في جمعية «المرأة سند الوطن» هناك بلبل يغرد، وشدو يعلو قامة الجبال، هناك أناشيد تلون حياة المرأة، وترسم صورتها في المرآة، بزينة القيم الإماراتية وأخلاق النبيلات.
في هذه الجمعية الموقرة، تمشي الأحلام بقلائد تعانق مجد المرأة، وتبني عروشها، وتشيد قصورها، وتعمر جسورها، وهي في الطريق إلى حياة زوجية مفعمة بالوعي بأهمية أن تكون المرأة محور الكون، وجوهر الوجود، وطوق الياسمين، ونطاق العنق الأمين.
جمعية المرأة سند الوطن، هي جذر الشجرة المروي بماء العذوبة من أجل نمو الأغصان وتفرعها كي تصبح الأعشاش في سكينة وأمان، فلا عصف ولا خسف يعرقل مسيرة القافلة ويعيق الطيور عن التحليق.
فاليوم تحتاج الإمارات إلى هذه الثقافة، ثقافة المؤسسات التي ترعى شؤون الأسرة، وفي لبها المرأة كونها الضلع الأهم في بناء أسرة تتقاسم رغيف الحياة، وتتشارك في بناء السفينة ورفع الشراع، حيث يكون الأفق مداره، ومساره.
اليوم الإمارات تحتاج إلى هذه المشاريع العملاقة التي تتوازى مع التوجه الحكومي في بناء أسرة ذات قواسم مشتركة، وأهداف محددة وواضحة وطموحات تبلغ عنان السماء، لأنه من دون امرأة بثقافة الأحلام الزاهية، ومن دون امرأة تحمل على عاتقها طفولة وطن له في المعاني ما يغدق القلب حبوراً، وله في ملاحم الفرادة ما يجعل الإنسان يشعر أنه يعيش على بساط نسيم يحمل في طياته عطر النخلة النبيلة، وشموخ الجبال الراسخة.
اليوم الإمارات تمخر عباب المجد بفخر، يصمم لوحته أبناء برّرة، وفي مقدمتهم امرأة تعنى بمستقبل الأبناء، وتكرس الجهد لتفوقهم، وامتيازهم الأخلاقي، وفرادتهم العلمية، وهذا لم يكن ليحدث لولا جهود الجمعيات النسائية، وتأتي جمعية «المرأة سند الوطن» من بين هذه الجمعيات التي تكافح من أجل صياغة عالم نسائي يحفل بامتيازات قيمية وأخلاقية تكون هي الدرع الحصين لحماية الأسرة، وصناعة عائلة، أفرادها أغصان للشجرة الواحدة.
وكم هو الوطن بحاجة إلى هذه النفحات الوطنية، كم هو شغوف لهذه المشاعر المرهفة، كي يغزل قماشة النمو الاجتماعي بمغزل الوعي، ولتستمر القافلة، لا بد من جهود، وتكاثف العمل النسائي، لتصبح السقوف في المنازل مضاءة بابتسامة أنثوية ترقرق الأفئدة، وتشرح خاطر الكون، وتلون السماء ببياض النجمة، واخضرار أوراق السدرة.
فهذا الوطن قدم ما يكفي وما يزيد من معطيات تلبي حاجة الإنسان، والدور الآن على كل من يسير على ترابه أن يبلل رمله بدموع الفرح لا الحزن، وأن ينقش على جدرانه وجه امرأة مشرقة بوسامة العطاء والشفافية، وحب الآخر من دون شروط أو علامات استفهام.
الوطن أعطى وأجزل، ويأتي الجواب، أي لا بد أن يأتي من المرأة كما للرجل، بأننا فدى لهذا التراب، والتضحية واجبة، وأولى أدوات التضحية، بناء أسرة متماسكة، متحابة.
المصدر: الاتحاد