عبرت الولايات المتحدة عن خيبة أملها إزاء الموقف الروسي من الضربة الأمريكية على قاعدة عسكرية في سوريا، بعد تمسك موسكو بالدفاع عن النظام السوري الذي تتهمه واشنطن بشن هجوم كيميائي في شمال غربي البلاد أوقع 87 قتيلاً. وفيما تنتظر موسكو زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بفارغ الصبر، أبدى عدد من أقطاب اليمين المتطرف من الداعمين للرئيس دونالد ترامب رفضهم للخطوة العسكرية محذرين من «خدعة» تقود إلى حرب عالمية ثالثة، بينما تعالت أصوات في الكونغرس مطالبة بأخذ موافقة المشرعين قبل أي عمل عسكري في سوريا.
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أن الرد الروسي على الضربة الأمريكية ضد نظام الأسد «مخيب جداً للأمل»، بعد ساعات من اعتبار روسيا الضربة بمثابة «عدوان» على سوريا ومسارعتها إلى تعليق اتفاق مع واشنطن يرمي إلى منع وقوع حوادث بين طائرات البلدين في الأجواء السورية.
وبالمقابل، انتقدت الخارجية الروسية ما وصفته بافتقار الحكومة الأمريكية إلى استراتيجية تتعلق بالسياسة الخارجية.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية أمس السبت عن ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، قولها للتلفزيون الرسمي: «إذا كان هناك شيء يمكن التنبؤ به في الولايات المتحدة، فهو عدم إمكانية التنبؤ بسياستها الخارجية».
ومن المنتظر أن يلتقي تيلرسون، نظيره الروسي سيرجي لافروف في العاصمة الروسية موسكو الأسبوع الجاري، وقالت زاخاروفا عن تيلرسون: «سننصت إليه وسنوجه إليه أسئلة (عن الهجوم)».
ولفتت زاخاروفا إلى أن بلادها ستؤكد خلال اللقاء على عدم جواز شن الهجوم، كما ذكرت أن اللقاء سيتطرق أيضا إلى الحرب على الإرهاب الدولي، وأضافت «سنكون مستعدين للتعاون حتى في واحدة من أصعب لحظات العلاقات الثنائية».
وفي الولايات المتحدة، اعترض اليمينيون المتطرفون من أنصار الرئيس الامريكي دونالد ترامب على إصداره الأمر بالهجوم على سوريا، معتبرين أنه بدأ يتخلى عن مواقفه القومية التي دافع عنها خلال الحملة الانتخابية. وقال مايك سيرنوفيتش أحد قياديي حركة «آلت رايت» القومية للبيض إن «كل الذين كانوا يؤمنون بوفاء ترامب الكامل تلقوا إنذاراً اليوم». واتهمت الحركة ترامب بالتخلي عن المواقف الانعزالية التي أعلنها خلال حملته الانتخابية مستخدمة هاشتاغ #سوريا_خدعة (سيريا هوكس). وتابع سيرنوفيتش المتخصص في نظريات المؤامرة في تسجيل فيديو نشره على الانترنت الجمعة: إن «الدولة العميقة تريد حرباً مع روسيا، وتستخدم الهجوم بالغاز في سوريا الذي هو خدعة في الواقع لإطلاق حرب عالمية ثالثة».
وغداة الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى قاعدة للجيش السوري، يصر البرلمانيون الامريكيون على ضرورة أن يحدد دونالد ترامب استراتيجية في هذا النزاع وأن يحصل على موافقة الكونغرس اذا كان يريد شن حرب في سوريا.
واعتبر البرلمانيون أن الضربة المحدودة تشكل رسالة إلى الأسد بأنه لا يمكنه استخدام ترسانته الكيميائية بلا عقاب. لكن أعضاء الكونغرس يؤكدون أن إطلاق 59 صاروخ توماهوك لا يشكل استراتيجية ويتوقعون من ترامب أن يحدد أهدافه الاستراتيجية في النزاع السوري.
ويرى البرلمانيون أنه، إذا كانت الولايات المتحدة تريد محاربة النظام السوري رسميا، وهو ما لم يفعله باراك اوباما خلال ولايته، فإن ذلك سيشكل مرحلة استراتيجية جديدة تتطلب مشاركة الكونغرس. وصرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر (جمهوري) الجمعة قائلاً «إنه أمر لا بد منه في حال اتخاذ قرار حول التزام طويل الأمد». (وكالات)
المصدر: الخليج