أظهرت دراسة بحثية جديدة أن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مثل نوادي القراءة بعد التقاعد عن العمل، ترتبط بشكل مطرد بعيش حياة أطول. كما أثبتت الدراسة أن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مهمة للصحة مثل ممارسة الرياضة.
وتقل مخاطر تعرض الشخص المتقاعد للوفاة بشكل جذري إذا شارك في الأنشطة الاجتماعية خلال السنوات القليلة الأولى قبل توقفه عن العمل، وفق تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الثلاثاء 16 فبراير/شباط 2016.
أنشطتك الاجتماعية مهمة
الدراسة طالبت المتقاعدين عن العمل في المستقبل بأن يولوا اهتماماً كبيراً بأنشطتهم الاجتماعية مثلما يهتمون بمستقبلهم المالي وصحتهم البدنية.
وتتبعت الأبحاث بجامعة كوين لاند في أستراليا صحة ما يزيد عن 400 شخص فوق سن الخمسين في إنكلترا لمدة 6 أعوام بعد تقاعدهم، وعقدت مقارنة بينهم وبين أشخاص في نفس العمر لم يتقاعدوا بعد.
ووجدت الأبحاث أن فقدان كل عضوية للفرد في مجموعةٍ اجتماعيةٍ بعد التقاعد يؤدي إلى نقص 10 % في جودة حياتهم بعد 6 أعوام .
الدراسة أشارت إلى أنه إذا كان الشخص منضماً لمجموعتين اجتماعيتين قبل التقاعد، وظل محافظاً على عضويته بعدها بـ 6 أعوام، فإن مخاطر تعرضه للوفاة هي فقط 2%، ويزداد الخطر إلى 5% إذا تخلى عن عضوية واحدة منهما، بينما يرتفع إلى 12% إذا ترك عضويته في المجموعتين.
ويقول الباحثون إن المجموعات الاجتماعية يمكن تعريفها بأنها أي شيء يمنح الأشخاص فرصة إبراز هويتهم، كمجموعات القراءة وعضوية نادي التنس، أو الانخراط في اتحادات تجارية.
ممارسة الرياضة
الدراسة أوضحت أيضاً كيف يحدث تغير في مستوى ممارسة الرياضة بعد التقاعد، وهو ما يؤثر على مخاطر تعرّض الشخص للوفاة. واكتشف الباحثون أن أثر تقليل أو ترك ممارسة الرياضة كان يشبه ترك العضوية في المجموعات الاجتماعية.
وأوضحت الدراسة أن هؤلاء الذين يمارسون الأنشطة الرياضية مرة في الأسبوع قبل التقاعد ويستمرون في فعل ذلك بعد التقاعد، لديهم احتمالية 3% فقط للتعرض للوفاة، وترتفع النسبة إلى 6% إذا مارسوا الرياضة أقل من مرة أسبوعياً، بينما ترتفع إلى 11% إذا توقفوا تماماً.
وبناء على النتائج، قالت آنا ديكسون، الرئيس التنفيذي لمركز “شيخوخة أفضل”، إن التواصل الاجتماعي “لا يقل أهمية عن المال والصحة” حينما يكون الأمر متعلقاً بحياة أفضل فيما بعد.
وأضافت ديكسون: “إننا نؤمن أن كل شخص يجب أن يمتلك الفرصة لتأسيس وتقوية علاقاته الاجتماعية، سواء كان ذلك من خلال الحياة مع مجموعة أصدقاء من نفس العمر أو الانخراط في إنجاز عملٍ أو نشاطٍ تطوعي، أو المشاركة في أي أنشطةٍ أخرى”.
وتابعت: “العلاقات الاجتماعية ضرورية لكل فرد لكن بشكل أخص للأشخاص الذين يتعرضون لتغيرات محورية مرتبطة بـحياتهم القادمة”.
تجربة سعودية
وكانت المحاضرة والمدربة السعودية عهود اليامي، قامت بتأسيس ناد للقراءة.
ونقلت “هافينغتون بوست عربي” عن اليامي قولها إنه “يتم من خلاله تقديم عدد من الأنشطة والخدمات مثل: جلسات مناقشة للكتب، وخدمة “إحياء كتاب” لجمع الكتب المستخدمة والاستفادة منها، وحملة “إعادة وإفادة” لإعادة تدوير الورق، وغيرها من الخدمات”.
المصدر: صحيفة الوطن الكويتية