أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، عن استشهاد الرقيب خالد علي غريب البلوشي، أحد جنودها البواسل المشاركين ضمن قواتها المشاركة في عملية «إعادة الأمل» مع قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن.
وكشفت أسرة الشهيد الرقيب خالد علي غريب البلوشي، أن صديق عمره كان الشهيد نادر مبارك عيسى سلمان، الذي استشهد الأسبوع الماضي، وأنه عندما عاد في إجازته الأخيرة كان حزيناً جداً على فراقه، مشيرة إلى أنهما لم يفترقان في الحياة، وفرقهما الموت أسبوعاً.
وقال الشقيق الأصغر للشهيد «فهد»: «فخورون بشقيقي الذي فاضت روحه إلى خالقها في ميادين العز والشرف والدفاع عن حقوق وأمن واستقرار الأشقاء في اليمن، خلال مشاركته ضمن قوات التحالف العربي، إذ نال الشهادة أثناء أداء واجبه في الدفاع عن الوطن الذي يستحق منا جميعاً التضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيله».
وأضاف: «أشعر بالفخر لاستشهاد أخي، كونه ضحى بدمائه من أجل حياة أناس آخرين سلبت حقوقهم في الأمن والاستقرار والعيش بكرامة وحرية»، مضيفاً: «منحنا (خالد) فخر الشهادة الذي سنظل ندين به له ما حيينا نحن وأبناء وأجيال عائلتنا».
وأشار إلى أن الشهيد كان عمره 36 عاماً، ومتزوج ولديه خمسة أولاد، هم: منصور، وطارق، وجاسم، وناصر، وموزة، التي تبلغ من العمر 18 عاماً، وسعت بعد إنهاء دراستها الثانوية بتشجيع من والديها إلى الالتحاق بالمجال العسكري، من أجل خدمة وطنها، وسيراً على خطى والدها الذي أمضى أكثر من 20 عاماً من عمره في الخدمة العسكرية التي التحق بها وهو في سن صغيرة.
وتابع: «الشهيد لم يكن أخاً لي بل بمثابة الأب والصديق، تعلمت منه أموراً كثيرة، أهمها صدق تعامله مع الآخرين، والتزامه بالصلاة في المسجد، وأداء العبادات كافة، ومساعدة الآخرين»، مضيفاً: «كان الشهيد لاعب كرة سلة سابقاً في نادي الشباب الرياضي، وهذا الأمر خلق لديه روحاً رياضية عالية ودماثة أخلاق لا مثيل لها، كما كان شخصاً اجتماعياً ولديه أصدقاء كثر يحرص على الوقوف معهم في جميع أمور حياتهم، وعلى الرغم من عشقه للرياضة إلا أنه تركها، وآثر الالتحاق بالمجال العسكري الذي خدم فيه أعواماً طويلة قبل استشهاده»، مشيراً إلى أنه هو من طلب من مسؤوليه أن يشركوه في مهمة إعادة الأمل، التي أقبل على المشاركة فيها وهو مليء بالإصرار والعزيمة.
وقال: «على الرغم من أني كنت في مهمات عمل خارج الدولة ولم تسمح لي الظروف برؤية شقيقي خالد منذ أكثر من عام، إلا أننا كنا على تواصل عبر المكالمات الهاتفية والرسائل النصية»، مشيراً إلى أن «الشهيد كان يعامل جميع أفراد عائلته المكونة من 11 أخاً، معاملة حنونة، كما كان باراً بوالديه ويحرص دوماً على ملازمتهما، ويصر على أن يلبي لهما جميع احتياجاتهما، لأن هذا الأمر كان يشعره بالسعادة والرضا».
من جانبه، قال شقيق الشهيد «أحمد»: «كان (خالد) متفانياً في أداء واجبه الوطني، إذ التقيت به قبل أسبوعين من استشهاده، وجلسنا نتحدث معاً، وكانت نفسه طامحة للمضي في إكمال مهمته التي أحب وأصر على أن يكون فيها، مع صديق عمره (نادر مبارك عيسى سلمان)، الذي استشهد الأسبوع الماضي، واستقبل نبأ فراقه بحزن كبير، إذ كان الصمت ملازماً له، وهو في حياته عموماً يتسم بكونه يفضل الصمت ولا يشتكي لأي أحد مهما بلغ منه الهم».
وأشار إلى أن «آخر اتصال وردنا من الشهيد كان قبل استشهاده بيومين، إذ تحدث مع والدتي واطمأن على حالتها الصحية، إذ أجرت عملية جراحية في الركبة الأسبوع الماضي، كما سأل عن حال والدي المريض، وأخبرنا بأنه سيرجع قريباً».
المصدر: الإمارات اليوم