حث المحققون البريطانيون، العاملون على حل قضية مقتل المبتعثة السعودية ناهد المانع التي كانت تدرس لنيل شهادة الدكتوراه في أسيكس، سكان مدينة كولشستر ومرتادي طريق سالاري بروك تريل على التقدم للإدلاء بما لديهم من معلومات حول ظروف الجريمة التي وقعت في يونيو (حزيران) الماضي. ونقل بيان صادر من مركز شرطة مقاطعة أسيكس، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أمس: «أرسلنا عدة مناشدات في السابق نطلب فيها ممن لديهم معلومات التقدم بها إلينا، وحصلنا على ردود جيدة، ولكننا ما زلنا نحاول تحديد هوية بعض الأشخاص، والبحث عنهم يستغرق منا وقتا طويلا، ولذلك نناشد الناس القيام بالخيار الصائب والاتصال بنا».
من جهته، قال كبير مفتشي الشرطة البريطانية سيتف وارن، الذي يتولى التحقيق في القضية، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس: «إنه بهدف التحقيق في جريمة قتل المانع، يتوجب تتبع بعض الأشخاص الذين كانوا في الموقع عند وقوع الحادثة في يونيو الماضي، وتلقينا آلاف الاتصالات الهاتفية، ونعمل في جميع الاتجاهات لكشف غموض الجريمة». وأضاف: «نعمل على كثير من التفاصيل التي تلقيناها من صور الكاميرات في منطقة وقوع الجريمة، وكذلك إفادات شهود العيان الذين اتصلوا بنا». وتحدث عن زيارته إلى السعودية مع فريق أمني من الشرطة البريطانية للقاء عائلة المانع، وكذلك بعض مسؤولي الشرطة السعودية. والتقى عائلة المانع، كما أجرى محادثات مع قادة شرطة محافظة جدة، وأكد وارن أن وفد ضباط شرطة أسيكس التقوا عائلة القتيلة السعودية في نطاق تحرياتهم الهادفة إلى معرفة قاتلها. وذكر أن العائلة أكدت شعورها بالصدمة الشديدة، ووصفوا ابنتهم بأنها مهذبة ولطيفة، وكانت محبوبة بسبب عطفها وطبيعتها الحانية. وقال كبير المحققين وارن: «نود أيضا التحدث مع أي شخص يستخدم طريق سالاري بروك تريل بصفة منتظمة، لنرى ما إذا كانوا لاحظوا أي شيء مختلف في الأسابيع التي مرت منذ مقتل المانع، يمكن للناس استخدام الطريق يوميا لتمشية كلابهم، أو ركوب الدراجات، أو الصيد، أو للذهاب والإياب من العمل أو الجامعة. وبممارسة الناس حياتهم اليومية، فإنهم يلاحظون الأشياء. وقد يكون هناك أناس شاهدوا الشخص نفسه يوميا، لكنهم لا يرونه الآن. فما الذي تغير أو ما الشيء المختلف؟». وكانت الشرطة في مقاطعة أسيكس أعلنت جائزة قدرها عشرة آلاف جنيه إسترليني لمن يدلي بمعلومات ترشد إلى قاتل المانع. وتحدث بيان الشرطة البريطانية عن أوصاف 11 شخصا كانوا في موقع الجريمة، وقد يكون بيدهم حل لغز القضية، وعلق كبير مفتشي الشرطة البريطانية ستيف وارن لـ«الشرق الأوسط» بأن أوصاف الـ11 شخصا «بعضهم على دراجات، منهم طلبة، وآخرون كانوا يسيرون في طريق سالاري بروك تريل من صور الكاميرات بالمنطقة، وكذلك إفادات من شهود عيان». وفيما يتصل بمقتل المبتعثة السعودية المانع، يحتاج فريق التحقيق إلى تتبع عدد من الناس الذين كانوا في طريق سالاري بروك تريل في الوقت بين الساعة 10:15 صباحا إلى 10:45 صباحا في يوم الثلاثاء، الموافق 17 يونيو (حزيران).
وقالت الشرطة البريطانية، أمس: «هناك رجل يعتقد أنه كان يرتدي سترة مميزة الشكل إيطالية التصميم لونها يميل إلى الأبيض وهي أطول من مستوى الخصر ولديها أزرار بنية»، والرجل وهو في العقد الثاني أو الثالث من عمره، لديه شعر أسود كثيف وبنيته الجسدية متوسطة، وقد شوهد في المنطقة قبل وقت قصير من العثور على جثة المانع، كما تبحث الشرطة عن دراجين كانا يقودان عجلتيهما في الموقع ويحتمل أنهما شاهدا المانع قبل تعرضها للهجوم. كما حدد بيان شرطة كولشستر، مجوعة أخرى من الأشخاص الذين دعتهم لتقديم شهادتهم، وبينهم رجل طويل ونحيل يرتدي معطفا داكنا، إلى جانب رجل أبيض عمره ما بين 19 و23 سنة، وآخر أسود البشرة كان يرتدي زيا كحلي اللون. وقد عرضت مؤسسة خيرية في بريطانيا جائزة مقدارها عشرة آلاف جنيه لمن يتقدم بمعلومات حول القضية. يذكر أن أسرة المانع كانت قد ناشدت بدورها «الجاني أو الجناة» الذين أقدموا على قتلها طعنا تسليم أنفسهم «لإنهاء معاناة العائلة». وتحدث بيان الشرطة البريطانية أيضا عن اثنين من راكبي الدراجات الذين شوهدوا وهم يستخدمون الطريق ذلك الصباح الذي عثر فيه على ناهد. وكان الرجل والمرأة يركبان الدراجات معا ويحتمل أن يكونا قد شاهدا ناهد عقب تعرضها للهجوم. وقد شوهدا من قبل أحد الأشخاص في الوقت بين 10:45 صباحا يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو، وهما قادمان من اتجاه الجامعة ناحية جرينستيد على طريق سالاري بروك تريل. ويوصف الرجل بأنه ذو بشرة شبه داكنة مع شعر غامق. ويبدو أنه في أوائل العشرينات من عمره ويبدو طويلا ونحيفا. ويعتقد أن المرأة في عقد العشرينات من عمرها وذات شعر داكن طويل. وكانت ترتدي ما وصف بأنه تنورة طويلة فضفاضة. وتحدث تقرير الشرطة البريطانية عن رجل أبيض ثان، يعتقد أنه طالب كذلك، لديه شعر داكن قصير، وكان يرتدي بنطالا خفيفا وكان يستخدم الهاتف، وأيضا عن رجل أسود، كان يرتدي قبعة رياضية وحقيبة ظهر، وكان يرتدي كذلك قميص بولو مقلما من اللون الأصفر مع الأزرق الداكن. وتطرق التقرير إلى سيدتين على الدراجات، شوهدتا من سياج الأشجار على طريق سالاري بروك تريل، وكذلك تحدث عن امرأة بيضاء ذات شعر أشقر طويل، تبلغ خمسة أقدام وعشر بوصات طولا، وذات جسد نحيف وتبلغ من العمر نحو 19 أو عشرين سنة، ووصفت بأنها يحتمل أن تكون طالبة أجنبية.
المصدر: لندن: محمد الشافعي- الشرق الأوسط