة في قلوب أبناء الإمارات، وعقولهم، مرحبين بقرارهم للالتحاق والانضمام إلى إخوانهم من أبناء الوطن الذين يؤدون الخدمة الوطنية، ليتدربوا ويخدموا ويدافعوا عن وطنهم، وها هم اليوم، قد أنجزوا المرحلة التدريبية المقررة وما اشتملت عليه من موضوعات مختلفة كالتدريب على المشاة العسكرية والأسلحة والرماية ومهارة الميدان واللياقة البدنية ورياضة الجيوجيستو، فضلاً عن تلقيهم للمحاضرات الوطنية وغيرها.
وقال: إن هناك أياماً خلدها التاريخ بدماء طاهرة، وها نحن اليوم على مشارف تخليد يوم الشهداء الذي يصادف الثلاثين من نوفمبر الجاري؛ هذا اليوم سيخلد في ذاكرة الوطن ووجدان أبنائه، بما قدموه من تضحيات في سبيل واجبهم الوطني ولنصرة المظلوم ومدّ يد العون للصديق. ونسأل الله أن يسكن شهداؤنا الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
وتقدم قائد المعسكر، بجزيل الشكر إلى القيادة العامة للقوات المسلحة، وهيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، وجميع الوحدات، ووزارة الداخلية وبلدية المنطقة الغربية، ومستشفى مدينة زايد، والجهات المدنية في مستشفى زايد، وضباط وضباط الصف والمدربين والإداريين، وكل من أسهم في تقديم الدعم اللازم للمركز والوصول به إلى الأهداف المحددة.
ثم أدى المجندون القسم ، معاهدين الله تعالى ، ثم صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، والقيادة الرشيدة، بأن يكونوا جاهزين ومستعدين للدفاع عن أمن الوطن واستقراره والذود عن حياضه واستقلاله ومكتسباته الوطنية.
وفي ختام الحفل، وزع قائد سلاح الإشارة الجوائز على المتفوقين، حيث شهد الحفل عدد من ضباط القوات المسلحة وأولياء أمور الطلاب.
معسكر سيح اللحمة
فيما شهد اللواء الركن طيار عبد الله محمد خويدم النيادي، المدير العام لجهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل في معسكر سيح اللحمة بمدينة العين، الاحتفال الذي أقامته القوات المسلحة بمناسبة تخريج الدفعة السادسة من مجندي الخدمة الوطنية.
وبدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم أداء القسم، ألقى بعدها قائد المعسكر كلمة أشار فيها إلى أن الخريجين أمضوا 16 أسبوعاً، وهي الفترة المقررة لهم في منهاج التدريب وتلقوا خلالها جميع التدريبات والتمارين النظرية والعملية، وفقاً لمنهاج تدريبي محدد بمعلومات أساسية أدت إلى صقل وتهيئة المتدرب جسدياً وعقلياً ومعنوياً، وأسهمت في تحويل حياته المدنية إلى عسكرية وأثبتوا بكل فخر واعتزاز قدرتهم على تحمل مشاق التدريب مدركين أن كل قطرة عرق في الميدان توفر الدماء في المعركة.
وقال إن الخريجين ومنذ اليوم الأول لالتحاقهم في المركز، أدركوا أنهم أمام تحد كبير وأثبتوا مقدرتهم على تحمل مشاق التدريب والانصياع للأوامر والتعليمات، وأثبتوا معدنهم الأصيل، وأنهم فعلاً من أبناء خليفة العطاء، فكانوا عند حسن ظن الجميع، وبذلوا جهداً مقدراً أوصلهم اليوم لهذا الميدان، ميدان الرجولة والأبطال فهنيئاً لهم وللوطن بهذا الجيل المقدر للمسؤولية والدفاع عن وطنه.
وقال: «أنتم الحصن المنيع لهذا الوطن وحاضره ومستقبله، وخير ما أوصيكم به هو التمسك بكتاب الله وسنّة رسوله، وأن تحرصوا كل الحرص على طاعة الله ورسوله وطاعة أولي الأمر، ولتكن الحياة العسكرية فخركم والدفاع عن هذا الوطن أملكم، والتضحية بالنفس فداء للوطن ولقائد مسيرته وليكن الاحتراف العسكري شعاركم».
وشكر في نهاية كلمته القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية وكل الجهات المدنية التي أسهمت في تقديم الدعم اللازم لتحقيق الأهداف المنشودة. فيما وزع راعي الحفل في الختام الجوائز على المتفوقين.
مركز العين
وفي معسكر تدريب المستجدين في مدينة العين، أقامت القوات المسلحة احتفالاً، حضره عدد من كبار ضباط القوات المسلحة وأولياء أمور الخريجين.
بدأ الاحتفال بعزف السلام الوطني، ثم تليت آيات من الذكر الحكيم تلا ذلك الاستعراضات العسكرية من أمام المنصة، حيث قدم الخريجون عروضاً نالت إعجاب الحضور.
بعد ذلك ألقى قائد المعسكر، كلمة رحب فيها بالحضور وأولياء أمور الخريجين، وأشار إلى أن الخريجين أكملوا تدريباتهم خلال 16 أسبوعاً أمضوها في مختلف التدريبات العسكرية والمهارات التي تؤهلهم للتدريب اللاحق، ولمسنا منهم التفاني والتنافس في ميادين التدريب من خلال المعنويات العالية وطاعة الأوامر والانضباط العسكري والتحلي بالتقاليد والقيم الإنسانية والإسلامية، وحرصهم على الصلاة في وقتها، واحترام الوقت فكان ذلك أثره عظيماً لدينا.
وقدم التهنئة، بمناسبة احتفالات الدولة باليوم الوطني ال 45 ، وقال إنها مناسبة عزيزة على قلوب الجميع، لما ترمز إليه من قيم وإنجازات وطموح قادة وشعب.
ولفت إلى أنه بالخدمة الوطنية تكتمل منظومة الوطن ومنظومة البناء الداعم للسلام واحترام الآخرين، من منطلق القوة، فالأخطار متجددة ومتنوعة وبالخدمة الوطنية يتحقق النجاح لأفراد المجتمع ويكتسبون مهارات تحقق لهم القدرة على الإنجاز، فالأوطان تبنى بهمة أبنائها وعزيمتهم وسواعدهم. وتقدم في ختام كلمته، بالشكر إلى القائمين والمشرفين على التدريب من ضباط وضباط صف وأفراد على الجهود التي بذلوها في دفع مستوى التدريب، للوصول به إلى ما يتمناه قادتنا لنكون الدرع الواقية لهذا الوطن الغالي.
مركز المنامة
كما أقامت القوات المسلحة احتفالاً في مركز تدريب المستجدين في المنامة بإمارة عجمان.
وألقى قائد المركز، كلمة رحب فيها بالحضور والخريجين مستعرضاً مراحل الدورة السادسة المختلفة وأن الخريجين أنهوا الأسابيع التدريبية المقررة، ووجه الشكر إلى القيادة العامة للقوات المسلحة على ما قامت به من جهد كبير ومتابعة مستمرة حتى وصل الخريجون إلى المستوى الكبير الذي هم عليه الآن.
وأشاد بتلبية الخريجين نداء الوطن والقيادة، وحرصهم على الالتحاق بدورات الخدمة الوطنية بإرادة لا تلين وعزيمة قوية. مؤكداً الحرص على مواصلة العمل على صقل إمكانات الخريجين الجسدية والعقلية وتعزيز مهارتهم لتأهيلهم للمرحلة المقبلة من التدريب في وحدات القوات المسلحة ليكونوا العين الساهرة على الوطن في ظل القيادة الرشيدة للدولة.
وفي ختام كلمته هنأ الخريجين، وأوصاهم بتقوى الله عز وجل في كل زمان ومكان، وبأن يضعوا مصلحة الوطن فوق أي اعتبار، وأن يسخروا كل إمكاناتهم وطاقاتهم لخدمة وطنهم بالسمع والطاعة لكل من يكون مسؤولاً عنهم.
من جانبهم عبّر عدد من أولياء أمور مجندي الخدمة الوطنية عن سعادتهم بانضمام أبنائهم ليكون جنوداً في خدمة وطنهم والدفاع عنه واكتساب مهارات الدفاع عن النفس والانضباط وتحمل المسؤولية. مشيرين إلى أن الانضمام إلى الخدمة الوطنية شرف يعتزون به للذود عن الوطن وتعزيز الانتماء والولاء لقيادتنا الرشيدة، حفظها الله.
وأكدوا أن العسكرية مصنع الرجال وما يقدمه أبناؤنا هو شيء بسيط لما قدمته لنا الدولة. لافتين إلى أن الخدمة الوطنية تعزز الثقة بالنفس، وهذا أفضل قرار تتخذه حكومتنا الرشيدة حتى يتعلم الشباب مهارات عسكرية للدفاع عن الوطن.
وعبر الخريجون عن سعادتهم واعتزازهم وفخرهم بأداء الخدمة الوطنية وتلبية نداء القائد وإخوانه الحكام واعتبروا أنفسهم مشاريع شهادة فداء للوطن وترابه الطاهر.
وقالوا إن تأدية الخدمة الوطنية الإلزامية والاحتياطية تمثل حائطاً منيعاً يحمي الوطن داخلياً وخارجياً ويصون مكتسباته. مؤكدين أن القوات المسلحة مصنع الرجال بما تقدمه لهم من خبرات متنوعة تصقل مواهبهم وتنمي فيهم حب الولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة والحكيمة. (وام)
المصدر: الخليج