افتتح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي معرض الخليج لتقنية المعلومات «جيتكس» في دورته السادسة والثلاثين وذلك بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي.
وقد استهل سمو ولي عهد دبي جولته في المعرض الذي يستضيفه مركز دبي التجاري العالمي على مدى خمسة أيام في قاعة زعبيل بزيارة جناح مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات» وتعرف إلى جديدها في مجال تحديث شبكة اتصالاتها والمبادرات الذكية التي أطلقتها مؤخراً لتوفير أسرع وأذكى الخدمات الإلكترونية لزبائنها في دولة الإمارات والدول الاقليمية التي تعمل فيها.
ثم تفقد سموه قاعة «الابتكار» التي تضم نحو ستين دولة تشارك بابتكاراتها ومبادراتها الذكية التي تعرضها لأول مرة في «جيتكس» واستمع سموه من القائمين على أجنحة ومنصات العرض إلى شرح حول كل مبادرة من عدة دول بما فيها دولة الإمارات.
وشملت جولة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في المعرض الذي تشارك فيه ما يزيد على 600 شركة وجهة عارضة من أكثر من ستين دولة حول العالم جناح المملكة العربية السعودية والشركات التي تنضوي تحت مظلته والتي تساهم في رؤية 2030 للمملكة الشقيقة.
وتوقف سموه عند جناح شركة سامسونج الكورية التي تعرض أحدث مبتكراتها من الأجهزة والمعدات الذكية، وعرج على جناح شركة «ساب» العالمية المتخصصة في وضع وإنتاج البرامج الذكية للشركات والحكومات، ثم جناح شركة «Dell Emc»، وجناح «إنتل» التي تعرض برنامج المدن الآمنة.
وزار سموه جناح شركة «ميكروسوفت» العملاقة التي تعرض أحدث مبتكراتها في مجال السوفت وير، واستمع من القائمين على الشركة إلى شرح مفصل حول مبادراتها الذكية الجديدة.
وتوقف سموه ولي عهد دبي عند منصة عرض مدينة دبي للإنترنت واطلع على جديدها من الابتكارات والمبادرات الذكية، ثم عرج على جناح نيجيريا والتقى المسؤولين فيه واستمع إلى المبادرات والبرامج الذكية المستخدمة في أوساط ودوائر الحكومة النيجيرية.
ومر سموه أثناء جولته التي استمرت لأكثر من ساعتين على منصات عرض جمهورية ألمانيا الاتحادية، وأجنحة نحو خمس وثلاثين دائرة ومؤسسة وجهة حكومية اتحادية ومحلية.
ملامح المبادرات الذكية
واستمع سموه في منصة «دبي الذكية» إلى شرح حول ملامح المبادرات الذكية التي أطلقتها هذه الجهات الحكومية على طريق التحول إلى مدينة ذكية وتوفير أرقى وأسرع الخدمات للجمهور في مجالات النقل والبيئة والاقتصاد والصحة والجمارك والموانئ والتسوق والأمن وغيرها من الخدمات الذكية التي ينعم بها أفراد مجتمع دولة الإمارات عموماً ومجتمع دبي على وجه الخصوص وصولاً إلى رؤية الإمارات 2021 واستراتيجة دبي 2020.
سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أبدى ارتياحه البالغ للتطور الكبير الذي يشهده معرض جيتكس عاماً بعد عام حتى بات الآن من أشهر وأكبر التجمعات لكبريات الشركات العالمية المتخصصة في قطاع المعلوماتية بكل مفرداتها والإسهام في تحول الحكومات التقليدية إلى حكومات ذكية من أجل إسعاد الإنسان وتوفير الراحة والاطمئنان واختصار الجهد والوقت والمال من خلال تأمين هذه الخدمات للناس.
وأشار سموه إلى حجم المشاركة الدولية في «جيتكس» ما يعكس اهتمام الدول والشركات في منطقتنا ومنطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا من خلال هذا التجمع الدولي الكبير على أرض الإمارات التي ستظل بوابة مفتوحة ونافذة يطل منها الغرب على الشرق وبالعكس.
المشاركة الوطنية
وأشاد سموه بحجم المشاركة الوطنية على المستويين الحكومي والخاص واعتبرها تحولاً في التفكير والأداء والابتكار الذي سينقل دولة الإمارات إلى أعتاب التحول الكامل للحكومة الذكية وتعزيز الابتكار في شتى الميادين ووضع بلادنا جنباً إلى جنب مع الدول المتقدمة والعريقة على خريطة الدول الأكثر تقدماً والأسرع نمواً والأسعد شعباً.
وبارك سموه الجهود الوطنية التي تصب في مسيرة التنمية والتحديث والوصول بدولتنا إلى المراتب العالمية وتبوؤ المراكز الأولى وتحقيق التنمية المستدامة بجهود وإبداعات وسواعد شباب الوطن وتوجيهات ورعاية قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبمتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
رافق سمو ولي عهد دبي في الجولة.. سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم وحميد بن محمد القطامي رئيس مجلس الإدارة مدير عام هيئة الصحة في دبي والفريق خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي، واللواء محمد أحمد القمزي رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات في الدولة، وهلال سعيد المري الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي وعدد من المسؤولين.
وأطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد رسمياً برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد والذي سيربط الدولة تجارياً وجمركياً مع دول العالم، بحيث تتمكن الشركات في الدولة من الحصول على امتيازات وتسهيلات في الدول التي سيتم توقيع اتفاقيات اعتراف متبادل معها، وبالتالي الحصول على ميزة تنافسية في النفاذ إلى الأسواق الخارجية دون عقبات.
واستمع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى شرح عن هذا البرنامج الاتحادي من سلطان أحمد بن سليم رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة بحضور المفوض علي الكعبي رئيس الهيئة الاتحادية للجمارك، ومحمد جمعة العصيبة مدير عام الهيئة الاتحادية للجمارك، وأحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي، وذلك خلال جولة سمو ولي عهد دبي في جناح مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة.
مزايا للشركاء
ويوفر (المشغل الاقتصادي المعتمد) الذي تم إنجازه تحت مظلة الهيئة الاتحادية للجمارك العديد من المزايا للشركاء في سلسلة التوريد، منها إمكانية الانتهاء من إجراءات التخليص قبل وصول الشحنة، وضم المشاركين في قوائم اتفاقيات الاعتراف المتبادل، ومنحهم معاملة جمركية تفضيلية، ويشمل البرنامج أطرافاً مختلفة في سلسلة التوريد من المستوردين، والمصدرين، والمصنّعين، والمخَلّصين الجمركيين، والناقلين، ووسطاء الشركات الناقلة، والوسطاء، والموانئ والمطارات.
وشهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، تدشين «خريطة دبي للأعمال»، الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، وهي منصة إلكترونية خاصة بعرض مؤشرات الأداء الاقتصادي وتوزيعها حسب الأنشطة الاقتصادية بإمارة دبي.
وأكدت «اقتصادية دبي» من خلال هذا الإعلان استمرارية جهودها في تطوير الحلول التي تدعم قطاعات الأعمال، وتخدم أصحاب المصلحة من متخذي القرار في الجهات الحكومية، وكذلك المستثمرين، والقطاعات الخاصة ذات الشأن.
وتتضمن «خريطة دبي للأعمال» دليلاً تفاعلياً يوضح انتشار وتوزيع وتمركز أنشطة الأعمال الرئيسية جغرافياً في مدينة دبي ومعدلات نموها، وتتميز بارتباط حي ومباشر مع قاعدة بيانات الرخص التجارية لدى «اقتصادية دبي» لمواكبة أي تغيرات في أعداد الرخص وتوزيعها، سواء كان زيادةً أو تراجعاً في المناطق الجغرافية المحددة. وتعتبر الخريطة نقلة نوعية في التعرف إلى أداء السوق، حيث تعكس الرخص التجارية واقع حركة الأعمال في الإمارة، كما يمكن التعرف إلى عدد الشركات الحالية الفعالة في أي نشاط اقتصادي بشكل يومي مما يتيح للمستثمرين تحديد الفرص الاستثمارية المتاحة، وتطوير استراتيجية الانتشار الجغرافي المستهدف للأعمال وإمكانات التوسع.
أفضل الممارسات
وقال سامي القمزي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي: «يسعدنا إطلاق البوابة الإلكترونية التي تمثل حقبة جديدة من أفضل الممارسات التي تتبعها دبي في تعزيز وتطوير العلاقة مع مجتمع الأعمال، وتسهيل مزاولة الأنشطة التجارية من خلال سهولة الوصول إلى المعلومات، حيث تقدم «خريطة دبي للأعمال» استشارات معلوماتية للأعمال، كما أنها تساعد المستثمر على اتخاذ قرارات مستنيرة، والتعرف إلى الأماكن التي يمكن من خلالها التوسع والانتشار في السوق المستهدف».
وأضاف أن «خريطة دبي للأعمال» هي قيمة مضافة للدائرة في عرض أحدث المؤشرات والدراسات التي تعكس الأداء الاقتصادي لإمارة دبي وتوزيعه حسب الأنشطة الاقتصادية، مشيراً إلى أن هذه البوابة الإلكترونية ستقدم خدماتها لعدد من الجهات، بما فيها متخذو القرار من القطاع الحكومي والهيئات المتخصصة، ورجال الأعمال والمستثمرون، ووسائل الإعلام، والبنوك، بالإضافة إلى الشركات الاستشارية.
المصدر: الخليج